براميل الليل ترعب مدنيي حلب

مشفى حي مساكن هنانو الذي استهدفته البراميل في الليل
مشفى حي مساكن هنانو في حلب الذي استهدفته البراميل ليلا (الجزيرة)

حسن قطان-حلب

اعتاد سكان مدينة حلب منذ بدء حملة القصف بالبراميل المتفجرة على استغلال الفرصة أثناء حلول الليل لقضاء أعمالهم، وذلك نظرا لصعوبة الحركة نهارا مع استمرار إلقاء الطائرات المروحية للبراميل.

غير أن قوات النظام بدأت مؤخرا تقصف حلب ليلا بالبراميل المتفجرة، الأمر الذي زاد من خوف المدنيين وأثر سلبا على مفاصل الحياة في أكبر مدن الشمال السوري.

ويروي أبو محمد (أحد سكان حي البلاط بحلب القديمة) معاناة أهالي الحي في الخروج من منازلهم, مؤكدا أنهم لم يكونوا يستطيعون الخروج منها إلا ليلا، أما الآن فلا يتمكنون من ذلك لأن الطائرات المروحية تلقي بالبراميل على الحي.

ويضيف في حديث للجزيرة نت "كنا ننتظر غروب الشمس بكل لهفة لنقضي أشغالنا وأعمالنا وزياراتنا لأهلنا، لكن الوضع اليوم بات مختلفا، فأصبح الليل أكثر رعبا وخوفا بسبب هذه البراميل اللعينة".

ومع سكون الليل يبدو صوت هدير المروحية مسموعا بشكل أوضح بسبب اقترابها من الأرض، نظرا لانعدام قدرة المضادات الأرضية التي يمتلكها الثوار من مشاهدتها، ما يزيد من حالة الرعب لدى السكان توجسا من سقوط البراميل.

وفي منزل أبو عبدو بحي كرم الجبل، يتحدث للجزيرة نت عن طفله الصغير يامن الذي يتشبث بوالده قائلا "لم يعد الليل يمثل الطمأنينة لأطفالنا فهم أكثر من تأثروا بالقصف الليلي بالبراميل، وطفلي لم يعد يفارقني كلما سمع صوت المروحية، ولا يتمكن من النوم حتى ساعات متأخرة".

‪الدمار الذي أحدثه سقوط برميل متفجر‬  (الجزيرة)
‪الدمار الذي أحدثه سقوط برميل متفجر‬ (الجزيرة)

تشتيت الدفاع المدني
ولا تنحصر الآثار السلبية لهذا النوع الجديد من القصف على المدنيين وحسب، بل تشمل أيضا فرق الدفاع المدني والإسعاف الذين يجدون صعوبة بالغة في العمل الليلي المضاف لمجهودهم الكبير الذي يقدمونه خلال النهار المليء بأحداث القصف.

فيقول خالد أحد العاملين بالدفاع المدني "لا يوجد ما هو أصعب من معرفة الأماكن التي تسقط فيها البراميل المتفجرة أثناء الليل، بسبب الظلمة التي تخيم على المدينة، حيث لا نستطيع تأدية واجبنا في الإنقاذ لصعوبة عمليات البحث، فمعظم الأحيان ننتظر حتى طلوع الشمس لنتفقد المواقع التي تقصف ليلا".

كما تتمثل الصعوبات التي تواجهها طواقم الإسعاف أثناء الليل، وفق أبو الفوز أحد سائقي سيارات الإسعاف بحديث للجزيرة نت "نعجز عن إسعاف المصابين الذين يسقطون في الليل إلى المشافي التركية، وهذا يجعل من فرصة نجاة الضحية أمرا صعبا، فسيارات الإسعاف تصبح هدفا سهلا للطائرات التي تستهدف الطرق بالرشاشات والصواريخ الحرارية".

ويعتبر حي مساكن هنانو وأحياء حلب القديمة من أكثر المناطق التي تتعرض للقصف بالبراميل المتفجرة ليلا، ويتحدث ناشطون عن استخدام قوات النظام في الليل للحاويات المتفجرة بدلا من البراميل نظرا لحجم الدمار الذي يخلفه القصف بها.

ويرى الصحفي عقيل حسين الذي يعمل في حلب أن النظام لا يكثف كثيرا من قصف البراميل المتفجرة خلال الليل كي لا يكون محرجا أمام المجتمع الدولي، فهو دائما ما يدعي أنه يستهدف بقصفه مواقع للمسلحين والإرهابين, وهذا كلام عار عن الصحة، حيث تبرز إحصائيات القتلى كذب ادعاءات النظام السوري.

ويبرر حسين -وفق وجهة نظره- سبب لجوء قوات النظام إلى القصف بالبراميل ليلا لزيادة معاناة سكان المدينة وحرمانهم من لحظات الراحة، وهذا السبب الذي يقف وراء تدرجه دائما باستخدام أسلحته الفتاكة.

المصدر : الجزيرة