معركة للسيطرة على آخر قلاع النظام بريف إدلب

مقاتلين من المعارضة المسلحة داخل حاجز الطراف
مقاتلون من المعارضة المسلحة داخل حاجز الطراف (الجزيرة نت)

إبراهيم الإدلبي-ريف إدلب

بعد النجاح الذي حققته المعارضة المسلحة بريف إدلب في إحكام السيطرة على الطريق الدولي من مورك جنوبا حتى بلدة حيش شمالا مرورا بخان شيخون، والسيطرة على كامل الحواجز العسكرية الموجودة في المدينة، انتقلت المعارضة المسلحة إلى معركة جديدة عنوانها السيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية.

وبدأت المعركة في الأيام الأخيرة من يونيو/حزيران الماضي تحت اسم "جيش واحد" بمشاركة كتائب إسلامية وكتائب من الجيش الحر، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة لاقتحام هذه المعسكرات إلى أن تمكنت يوم 9 يوليو/تموز الجاري من السيطرة على عدد من الحواجز، أبرزها الطراف والدهمان.

من جانبه، ردت قوات نظام بشار الأسد عبر الطيران الحربي الذي استخدم القنابل العنقودية بشكل يومي على بلدة كفرومة ومدينة معرة النعمان ومواقع الثوار على خطوط الجبهات.

تجمع الحامدية
ويعتبر تجمع الحامدية البوابة الرئيسية لمعسكر وادي الضيف، ويمتد على مساحة واسعة تقدر بأكثر من عشرة كيلومترات مربعة ويقع جنوب معرة النعمان شرق بلدة كفرومة على التلال، ويرتبط بشكل متناسق مع بلدة الحامدية جنوب معرة النعمان وبلدة بسيدا. ويحتوي المجمع على عدة حواجز ضخمة منها الطراف والمداجن والهناجاك والدهمان.

وبدأت المعارضة المسلحة باستهداف حاجز الطراف بما تملكه من أسلحة ورشاشات ثقيلة، وهو ما أكده للجزيرة نت قائد تجمع صقور الجبل النقيب المنشق حسن حاج علي الذي أوضح أنهم لجؤوا بداية إلى تكتيك حصار هذه الحواجز الذي استمر قرابة ثلاثة أشهر حتى فقدت الكثير من قوتها على حد قوله.

وأضاف حاج علي أن المرحلة التالية تمثلت في التقدم نحو هذه الحواجز بعد تمهيد مدفعي حيث تم استهداف حاجز الطراف وتدمير خطوطه الدفاعية، بعدها "تحركت دباباتنا مستهدفة مقر العساكر والمبنى الرئيسي، وتحركت قوات المشاة خلف الدبابات حتى وصلت عناصر كافة الفصائل المشاركة إلى ساتر حاجز الطراف، ودارت معركة شرسة بين الثوار وقوات النظام، إلى أن استطعنا تحرير الحاجز بشكل كامل".

دبابة تابعة للمعارضة المسلحةقبل اقتحام حاجز الطراف (الجزيرة نت)
دبابة تابعة للمعارضة المسلحةقبل اقتحام حاجز الطراف (الجزيرة نت)

اتفاق الفصائل
وبنفس الأسلوب، يؤكد حاج علي أنهم تمكنوا من السيطرة على حاجز الدهمان ولكن بصعوبات أكبر، قائلا إن "بقية المعسكرات التابعة للنظام كمعمل القرميد ومعسكر المصطوطة استهدفونا بالمدفعية الثقيلة، كما أن الطيران الحربي والمروحي لم يفارق السماء وهو يحاول استهداف آلياتنا الثقيلة، ولكن المعارضة المسلحة ردت باستهداف المعسكرات بصواريخ غراد حتى نجحت في تحرير الحاجز قبل أسبوع".

من جهته يؤكد مسؤول المكتب الإعلامي لجبهة ثوار سوريا أحمد معروف أن سبب نجاح هذه المعارك يعود إلى اتفاق كافة الفصائل في إدلب على تحرير هذين المعسكرين.

وأضاف معروف في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت "نحن كجبهة ثوار سوريا ساهمنا كثيرا في هذه المعركة، حيث كان رجالنا الأكثر عددا في اقتحام حاجز الطراف وقدمنا ثلاثة شهداء، كما دمرنا دبابة في حاجز عين قريع بالجبهة المقابلة، ولا تزال المعارك على أوجها حتى تحرير كافة الحواجز بريف إدلب الجنوبي".

الجدير بالذكر أن سكان ريف إدلب طالما عانوا من القصف القادم من هذين المعسكرين لمنازلهم، كما  تسببت حواجزهما في الكثير من الإعدامات الميدانية للسكان، ليبقى التساؤل حول قدرة الثوار على  السيطرة الكاملة على المعسكرين.

المصدر : الجزيرة