غاب الدعم فسقطت "المليحة" بيد النظام السوري
سامح اليوسف-الغوطة الشرقية
وتأتي سيطرة قوات النظام على بلدة المليحة بعد ليلة مشتعلة طوقت فيها البلدة من كافة الجهات بمعاونة مقاتلي حزب الله اللبناني، وحاصرت مقاتلي المعارضة بداخلها، قبل أن تتمكن قوات المعارضة من فتح ثغرات والانسحاب إلى تخوم البلدة.
وتقع بلدة المليحة شرق العاصمة دمشق ضمن الغوطة الشرقية، وتبعد عنها مسافة خمسة كيلومترات، ويحدها من جهة الشمال بلدة جرمانا الموالية لنظام الأسد ومن الشرق بلدة شبعا القريبة من طريق مطار دمشق الدولي، ومن الجنوب بلدتا زبدين ودير العصافير الواقعتان تحت سيطرة المعارضة، وكان يقطنها قبل بداية الثورة السورية قرابة أربعين ألف مدني.
وقال التلفزيون السوري الرسمي إن وحدات الجيش سيطرت على المليحة بالغوطة الشرقية، وبث صورا منها تظهر حجم الدمار نتيجة المعارك التي دارت هناك.
معركة تاريخية
من جهتها، أصدرت غرفة العمليات المشتركة في جبهة المليحة بيانا في اليوم التالي يثمن جهود مقاتلي الفصائل المعارضة الذين قاتلوا فيها، وجاء فيه "إن المقاتلين لم ينسحبوا من المليحة دون أن يقدموا الغالي والرخيص ويسطروا أروع البطولات، بينما اكتفى العالم بمتابعة المعركة التاريخية دون أن يقدم أي دعم لثوار الغوطة الشرقية الذين صمدوا لأشهر في وجه الاجتياح الطائفي".
يُشار إلى أن أبرز الفصائل العسكرية التي كانت تقاتل في المليحة هي فيلق الرحمن والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وجبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام.
ويشرح الناطق الرسمي باسم فيلق الرحمن أبو الحمزة الدمشقي أسباب الانسحاب موضحا أن النظام استطاع الالتفاف على البلدة انطلاقا من إدارة الدفاع الجوي مرورا بمزارع زبدين وحتيتة الجرش ليطوق المدينة من الجنوب والغرب وصولا إلى الشمال، على حد قوله.
ويضيف في حديث للجزيرة نت "مع استمرار استنزاف مقاتلي المعارضة وزج النظام المزيد من المرتزقة، استطاع الثوار المحاصرون داخل المليحة -والذين يقدر عددهم بأكثر من أربعمائة مقاتل- الخروج من البلدة. وأوضح المتحدث "أن ذلك "التكتيك" جاء حفاظا على أرواح المقاتلين من شدة القصف الهمجي بالطيران وصواريخ أرض-أرض، وتم فك الحصار عنهم وإخراجهم من البلدة، وهم الآن مرابطون في محيط البلدة من جهة البساتين ومعمل تاميكو للأدوية ومعمل المطاط".
ويتابع الدمشقي أن الثوار استُهدفوا خلال القتال بـ786 غارة للطيران الحربي، و790 من صواريخ أرض-أرض بينها الصواريخ المعروفة باسم الفيل، وسبعة آلاف قذيفة مدفعية ودبابة وهاون و12 برميلا متفجرا.
تغييب المعالم
وبحسب الدمشقي، فإن القصف قد خلّف دمارا هائلا قدرت نسبته بـ70%، كانت كفيلة بتغييب معالم أحياء بكاملها.
واتفق المتحدث باسم الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وائل علوان مع الدمشقي، وأضاف أن "التناسي المتعمد للغوطة وترك المجاهدين فيها لملاقاة عدوهم المدعوم من معظم دول العالم بالمال والعتاد والذخيرة بل وبالرجال أيضا هو السبب الأكبر لسقوط البلدة، حيث وقف العالم أجمع ينظر لثوار الغوطة في معركتهم دون تقديم أي دعم".
وعن الدمار الذي أصاب البلدة، قال مسؤول العلاقات العامة في المجلس المحلي لبدة المليحة عبد الله الحافي إن الدمار في البدة شمل جميع المساجد والمدارس ومداخل البلدة، مؤكدا أن سكان المليحة نزحوا إلى معظم بلدات الغوطة.
ويضيف الحافي للجزيرة نت أن "العودة للبلدة بعد سيطرة الجيش عليها شبه مستحيلة، حيث لا توجد فيها منازل صالحة للسكن ولا يمكن الوثوق بقوات الأسد والتي ستتمركز بالبلدة ويُخشى أن تعتقل الناس إذا عادوا إليها".