الشبيبة المسلمة ببرلين ترفض العنصرية والتطرف
خالد شمت-برلين
وشارك نحو 250 من قادة الناشئة والشبيبة المسلمة في المؤتمر الذي حمل اسم "يو كون" واختتم أعماله مساء أمس الأحد.
واحتل محور "المسلم القدوة" الحيز الأهم في المؤتمر الذي استمرت فعالياته يومين وتضمنت أربع ورش عمل حول التفاعل المجتمعي والإعلام والتربية والتغذية والرياضة.
وقال بايرون أرتولد -وهو أحد المنظمين- إن هذا المؤتمر أقيم برعاية التجمع الإسلامي بألمانيا. ويهدف إلى تذكير الشبيبة المسلمة بهويتها الدينية وربطها به، وتوجيه رسالة للمجتمع الألماني بأن المسلمين يريدون أن يكونوا جزءا فاعلا فيه وفي كل أوروبا، ولا يهدفون إلى تشكيل كيان مواز أو العيش على الهامش.
العداء للإسلام
وألقى أستاذ القانون بجامعات ولاية شمال الراين شالرز دنكوفسكس محاضرة على هامش المؤتمر حول آليات مكافحة مظاهر العداء للإسلام.
وأشاد دنكوفسكس بتجريم الولاية العداء للإسلام، وتعرض لدور الإعلام في تصاعد الكراهية ضد المسلمين في الفترة الأخيرة.
وأكد الباحث أهمية دور الشبيبة المسلمة في مواجهة التصورات النمطية السلبية ومظاهر العداء تجاه دينها من خلال تفعيل مشاركتها المجتمعية، والتعبير عن فكرها الوسطي وعدم ترك الساحة للمتطرفين لتشويه صورة الإسلام.
وقالت الباحثة بوحدة مكافحة التمييز أليا غيجانا إن برلين مولت تأسيس هذه الوحدة بهدف التصدي لمظاهر العنصرية ومن بينها العداء للإسلام، ضمن مشروع قاعدة بيانات واسعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي.
ولفتت غيجانا إلى أهمية دور المؤسسات الإسلامية في توعية روادها بحقوقهم التي يكفلها لهم الدستور الألماني.
ودعت الشبيبة المسلمة إلى التواصل مع وحدتها بتسجيل ما يتعرضون له من حالات تحريض أو تمييز أو تهديد، والإبلاغ عن أي تعديات ضد المساجد.
مكافحة التمييز
ونوهت الباحثة إلى استعداد برلين لإصدار قانون خاص لمكافحة التمييز بالمدارس، وذكرت أن أداء التلاميذ المسلمين للصلاة خلال اليوم الدراسي يندرج ضمن حرية الممارسة الدينية بشرط عدم تعكير أجواء السلام المدرسي.
وفي نفس السياق أكد فريد حيدر -وهو إمام بأحد مساجد برلين- أهمية إعلاء مسلمي البلاد لقيم التسامح والعيش المشترك بما يؤدي للبعد عن أي استفزاز للمجتمع.
وفي محاضرة بعنوان "الوجود الإسلامي بألمانيا.. خطوة للأمام وخطوتان للخلف"، اعتبر إبراهيم الزيات أن الجدل الدائر حول انتماء الإسلام لألمانيا لا يمكن فصله عن دوره في التشكيل الثقافي لأوروبا وإثراء التعدد الديني فيها.
وقال إن الوجود الإسلامي بألمانيا يواجه تحديات تزداد تعقيداتها بسبب تقارير إعلامية تكرس صورا نمطية، وميل شريحة بسيطة من المسلمين إلى التطرف.
وعرض الزيات إلى جانب من العلاقة القديمة للتأثير المتبادل بين الإسلام وأوروبا خلال عصر فريدريش الثاني إمبراطور المملكة البروسية الرومانية التي امتدت خلال القرن الثاني عشر الميلادي من الدنمارك إلى صقلية التي حكمها العرب والمسلمون أربعة قرون.
وأشار الزيات -وهو قيادي بالتجمع الإسلامي الألماني- إلى أن العربية كانت اللغة الأم لهذا الإمبراطور الذي كان حرسه وقادته من المسلمين.