قطار الدعاية يصل محطة السادات
عبد الرحمن محمد-القاهرة
وكانت المحطة استأنفت العمل الأربعاء الماضي بعد قرابة عامين من إغلاقها لدواع أمنية. واستغل العديد من السياسيين والصحفيين الحدث في الدعاية للنظام والإشادة بخططه لمواجهة "الإرهاب".
لكن الوضع داخل المحطة وفي محيط الميدان لا يعكس عودة الأمور لطبيعتها، حيث يتواجد الأمن بشكل مكثف، فيما رصد الركاب وجود كاميرات مراقبة أكثر من المعتاد في باقي المحطات.
وقد استعانت قوات الأمن بماكينات إلكترونية على مداخل المحطة لتفتيش حقائب الركاب، مما يكشف حجم القلق لدى السلطات.
وقالت وزارة النقل في بيان أصدرته الثلاثاء الماضي إن قرار فتح المحطة جاء بعد اجتماعات تنسيقية مع وزارة الداخلية، والتأكد من تحقيق كل الإجراءات الخاصة بشروط الحماية المدنية وأنظمة الحريق وتأمين بوابات الدخول والخروج بأجهزة الفحص والبوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة.
أحمد سعودي -الذي كان ينتظر عربة المترو بالمحطة- أبدى استغرابه الشديد من هذه التشديدات الأمنية، معتبرا إياها دليلا على استمرار تخوف السلطات من أن يعيد الشباب المصريون تجرية ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.
استمرار الخوف
وأضاف للجزيرة نت أن أغلب المواطنين لا تقنعهم الروايات الأمنية المتعلقة بالتخوف من هجمات إرهابية، وأن الجميع يعلم أن إغلاق المحطة كان سببه الخوف من معاودة التظاهر والاعتصام في ميدان التحرير، "وما نراه من تشديد أمني يدل على استمرار هذا الخوف".
ولم ينف سعودي أن إعادة تشغيل المحطة ستساهم في التخفيف على شرائح مختلفة من المواطنين، إلا أنه استدرك قائلا "أوصلونا لدرجة أن نفرح ونحتفل بما هو طبيعي وحق أصيل لنا".
ويرى إبراهيم حسين أن النظام المصري يستغل حاجات البسطاء في محاولة التسويق لنفسه، وإظهار نجاح مزيف في الجانب الأمني، "والتغطية على فشله الذي بات واضحا للجميع".
وأضاف أثناء خروجه من المحطة وهو يشير إلى التواجد الأمني المكثف بمحيط ميدان التحرير "استمرار وجود هذه الآليات العسكرية أمام المتحف أكبر دليل على زيف دعواهم وفشلهم الأمني".
لكن الأربعينية أم سعيد أبدت ارتياحها الشديد بعودة العمل للمحطة التي استمر إغلاقها منذ فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس/آب 2013.
واعتبرت في حديث للجزيرة نت أن قرار إعادة العمل في المحطة مع دخول رمضان "جاء موفقا من قبل المسؤولين".
مصلحة الشعب
واتهمت من وصفتهم بالشباب الطائشين بعدم الاعتراف بأي حسنات للنظام الحالي "والوقوف أمام أي جهود تصب في مصلحة الشعب".
وشهدت المحطة في اليومين الأولين من شهر رمضان زيارات ميدانية لمسؤولين أمنيين ومحليين بقصد تفقد الحالة الأمنية والاطمئنان على سير العمل.
وتناول الإعلام المصري في الفترة الأخيرة تصريحات خبراء أمنيين اعتبروا فيها إعادة العمل بالمحطة دليلا على تحسن الوضع الأمني ونجاح الخطط الأمنية المتبعة من قبل السلطات خلال الأشهر الماضية.
وفي تصريحات صحفية قال اللواء الخبير الإستراتيجي والعسكري حسام سويلم إن الإرهاب لن يستهدف المحطة في الفترة القادمة، وذلك بسبب خطة أمنية محكمة تعتمد على الضربات الاستباقية "لتفادي عنصر المفاجأة الذي تعتمد عليه الجماعات الإرهابية".
بينما رأى اللواء الخبير الأمني جمال أبو زكري أن فتح المحطة "خطوة جيدة فيها راحة للمواطنين"، مستبعدا قيام أي عمليات إرهابية داخلها.