غضب وسخرية بمخيم الزعتري من الانتخابات بسوريا

 محمد النجار-مخيم الزعتري
استقبل اللاجئون السوريون بمخيم الزعتري بالأردن الاقتراع في بلادهم للانتخابات الرئاسية بمشاعر من الغضب والسخرية من واقع الأوضاع الصعبة التي يعيشونها بعد ثلاث سنوات من الحرب والتهجير، كما تقول إحدى اللاجئات.

وقالت أم وديع للجزيرة نت إن ما يعيشونه من ظروف مأساوية تسبب فيها المرشح الرئيس بشار الأسد، ووصفت المشاركين في الاقتراع إما من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد أو ممن قالت إنهم قرروا أن يدوسوا على ملايين اللاجئين الذين هجرهم النظام من وطنهم، معتبرة أن وجودها في اللجوء أكبر دليل على أن الانتخابات "مسخرة"، على حد وصفها.

في مكان آخر من المخيم، تحدث الستيني أبو حسن للجزيرة نت بلهجة حادة، قائلا "بشار يعرف أن هذه الانتخابات مهزلة وأنه فائز فيها دون الحاجة لإجرائها، وتساءل كيف يقيم هذا الرجل انتخابات في بلد لا يخلو بيت منه من شهيد أو معتقل أو من أمثالنا ممن دمرت بيوتهم وهجروا".

وتابع "من سابع المستحيلات أن نقبل بهذا الرجل رئيسا علينا، ولو استمرت الثورة ٣٠ سنة ولم يبق إلا مواطن سوري واحد فلن نهدأ حتى نقضي على هذا النظام".

أي انتخابات؟
من جهته تساءل ماهر (18 عاما) الذي وصل المخيم قبل أشهر مع عائلته من الغوطة الشرقية "عن أي انتخابات تجري ومعظم السوريين بين قتلى ولاجئين ومهجرين وجائعين بفعل القصف بالبراميل المتفجرة".
 
مخيم الزعتري بالأردن يضم أكثر من 100 ألف لاجئ سوري (الجزيرة نت)
مخيم الزعتري بالأردن يضم أكثر من 100 ألف لاجئ سوري (الجزيرة نت)

أما أبو وائل فتحدث بلهجة متشائمة، وروى تجربته في الإشراف على انتخابات سابقة قائلا إنه "عندما كان موظفا حكوميا بإحدى مدن الغوطة الشرقية سلمه مساعد بالأمن قائمة من مئات الأسماء على أنهم اقترعوا بالانتخابات، واكتشفت أثناء فحصه لها وجود ثلاثة أشخاص متوفين، وعندما استفسر عن ذلك أجابه مساعد الأمن "الميت راح ينتخب قبل الحي".

وتابع أبو وائل للجزيرة نت "اليوم سينتخب كل الذين قتلهم بشار وجيشه وسنجد أصواتهم في الصناديق".

استحالة المشاركة
واقع الغضب بالخيم انقلب لسخرية على لسان السبعينية "أم محمد" التي قالت وهي تجلس بجانب زوجها الطاعن في السن والمصاب بالشلل "أنا راح انتخب إذا بشار رجعلي ابني اللي قتله، أو ابني الثاني المفقود من سنتين"، وأردفت "مهما طال الزمن الشعب السوري لن يهدأ حتى يقتل هذا الرجل وكل من يدعمه".

لكن أصواتا أخرى في المخيم من بينهم أبو عبود وهو لاجئ من إنخل في درعا اعتبر أن السوريين "ضاعوا بين نظام مجرم ومعارضة فاشلة"، على حد وصفه.

وفي موقع آخر من المخيم دمعت عينا رجل يبلغ من العمر نحو 45 عاما متمتما بكلمات فيها حنين إلى وطنه، وقال "اليوم وأنا اتفرج على مسرحية الانتخابات جاءت على بالي كلمات للمغني العراقي سعدون جابر يقول فيها "اللي مضيع ذهب بسوق الذهب يلقاه، بس اللي مضيع وطن.. وين الوطن يلقاه"، وتابع "نحن اليوم أصبحنا بلا وطن وبلا أرض ولا بيت، مهجرين تهجيرا كاملا".

وكانت نتائج استطلاع لرأي اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا وشمال سوريا أجراه المركز العربي لأبحاث ودراسة السياسات أظهرت أمس الاثنين أن 78% من اللاجئين السوريين يعدون الانتخابات الرئاسية "غير شرعية"، مقابل 17% رأوها شرعية.

كما أظهرت النتائج أن حوالي ثلاثة أرباع المهجرين السوريين لا يثقون بالنظام السوري ومؤسساته، مثل جيش النظام ومجلس الشعب والشرطة والجهاز القضائي والحكومة والمحافظين، عوضا عن عدم ثقتهم بالرئيس الأسد.

المصدر : الجزيرة