اللقاحات الفاسدة تثير غضب الأهالي بريف إدلب

طفلة أبو بلال بعد أن فارقت الحياة جراء تلقيحها بلقاح فاسد
مقتل الأطفال بسبب لقاحات فاسدة أثار الغضب في ريف إدلب (الجزيرة نت)

إبراهيم الإدلبي-ريف إدلب

أبدى الأهالي والناشطون غضبهم من وصول لقاحات فاسدة إلى ريف إدلب وتسببها في مقتل وإصابة العديد من الأطفال، وحمّلوا الحكومة السورية المؤقتة مسؤولية ما حدث.

وكان 15 طفلا قتلوا بريف معرة النعمان وأصيب قرابة مائة آخرين بحسب المستشفيات الميدانية التي أكدت أن السبب وراء ذلك يعود إلى أن اللقاحات فاسدة.

وأُعلن عن هذه الحصيلة مع بداية اليوم الثاني من عملية تلقيح الأطفال ضد مرض الحصبة بريف إدلب.

وقد وزعت وزارة الصحة التابعة للحكومة السورية المؤقتة هذه اللقاحات على مجموعات طبية عينتها لتلقيح الأطفال.

لكنها أعلنت لاحقا عن إيقاف مجموعة عمل الحصبة إثر حدوث حالات التسمم هذه. وقالت إن الحملة مستمرة منذ شهر ولم تحدث أي أعراض جانبية للأطفال خلال الفترة السابقة، حيث تمَّ تلقيح ستين ألفا في ريف إدلب.

حالات تسمم الأطفال جراء لقاح الحصبة بريف إدلب(ناشطون)
حالات تسمم الأطفال جراء لقاح الحصبة بريف إدلب(ناشطون)

ترجيح الاختراق
ويؤكد الناشط محمود العبد الله أن سبب الوفيات هو اللقاح. ويقول إن ناشطين في جرجناز لقحوا العديد من الأطفال ولم تحدث أي أضرار، بينما "تفاجأنا بحدوث حالات تسمم ووفيات أمس بعد إعطاء اللقاح بعشر دقائق".

ويضيف للجزيرة نت أن ما حدث يدل على حدوث اختراق أثناء توصيل اللقاح إلى المراكز الطبية في البلدة.

وطالب أهالي الأطفال الضحايا بمحاسبة وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة على إدخالها كميات لقاح فاسدة دون التأكد من صلاحيتها.

ويروي أبو بلال الذي فقد طفلته جراء اللقاح تفاصيل ما حدث للجزيرة نت قائلا "عندما نقلتها بسرعة إلى المستشفى تفاجأت بوجود أطفال تعرضوا للتسمم وبعضهم متوفى. لم أستطع فعل شيء. فقد فارقت الحياة بين يدي".

وأكد ناشطون أن جميع المعطيات تشير إلى حدوث "خرق جنائي" من قبل أياد مجهولة لم يتم التعرف عليها إلى الآن، حيث تمت إحالة الموضوع إلى القضاء للتحقيق في الأمر، ولا تزال القضية قيد البحث.

العبد الله:
ما حدث يدل على حدوث اختراق أثناء توصيل اللقاح إلى المراكز الطبية

مسؤولية الحكومة
وحمل الفيلق الخامس التابع للجيش السوري الحر الحكومة المؤقتة مسؤولية ما جرى عبر بيان نشره على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

ودعا أعضاء الحكومة لتوضيح الموقف وتحديد هوية كل من له يد في هذه المؤامرة، على حد وصف البيان.

وأكدت مديرية صحة إدلب أن كافة اللقاحات مستلمة بشكل كامل من منظمة الصحة العالمية.

وتشير التحقيقات الأولية إلى أن حدوث اختراق أمني محدود من قبل مخربين يرجح أنهم من النظام الذي يسعى لاستهداف القطاع الصحي لسوريا الحرة وخلق البلبلة، وفق ناشطين.

وطمأنت المديرية كافة الأهالي بأن اللقاح سليم تماما، وأنه لا يوجد أي خطر على الأطفال الذين أخذوه من قبل. ورغم ذلك أعلنت إيقاف التلقيح في كافة مراكز محافظة إدلب حتى استكمال التحقيقات.

المصدر : الجزيرة