البهجة.. الغائب الأبرز في عيد درعا

العاب متواضعة للاطفال في ريف درعا بعد الدمار الذي لحق بمدن الملاهي الموجودة في درعا المدينة.
غياب فضاءات الترفيه ألجأ بعض الأطفال للهو بألعاب بدائية في ريف درعا (الجزيرة نت)

مهران الديري-ريف درعا

لا بهجة للعيد.. عبارة متدوالة على ألسنة غالبية السكان في محافظة درعا بجنوب سوريا، فالأجواء الاحتفالية المعتادة وازدحام الشوارع والمحال التجارية قبيل الأعياد باتت شيئا من الماضي، مع استمرار قصف غالبية المناطق بالقذائف والبراميل المتفجرة.

ورغم أن بعض القرى الصغيرة والآمنة نسبيا قرب الحدود الأردنية تعيش الحد الأدنى من أجواء العيد، فإن الحزن يبقى السمة الأبرز لأن معظم العائلات مكلومة إما بقتيل أو جريح أو معتقل. كما أن أكثر سكان هذه المناطق من النازحين الذين دمرت بيوتهم وهجّروا من مدنهم في أنحاء سوريا.

وربما تكون مدينة درعا -مهد الثورة السورية- هي المكان الأبرز في المحافظة الجنوبية الذي تغيب فيه أجواء العيد، بعد أن دُمرت أكبر أسواقها التجارية بفعل القصف والمعارك الطاحنة بين قوات المعارضة والجيش السوري النظامي.

قصف ودمار
يقول منتصر أبو نبوت (ناشط إعلامي) إن محال مدينة درعا دمرت بشكل شبه كامل، وإن التجار خسروا ملايين الدولارات بفعل القصف العشوائي.

جانب من الدمار الذي لحق بالمحال التجارية في سوق السويدان بدرعا (الجزيرة نت)
جانب من الدمار الذي لحق بالمحال التجارية في سوق السويدان بدرعا (الجزيرة نت)

ويعتبر أبو نبوت في حديث للجزيرة نت أن العيد بات مثل أي يوم من حياة الأهالي في ظل استمرار أجواء الحرب، قائلا "ربما توقّفُ الصيام هو الشيء الوحيد الذي سيذكّر الناس بوجود العيد".

ويضيف أن القصف بالبراميل المتفجرة يمنع الناس من ممارسة طقوسهم في العيد، بما فيها زيارة المقابر.

قتلى وجرحى
وتحمّل أم عبد الله (ربة منزل) الرئيس بشار الأسد مسؤولية فقدان أجواء العيد الحقيقية، وحرمان الأطفال من الإحساس بفرحته.

وتتابع أنهم كانوا يعدون الحلويات الشعبية الخاصة في المنزل بمناسبة العيد، "بينما الآن كل العائلات منكوبة، ولا يكاد يخلو بيت من قتيل أو جريح أو معتقل".

ويقول علي (ناشط معارض) إن بهجة العيد لم تعد موجودة في ظل أجواء القصف والأوضاع الاقتصادية المتردية للناس، ولكن هناك من يحاول أن يجد متنفسا لأطفاله بإخراجهم من أجواء الحرب عبر شراء ملابس جديدة أو بعض الألعاب علهم يعيشون يوما من طفولتهم أو حتى ساعات قليلة.

ويوضح خالد الحريري (ناشط في مجال الإغاثة) أن أوضاع النازحين مؤلمة في عيد هذا العام لأن كثيرين منهم تركوا بيوتهم بما فيها، قائلا إنه لم تصلهم ملابس كانوا ينتظرونها.

وحسب الحريري فإن العالم نسي مأساة السوريين، وإن المعارضين الموجودين في الخارج لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية.

المصدر : الجزيرة