الخرطوم وطهران.. بداية التوتر كلمة

Military armoured vehicles carrying soldiers loyal to Yemen's exiled government are seen on a road in the northern province of Marib, September 9, 2015. As many as 800 Egyptian soldiers arrived in Yemen late on Tuesday, Egyptian security sources said, swelling the ranks of a Gulf Arab military contingent which aims to rout the Iran-allied Houthi group after a five-month civil war. REUTERS/Stringer
السودان يؤكد أن مشاركته في قوات التحالف جزء من التزامه القومي (رويترز)

عماد عبد الهادي-الخرطوم

يعتبر محللون سودانيون انتقادات إيران لبلادهم بسبب مشاركتها في قوات التحالف العربي في اليمن تهديدا مبطنا يعكس حال العلاقة بين البلدين، بعد فشل المحاولات الإيرانية المتكررة لجر السودان إلى معسكرها بهدف كسب عمق مؤثر في الوطن العربي والبحر الأحمر. ويربط هؤلاء بين انتقال إيران من "محور الشر" إلى الصداقة مع الغرب بعد الاتفاق النووي، ويرون أن ذلك "فتح شهية طهران لتهديد المحور العربي الذي يمانع توسعها في المنطقة".

كما يرى محللون تحدثوا للجزيرة نت أن إغلاق السودان المراكز الثقافية الإيرانية في الخرطوم وكافة المدن السودان في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وطرد القائمين على أمرها بتهمة "التبشير بالمذهب الشيعي"، يمثل "البداية الحقيقية لانتقال العلاقة السودانية الإيرانية إلى خانة الخلاف".
 
وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد انتقد السودان السبت الماضي لانضمامه إلى التحالف العربي في اليمن، وقال إنه "لن يجديه نفعا، وذلك بعد مرور أسبوع على وصول قوات سودانية إلى ميناء الزيت بعدن للمشاركة في قوات التحالف العربي للمشاركة في استعادة الشرعية في اليمن.
‪خاطر يتحدث عن تبدل الحال‬ (الجزيرة)
‪خاطر يتحدث عن تبدل الحال‬ (الجزيرة)

تحفظ رسمي
ورأت الحكومة السودانية عدم مجاراة الجانب الإيراني في رسائله، حيث اعتبر مسؤول سوداني فضل عدم الكشف عن اسمه أن إيران "تسعى لالتهام المنطقة بأسرها، والحكومة السودانية ترى عدم الخوض في أي مساجلات مع طهران وهي تعلم دورها في المنطقة وليست بحاجة إلى نصائح منها".

وأضاف "تعتقد طهران بعد تقاربها الجديد مع الغرب أن بيدها تركيع وهدم كل المنطقة برغبة الغرب حينا وغض طرفه عن ممارساتها أحيانا"، معتبرا أن دبلوماسية العصا التي ترفعها إيران حاليا لن توقف تعاون السودان مع محيطه العربي والإسلامي.
 
وفي تقييمه للموقف، قال المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر إن "هدف إيران فتح باب للغرب عبر السودان، وبالتالي فإن مناهضته لمشروعها يدفعها للحديث بلهجة غير دبلوماسية، وتبدل الحال الإيراني من كونه العدو الأول للغرب إلى الصديق سيسمح لطهران بالكشف عن إستراتيجيتها غير المعلنة، لذلك فهي غير مستعدة لفقدان السودان بهذه السهولة".

ويعتقد خاطر -في تصريحه للجزيرة نت- أن إيران تسعى لإرسال رسالة للسودان بأن عليه تجنب اتخاذ جانب معسكر أعدائها في التحالف العربي، ودعم الموقف الذي تمثله هي. 

أما الكاتب خالد التجاني، فقال للجزيرة نت إن طهران "تعتقد أن الخرطوم تتعرض لضغوط خارجية دفعتها لإرسال قواتها لليمن، وتحاول جعل السودان بعيدا عن منظومة التحالف العربي ولو بالترهيب، ويبدو أنها تيقنت عدم عودة السودان إلى معسكرها من جديد، وتسعى بالتالي إلى تقديم بعض المنبهات لعله يتوقف على الأقل عن دعم المشروع التحالفي للعرب في اليمن".

المصدر : الجزيرة