"سلمى" مصيف حوله النظام السوري لأطلال

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

أكثر من ثلاثمائة برميل متفجر أسقطها طيران النظام السوري على مصيف "سلمى" بريف اللاذقية، منذ أن سيطر عليه الثوار قبل عامين ونصف العام، فحوله من مصيف يزدحم بالسياح إلى حكومة من حجارة، يعيش في بعض أقبيته عدد قليل من سكانه.

ويقول عضو المجلس المحلي في المصيف أبو جميل إن عدد سكانه، الأصليين يبلغ حوالي عشرة آلاف نسمة، ويؤكد أنه بالرغم من أن مساحته صغيرة، كان يقصده أكثر من خمسين ألف سائح صيفا، وما يقارب هذا العدد عند سقوط الثلج شتاء.

بقايا منازل في مصيف 
بقايا منازل في مصيف "سلمى" (الجزيرة نت)

بلدة سياحية
تقع بلدة سلمى في جبل الأكراد، بالقرب من قمة النبي يونس، على بعد أربعين كيلومترا شرق اللاذقية، وترتفع حوالي سبعمائة متر عن سطح البحر، يميزها مناخ معتدل صيفا، جعلها مقصدا لطالبي السياحة والاصطياف، كما يقصدها محبو ثلج الشتاء، حيث يتساقط عدة مرات.

تحيط بها واحدة من أجمل الغابات في المنطقة، ويصف المهندس الزراعي، رامي، أشجارها بأنها متنوعة وكثيفة، "حيث تنتشر أشجار السنديان والبلوط والشوح والصنوبر، تنساب في ظلالها الينابيع والجداول، نظرا للأمطار الغزيرة التي تنهمر عليها على مدار العام".

ورغم تهديم أكثر من 70% من منازلها، وإحراق غاباتها وبساتينها، لا يزال النظام يحاول إعادة السيطرة عليها من خلال تنفيذه هجومات متكررة عليها، نظرا لموقعها الإستراتيجي، حيث تشرف على العديد من القرى والتلال التي يسيطر عليها الثوار.

"في الأسبوع الماضي شن النظام عليها هجوما شرسا، لكننا تمكنا من إفشاله ورد قواته خاسرة عنها، بعدما قتلنا وجرحنا العشرات من عناصره" حسب قيادي في الجيش الحر، يدعى حمدو.

وسيم مصر على رفع إشارة النصر للكاميرا (الجزيرة نت)
وسيم مصر على رفع إشارة النصر للكاميرا (الجزيرة نت)

أقبية وملاجئ
وأضاف في حديث للجزيرة، أن الجيش الحر لن يسمح بسقوط "سلمى" كما حدث في كسب، "باقون هنا حتى النصر أو الشهادة، نحمي أرضنا ومن تبقى من أهلنا فيها، عاهدناهم على ذلك، بالرغم من افتقادنا للسلاح الثقيل والذخيرة".

وبقي في البلدة ما يقارب خمسمائة شخص، سكنوا الأقبية والملاجئ التي تصعب إصابتها بالمدفعية والصواريخ، ولكنهم معرضون للموت بالبراميل المتفجرة التي يلقيها الطيران المروحي.

ويصر الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة -وسيم- على رفع إشارة النصر لكاميرا الجزيرة نت، رغم افتقاده لكل ما يحتاجه الطفل عادة "بابا لا يسمح لي بالخروج إلى الشارع واللعب بالكرة، يخاف علي من القصف، أشتهي الشيبس والبسكويت، ولكن من أين؟" وقال ذلك بينما تنهمر الدموع من عينيه.

وفي الوقت الذي يبدو الحزن واضحا على وجهه، يحاول أبو وسيم أن يبدو طبيعيا عندما يتحدث عن ابنه، ويقول "نحن في ثورة تنشد الحرية والعدالة، مستعدون لدفع ثمن تحقيق النصر فيها، وعلى أطفالنا أن ينبتوا رجالا ويتعودوا على الصبر والشدائد، ثورتنا طويلة".

المصدر : الجزيرة