شباب الثورة يرفضون "إغراءات" النظام المصري

إحدى الفعاليات السابقة لحركة شباب 6 إبريل
إحدى الفعاليات السابقة لحركة شباب 6 أبريل (الجزيرة نت)
عبد الرحمن محمد-القاهرة

لم تجد الأنباء التي أوردتها وسائل إعلام مصرية عن إجراء مؤسسة الرئاسة اتصالات بشباب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 ما يصدقها على أرض الواقع، حيث نفى ممثلو أبرز الحركات الشبابية المشاركة في الثورة تلك الاتصالات، في وقت كشف مصدر مطلع أن تلك الاتصالات تمت مع ائتلافات شبابية داعمة للسلطات الحالية.

ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن مصادر لم تسمها أن اتصالات جرت بين مؤسسة الرئاسة ومجموعة من شباب ثورتي 25 يناير و30 يونيو/حزيران 2013، لعقد لقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسي للحديث عن مختلف القضايا التي تشغل الشباب, مشيرة إلى وجود مساع لاحتواء تلك المجموعات بتعيين عدد من قياداتها في مجلس النواب القادم.

ونفى ممثلو أبرز الحركات الشبابية التي شاركت في ثورة 25 يناير للجزيرة نت ورود تلك الاتصالات، مؤكدين في الوقت ذاته عدم التجاوب معها في حال حدوثها.

في حين كشف مصدر مقرب من مؤسسة الرئاسة للجزيرة نت -طلب عدم ذكر اسمه- أن اتصالات جرت بالفعل مع مجموعات شبابية تشكلت خلال الفترة اللاحقة للثورة التي سيطر فيها المجلس العسكري على المشهد السياسي، بعضها معروف بعلاقاته بشخصيات في المجلس وآخرون مقربون منه.

القيادي في حركة الاشتراكيين الثوريين محمود عزت نفى ابتداء ورود أي اتصال من السلطات الحالية مع حركته، متسائلا في الوقت ذاته عن الدوافع الحقيقية لإثارة هذه القضية في هذا الوقت.

محمد نبيل: 6 أبريل لم تتلق أي دعوة للحوار من أي جهة رسمية (الجزيرة نت)
محمد نبيل: 6 أبريل لم تتلق أي دعوة للحوار من أي جهة رسمية (الجزيرة نت)

انحسار شعبية السيسي
وتابع في حديثه للجزيرة نت أنه من "الواضح أن انحسار شعبية السيسي وانفضاض فئات الشعب عنه وخاصة الشباب بات مصدر قلق كبير للسلطات الحالية وجاءت الانتخابات البرلمانية الأخيرة لتكشف عن ذلك بصورة كبيرة وهو ما استدعى أن يتحرك النظام لمحاولة علاج ما يمكن علاجه".

وتساءل مستنكرا "عن أي شباب يتحدثون؟ شباب ثورة يناير الحقيقيون أغلبهم في المعتقلات، ومن المثير للسخرية أن ينادى للحوار في الوقت الذي يقبضون فيه على أحد الشباب وهو الصحفي إسماعيل الإسكندراني".

وقال إن النظام سيلتقي بممثليه من الشباب وبالتالي فما سيحدث هو "مسرحية هزيلة", مشيرا إلى أن الحركة سترفض أي دعوة للحوار من قبل الرئاسة، لأنه -حسب رأيه- لا مجال للحوار مع رأس الثورة المضادة.

بدوره، قال عضو المكتب السياسي في حركة 6 أبريل محمد نبيل إن حركته لم تتلق أي دعوة للحوار من قبل أي جهة رسمية، مشددا على رفضها لأي حوار انتقائي لا يشمل جميع القوى الفاعلة في المشهد السياسي.

ورأى في حديثه للجزيرة نت أن الغرض من الحديث عن وجود مساع رئاسية لاحتواء الشباب هو امتصاص غضب الشعب الذي تملّكه شعور بأنه تم استغفاله والتغرير به عبر وعود كثيرة لم يتحقق منها شيء، وبالتالي فإن مشكلة النظام الحقيقية مع كل فئات الشعب وليست مع الشباب فقط.

معاذ عبد الكريم: القيادات العسكرية تحاول أخذ صور مع الشباب كي تجمل نظامها (الجزيرة نت)
معاذ عبد الكريم: القيادات العسكرية تحاول أخذ صور مع الشباب كي تجمل نظامها (الجزيرة نت)

صورة تجميلية
أما القيادي في جبهة الضمير والعضو السابق في ائتلاف شباب الثورة معاذ عبد الكريم فقال إن القيادات العسكرية تحاول أخذ صور مع الشباب كي تجمل نظامها القمعي بعد صفعة مقاطعة الانتخابات عبر رشاوى سياسية لعدد من مدعي الوصل بثورة 25 يناير.

ورأى في حديثه للجزيرة نت أن كل هذه المحاولات لن تؤدي إلى أي نتيجة, لأن أسباب الاحتقان موجودة ومستمرة منذ الانقلاب العسكري والاعتقالات بالجملة في صفوف كل الحركات الشبابية ومختلف أطياف الشعب.

من جهته قال أمين شباب الحرية والعدالة في الجيزة علي خفاجي إن الانقلاب يستقطب شباب "تمرد" الذي صنعه، في حين أن شباب الثورة المعروفين بعضهم في السجون وبعضهم الآخر مطارد، إلى جانب من اضطروا لترك مصر والخروج منها.

وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أنه وحسب ما توفر له من معلومات لم توجه الدعوة إلى أي من حركات شباب الثورة الفاعلين، لافتا إلى أن المجلس العسكري كانت له سابقة شبيهة فاشلة خلال إدارته البلاد بعد الثورة لم يتجاوب معها أغلب شباب الثورة.

المصدر : الجزيرة