غضب بمواقع التواصل على "مجزرة الدفاع الجوي"

تغريديات على مواقع التواصل الاجتماعي بعد مقتل العشرات من مشجعي الزمالك غلى يد الأمن المصري
مواقع التواصل ضجت بالغضب على مجزرة ألتراس الدفاع الجوي (ناشطون)

محمد النجار

موجة من الغضب العارم عبرت عنه آلاف التغريدات والتعليقات التي تداولها نشطاء مواقع التواصل خاصة تويتر وفيسبوك إثر "المجزرة" التي قتل فيها أربعون مشجعا من جماهير نادي الزمالك قبيل مباراة فريقهم مع إنبي، وهي المباراة التي أقيمت رغم رائحة الدم والقتل خارج الملعب.

أبرز الوسوم (الهاشتاغ) التي كتب تحتها النشطاء كانت (#مجزرة_الدفاع_الجوي) وهو الذي احتل المرتبة الثالثة عالميا بعد ساعات قليلة على الأحداث، إضافة لوسم (#مجزرة_ألتراس_الزمالك)، و(#مجزرة_وايت_نايتس)، وغيرها من الوسوم التي حظيت بالتغريد والتعليق عليها من قبل مئات آلاف النشطاء المصريين والعرب.

حملت التغريدات والتعليقات رصدا لما جرى، حيث تداول النشطاء صورا لمئات الجماهير داخل الممر الحديدي قبيل دخولها ملعب الدفاع الجوي الذي أقيمت فيه المباراة، كما نشروا صورا لضباط وأفراد من الشرطة المصرية وهم يطلقون الرصاص باتجاه المشجعين، إضافة لصور قتلى، وقوائم بأسمائهم ومن بينهم طفل على الأقل.

واحدة من المفارقات التي رصدها النشطاء أن "المجزرة" وقعت في ملعب يحمل اسم "30 يونيو" تيمنا بالأحداث التي شهدتها مصر في ذلك اليوم والتي انتهت بالانقلاب على الرئيس محمد مرسي من قبل قائد الجيش والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي

30 يونيو
واحدة من المفارقات التي رصدها النشطاء أن "المجزرة" وقعت في ملعب يحمل اسم "30 يونيو" تيمنا بالأحداث التي شهدتها مصر في ذلك اليوم والتي انتهت بالانقلاب على الرئيس محمد مرسي من قبل قائد الجيش والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، حيث كتب ياسر الحاج "للعلم.. إستاد الدفاع الجوي الذي تحدث به المجزرة الآن اسمه استاد 30 يونيو".

ومفارقة أخرى توقفت عندها آلاف التغريدات، وهي أن "المجزرة" تأتي بعد يوم واحد من التسريب الذي وردت فيه إساءات من قبل السيسي ومدير مكتبه وعضو بالمجلس العسكري لدول الخليج وقادتها، واتهم هؤلاء السيسي بأنه نفذ "المجزرة" الحالية للتغطية على "فضيحة" التسريب كما قالوا.

فكتبت مي ثروت "شبابنا بيموتوا زي الرز"، في إشارة لعبارة الرئيس المصري في التسريب الصوتي عندما قال إن قادة دول الخليج "عندهم فلوس زي الرز"، كما كتب آخر "الفلوس عندهم زي الرز، والدم عندنا زي المية".

كما كتب أحمد أمير "الدم المصري يراق بيد عسكر الخيانة، مجزرتهم لا تنسي تسريب السيسي، بل ستذكر العالم أجمع بدمويته"، وكتب آخر "السفاح السيسي يغسل فضيحة الأمس بدماء اليوم".

كما كتبت أسماء غزال "هو ليه دايما مكتوب على المصريين يموتوا علشان العسكر وأعوانه يعيشوا، إمتى هنقتل الفساد والفاسدين علشان ولادنا يعيشوا". كما كتب عبد الرحمن عز "أرخص حاجة عند العسكر هما البني آدمين، وأغلى حاجة عندهم هي الفلوس".

وذهب صاحب حساب "ضد الانقلاب لمقارنة ما يجري في أماكن أخرى فكتب "كم قتلت داعش اليوم من المدنيين؟، وكم قتلت عصابة الجيش والشرطة بمصر؟ أين بان كي مون؟ مش ناوي يقلق؟ مجتمع دولي حقير ومنافق"، حيث كتب أبو خالد المصري "مستقبلك في مصر واحد.. الموت".

وكتبت سحر عيد "إجرام العسكر للركب، الشعب يهتف بالحرية يموت، في الجامعات يموت، بيجيب لقمة عيشه يموت، يلعب كورة يموت، يا عالم نعمل إيه؟".

صور الألم التي نقلتها التغريدات كانت متعددة لشبان في مقتبل العمر قضوا وهم يحاولون حضور مباراة كرة قدم، لكن بعضها كان أكثر إيلاما، فكتبت سيدة تدعى أم محمد على صفحة ألتراس الزمالك "حطوا صور القتلى، عاوزة أعرف ابني معاهم؟"، فيما كتب آخر "صاحبي اتقتل.. الله يرحمك يا مدحت"

مجازر وألم
مفارقة أخرى تمثلت في ربط النشطاء ما جرى في مجزرة الدفاع الجوي بأنه مماثل لمجازر سابقة خاصة مقتل 74 مشجعا من جمهور النادي الأهلي عام 2013 بعد مباراة فريقهم مع نادي المصري، عوضا عن مجازر أخرى باتت جزءا من تاريخ مصر ما بعد الثورة والانقلاب.

فكتب أحمد ذهب "التقويم في مصر بقى عبارة عن ذكرى لمذابح، بينها شوية أيام مستنية مذابح ومجازر أخرى". كما كتب نضال إمام "لو كان حق الـ74 شهيدا رجع مكنش اتقتل ناس تاني في مذبحة جديدة أمام الدفاع الجوي، القاتل حر ويقتل كل يوم، والقتلى كل يوم في تزايد".

كما كتبت أم شهد "ده أكبر دليل على أن اللي قتل مشجعي النادي الأهلي في بورسعيد الجيش والداخلية".

وحازت تغريدة "إنجازات السيسي: مذبحة بورسعيد، مذبحة الحرس، مذبحة رابعة، مذبحة النهضة، مذبحة الفتح، مذبحة الألتراس" على إعادة التغريد بها من قبل الآلاف.

موجة غضب كبيرة حاز عليها رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور الذي تبادل نشطاء تصريحات له بأن القتلى ليسوا من جماهير الزمالك وإنما "عناصر مدسوسة"، عوضا عن شتائم لاذعة وجهت لإعلاميين مصريين رددوا اتهامات لجماعة الإخوان المسلمين بأن عناصر تابعين لها نفذوا "المجزرة".

صور الألم التي نقلتها التغريدات كانت متعددة لشبان في مقتبل العمر قضوا وهم يحاولون حضور مباراة كرة قدم، لكن بعضها كان أكثر إيلاما، فكتبت سيدة تدعى أم محمد على صفحة ألتراس الزمالك "حطوا صور القتلى، عاوزة أعرف ابني معاهم؟"، فيما كتب آخر "صاحبي اتقتل.. الله يرحمك يا مدحت"، ووضع كثر صورة سوداء كتب عليها كلمة "القهر"، مع تغريدة لأم كتبت "ابني معاهم؟" في إشارة إلى الضحايا.

فيما كتب كثيرون منتقدين استمرار المباراة رغم وقوع الضحايا، لكن التعليق المؤلم جاء من أحد المعلقين الذي كتب "المشهد في مصر باختصار.. ناس بتلعب.. وناس بتتقتل".

المصدر : الجزيرة