الكهرباء في حلب منقطعة صيفا وشتاء

مولّدة كهرباء كبيرة توزّع الكهرباء لأربع محال تجارية.jpg
مولّدة كهرباء كبيرة توزّع الكهرباء لأربع محال تجارية (الجزيرة)

نزار محمد-ريف حلب

اعتاد غالبية المدنيين في حلب وريفها انقطاع الكهرباء اليومي نتيجة للأعطال المستمرّة. ولأنّ الحاجة أمّ الاختراع، انتشرت المولّدات الكهربائيّة.

وتختلف خدمة الكهرباء من مكان إلى آخر وفق حال المحطة التي تغذّي كل منطقة، فتعتمد مدينة منبج بشكل أساسي على الكهرباء التي يتمّ توليدها من محطّة سد تشرين القريبة من المدينة، بينما تعتمد أحياء حلب وريفها الشرقي على المحطّة الحراريّة القريبة من مدينة السفيرة.

وانتشرت في الآونة الأخيرة محال تجاريّة تشتري وتبيع المولّدات الكهربائيّة التي تأتي من تركيا بحكم القرب من ريف حلب من الحدود، وقام بعض رجال الأعمال بجلب كميّات ضخمة من مولّدات الكهرباء المختلفة الأحجام والأسعار.

وفي أحد أزقّة الشارع الرئيسي في مارع، يوجد بائع لمولّدات الكهرباء حاولت الجزيرة التحدّث معه فأبى خوفاً من خطورة قصف محلّه ولكن أفادنا البعض ببعض المعلومات حول هذه المولّدات.

أما الشاب عبد الجليل فيقول "هنالك أنواع كثيرة من المولّدات الكهربائيّة منها ما يعمل بكبسة زر وبعضها يعمل بشد حبل، وتعتمد أغلبها على البنزين، وهنالك قليل منها تعتمد على المازوت، ولكنّ الناس لا يشترون الأخيرة لارتفاع سعرها لأن المازوت أرخص".

‪أحد محال بيع القطع المستعملة يستخدم مولدة كهرباء متوسّطة‬  
‪أحد محال بيع القطع المستعملة يستخدم مولدة كهرباء متوسّطة‬  

تفاوت
ويضيف "محلّات الحلاقة تحتاج للكهرباء لذا تأخذ مولّدة كهرباء صغيرة تستوعب تشغيل نحو 1500 شمعة بحد أقصى، في حين تشتري مقاهي الإنترنت وبعض المحال الأخرى مولّدة كهرباء تصل قدرتها إلى 4500 شمعة لتشغيل أدوات كهربائيّة كبيرة".

ووفق من يستخدم هذه المولّدات تحتاج الأنواع الكبيرة إلى لتر واحد من البنزين أو المازوت وفق نوعها كل ساعة، في حين يكفي اللتر الواحد لعمل المولّدات الصغيرة أكثر من ثلاث ساعات متواصلة.

ويعتبر البعض أنّ الكهرباء لا يوجد لها بديل حالياّ، إلاّ هذه المولّدات وقد راج شراؤها بين الناس كونها تفي بالغرض على أقل تقدير رغم تكلفتها العالية بسبب الاستخدام المستمر للوقود.

ولما كانت معظم العائلات التي تعيش في منبج من الطبقة الفقيرة ولأنّ مصاريف المولّدات الكهربائيّة التي تعمل على الوقود كبيرة عدا سعرها المرتفع وأعطالها المكلفة، تعتمد معظم هذه العائلات على ما يسميه البعض "كهرباء الدولة".

الحاج أبو يوسف شرح معاناته وعائلته عندما ينقطع تيار الكهرباء أو يتعطّل خطّ الحيّ الذي يسكنه قائلا "معاناتنا من الكهرباء مستمرّة سواء بالشتاء أو الصيف، فمثلاً في الشتاء نحتاجها لأجل التدفئة، ولكن على كل حال نحلّ أمر البرد بأغطية النوم، أمّا في الصيف فانقطاع الكهرباء يجلب كارثة لنا، خاصّة وأنّ الطعام سيتلف في البرادات وأنا مردود عملي بالكاد يغطّي مصاريفنا كعائلة".

أما أمّ محمد التي كانت تمتلك ماكينة خياطة، فتقول "عملي يتطلب توفّر الكهرباء والمشكلة أنّها انقطعت، واليوم نواجه كعائلة كارثة ماديّة، فأنا كنت أعمل على الخياطة لنتشارك أنا وزوجي في تغطية تكاليف المعيشة خاصّة وأنّ راتب زوجي العامل في الفرن الآلي قليل جداً، لذلك قمت ببيع الماكينة بالأمس".

المصدر : الجزيرة