خالد وحكمت طفلان سوريان يتحديان المرض بالأمل

حكمت وخالد أخوان يعانيان من مرض وراثي يمنعهما من السير ويعيشان في مخيم الزعتري عند ذويهما
حكمت (يمين) وخالد يعانيان من مرض وراثي يمنعهما من السير (الجزيرة نت)

الجزيرة نت-مخيم الزعتري/الأردن

لا تنتهي قصص معاناة السوريين في مخيمات لجوئهم حيث يدفع الأطفال الثمن الأكبر للجوء، فهؤلاء تتكالب عليهم الظروف السيئة وشح المساعدات والأمراض التي تفتك بهم، ناهيك عن فقدانهم ذويهم ومعيلهم.

وتعد قصة الأخوين حكمت وخالد فصلا جديدا من قصص المعاناة هذه، فهذان الطفلان يعيشان في مخيم الزعتري للاجئين بالأردن دون أم وأب، ويعانيان من مشكلة في الأعصاب تمنعهما من السير، ورغم كل ذلك يواظبان على الذهاب إلى المدرسة يوميا على كرسيين متحركين.

توفيت والدة الطفلين قبل أكثر من أربع سنوات بمرض السرطان، لكنها زرعت فيهما الأمل بالشفاء، والإيمان بأنهما سيتمكنان يوما ما من الوقوف والسير، أما والدهما فما يزال في سوريا. ويعيش حكمت (10 أعوام) عند جدته، أما خالد (8 أعوام) فترعاه زوجة والده.

لم يعد الأخوان يلتقيان يوميا لأنهما يذهبان إلى مدرستين مختلفتين.

وتصطحب خالد زوجة والده يوميا إلى المدرسة وتعود معه خشية أن يتعرض لمكروه، وتساعده في التنقل وجلب أغراضه، وتقول إنها تساعده في حل واجباته المدرسية رغم أنها حاصلة على الشهادة الإعدادية فقط، ومع ذلك تبدي فخرها بأن "ابنها" حصل على المركز الأول في العام الدراسي الماضي.

‪حكمت يواظب على الدراسة ويأمل يوما ما أن يسير ويركض ويلعب‬ (الجزيرة نت)
‪حكمت يواظب على الدراسة ويأمل يوما ما أن يسير ويركض ويلعب‬ (الجزيرة نت)

ألم وأمل
ويأمل خالد الذي تتفاقم معاناته في التنقل أثناء فصل الشتاء بسبب الحصى والوحل وغياب طرق معبدة في المخيم، أن يصبح طبيب عظام في المستقبل لأنه يعاني منذ أشهر من آلام في ساقه بسبب كسر تعرض له. ورغم تغيير الجبيرة فإن الألم لم يتوقف بعد، وعن هذا الموضوع تقول زوجة والده إنها عرضته على عدة جهات طبية، أكدت حاجته للعلاج خارج المخيم، لكنها لم تحصل على أكثر من وعد لم يتحقق حتى الآن، وتضيف أن خالد يتألم كلما تحرك أو استلقى للنوم.

وتتابع زوجة والده أنها تحاول إسعاده بما تسمح به الظروف، وتقول "أعتني به منذ وفاة والدته، ورغم صغر سنه ووضعه الصحي فإنه يظهر حسا بالمسؤولية ورغبة في الوقوف بجانبي أثناء الأوقات الصعبة".

أما بالنسبة لحكمت الذي تربطه علاقة قوية بجدته (75 عاما) التي ترعاه، يتمنى أن يتمكن من السير واللعب والركض مثل بقية الأولاد، ويقول "إنه يحب أن يقضي فترة الصباح خارج الكرفان تحت الشمس ريثما يحين موعد الذهاب إلى المدرسة ظهرا".

ومنذ وصول الطفلين إلى المخيم، تبذل العائلة جهدها لعرضهما على الأطباء والوفود الطبية التي تزور المخيم على أمل التوصل إلى علاج، وقالت الجدة إن بعض الأطباء أخبروها بعدم إمكانية علاجهما في الأردن، وإنما يمكن ذلك في أوروبا. ورغم ذلك فإنها لم تفقد الأمل ولا تزال تتابع السؤال في كل مرة تسمع فيها بطبيب زار المخيم، حيث تتكدس لديهم الأوراق والتقارير الطبية حالها كحال الوعود.

المصدر : الجزيرة