الثأر بخطاب السيسي.. ارتباك أم دعوة للاقتتال؟

A handout made available by the Office of the Egyptian President shows Egyptian President, Abdel Fattah al-Sisi (C), delivering a speech following a meeting of the Supreme Council of the Armed Forces (SCAF), Cairo, Egypt, 31 January 2015. According to local reports al-Sisi stated that when the Egyptian people gave him the mandate to depose former President Morsi it would result in a long battle against terrorism adding that he would never abandon Sinai, the scene of multiple, coordinated attacks late 29 January carried out by Sinai Province, a group affiliated with the organization calling itself the Islamic State (IS), which resulted in the deaths of at least 32 members of the security services with many more wounded. EPA/OFFICE OF THE EGYPTIAN PRESIDENT / HANDOUT
السيسي لمح إلى ضلوع الإخوان المسلمين في هجمات سيناء الأخيرة (الأوروبية)

الجزيرة نت-القاهرة

بعد يوم واحد من توجيهه اتهامات ضمنية لجماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء الهجمات التي وقعت في شمال سيناء عاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ليقول إنه لن يكبل أيدي المواطنين عن الثأر لضحايا الجيش.

وعقب هذا التصريح شن إعلاميون موالون للسيسي هجمة شرسة على الإخوان وحرضوا المواطنين على قتلهم.

وكان السيسي قال في كلمته للمواطنين الأحد الماضي "أنتم من ستأخذون بثأر مصر وأنتم من سيدافع عنها".

ووفق محللين، فإن السيسي يسعى لدفع المواطنين لاقتتال يحقق له نصرا سياسيا على جماعة الإخوان المسلمين التي يحاربها.

وبالنسبة لعضو جبهة طريق الثورة صفوان محمد فإن حديث السيسي خطير ويمثل تحريضا علنيا على الاقتتال.

وأكد محمد للجزيرة نت أن السيسي يدفع المصريين نحو قتل من يعتقد أنهم أعداء الوطن، خاصة أن الإعلام المؤيد للسلطة يمارس دور المحرض على كل معارضيها بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.

‪بدر: السيسي يدفع المصريين لحرب أهلية ولن يكون جزءا من الحل‬ (الجزيرة نت)
‪بدر: السيسي يدفع المصريين لحرب أهلية ولن يكون جزءا من الحل‬ (الجزيرة نت)

قتل وحرق
واستند في ذلك إلى قيام مواطنين بإحراق منازل في محافظات كفر الشيخ والشرقية والغربية على خلفية انتماء أصحابها لجماعة الإخوان المسلمين، إضافة لقتل أحد أمناء الشرطة مصابا في التظاهرات المعارضة للنظام أثناء تلقيه العلاج بمستشفى العجوزة في الجيزة.

الرأي نفسه ذهب له مؤسس تيار يناير عمرو بدر بقوله إن السيسي جزء من المشكلة ولن يكون جزءا من الحل.

ووفق بدر، فإن السيسي يدفع المصريين لحرب أهلية كان يقول إنه عزل الرئيس محمد مرسي للحيلولة دونها.

منسق حركة "صحفيون ضد الانقلاب" أحمد عبد العزيز يرى أن مقولة السيسي بمثابة إعلان حرب، لأنه لا يمكن بأي حال أن يصل الأمر برئيس دولة إلى أن يحرض بعض الشعب على بعضه بهذا الوضوح.

وأرجع هذه "الفجاجة" إلى سعي السيسي للتغطية على فشله الواضح في معالجة الملف الأمني، حسب تعبيره.

في المقابل، اعتبر عضو تنسيقية 30 يونيو حسام فودة أن السيسي "لا يقصد إعطاء المصريين حق قتل معارضيه، وإن خانه التعبير".

وأوضح فودة للجزيرة نت أن السيسي ألقى كلمة مباشرة وكان منفعلا، ويسعى لامتصاص غضب الشارع فاستخدم تعبيرا متجاوزا، وفق قوله.

وعزا قيام أمين الشرطة بقتل المصاب إلى ما وصفها بمحاولات تيار بعينه داخل مؤسسة الشرطة العودة إلى أيام مبارك، مضيفا أن هيكلة جهاز الأمن ضرورية لتخفيف الاحتقان في مصر.

وخلص إلى أن السيسي لم يتخذ خطوة عملية واضحة تؤكد أنه ينوي دفع بعض المواطنين للنيابة عنه في مواجهة طيف سياسي معين.

‪عطية: السيسي يسعى لإرضاء شخصيات وقوى سياسية تطالب بالقصاص‬ (الجزيرة نت)
‪عطية: السيسي يسعى لإرضاء شخصيات وقوى سياسية تطالب بالقصاص‬ (الجزيرة نت)

خطاب سياسي
أما المتحدث باسم حركة "تحيا مصر" محمد عطية فأكد أن السيسي يسعى لإرضاء شخصيات وقوى سياسية تطالب بالقصاص الشعبي.

وأضاف للجزيرة نت "ليس هناك ما يجعلنا نتبنى فكرة أن السيسي يجر المصريين للصدام مع معارضيه، ولو حدث هذا فستقع كارثة مجتمعية".

غير أنه أكد أن معركة الإرهاب ليست مع الإخوان فقط لأنهم ليسوا مسؤولين عن كل ما يحدث في مصر خلافا لما يروج له الإعلام.

وقال إن السيسي مطالب بتوضيح من المسؤول عن ما يقع من أحداث بشكل محدد حتى لا يتم تحميل الإخوان كل شيء لأسباب سياسية.

وعلى صعيد رد فعل الشارع، يقول تاجر العقارات الحاج علي إن حديث السيسي غير مقنع "ويأخذنا نحو مصير مخيف". ويضيف أنه مؤيد للسيسي ولكن "هذا لا يعني أن أغض الطرف عن الفشل الذريع في سيناء وفي الأزمة مع الإخوان".

أما مهندس الكمبيوتر مهاب محمد فرأى أن حديث السيسي يعتبر "ردة فعل تجاه ما يقوم به الإخوان ومؤيدوهم من عنف في الشارع".

وتتزامن "لهجة التحريض" في مصر مع تزايد القمع الأمني وارتفاع وتيرة القتل بحق المتظاهرين من مختلف الانتماءات السياسية.

المصدر : الجزيرة