رفض لتدخل خارجي يفرض رئيس وزراء للعراق

أثر التصعيد المسلح على الانتخابات العراقية
العراق يشهد انتخابات برلمانية نهاية الشهر الحالي تتشكل على إثرها حكومة جديدة (الجزيرة)

علاء يوسف-بغداد

رفض سياسيون عراقيون تدخل دول إقليمية وغربية بالشأن العراقي لفرض إراداتهم على إرادة أبناء الشعب العراقي، مؤكدين أن إيران وأميركا تحاولان فرض رئيس الوزراء المقبل على جميع الكتل السياسية.

وقالت النائبة عن ائتلاف "متحدون للإصلاح" وحدة الجميلي إن العراق دولة حديثة الديمقراطية وتسعى خلال الأيام المقبلة لتشكيل الحكومة الثالثة المنتخبة من قبل الشعب منذ التغيير، خصوصا أنه تحول من نظام شمولي إلى ديمقراطي متعدد يضم أحزابا سياسية مختلفة الأوجه والسياسات مما جعل بعضها يرتبط بدول إقليمية ودولية.

وأضافت للجزيرة نت أنه من الممكن أخذ النصيحة والمشورة من الدول التي يشار لها بالبنان في العملية الديمقراطية والتعلم منها، ولكن لا يسمح لأي سياسي أو حزب التدخل في القضايا والملفات العراقية، معربة عن اعتقادها بأن إيران وأميركا تحاولان رسم الخارطة السياسية من خلال اختيار رئيس الوزراء المقبل، وهذا مصادرة لإرادة الناخب العراقي.

‪الجميلي أقرت بوجود تدخل في الشأن السياسي من دول عربية وإقليمية وغربية‬ (الجزيرة)
‪الجميلي أقرت بوجود تدخل في الشأن السياسي من دول عربية وإقليمية وغربية‬ (الجزيرة)

مشورة لا تدخل
وأقرت الجميلي بوجود تدخل في الشأن السياسي العراقي من قبل دول عربية وإقليمية وغربية، داعية السياسيين إلى أخذ المشورة من هذه البلدان في تطوير قدرات البلد وعدم السماح لها بالتدخل في الشأن العراقي الداخلي.

بدوره، قال المتحدث باسم ائتلاف "العربية" مهند البياتي إن أميركا بسبب ما جرى من أحداث عام 2003 تحاول أن تعكس صورة إلى العالم أن العملية الديمقراطية في العراق ناضجة من خلال الانتخابات التشريعية التي تحدث كل أربع سنوات إضافة إلى انتخابات مجالس المحافظات.

وأضاف البياتي للجزيرة نت أن المسرح العام لدى الرأي الدولي أن أميركا نقلت العراق إلى حالة من الديمقراطية وهناك محاولات تحد للإرهاب، لكن الحقيقة أن العراق يعاني من مشاكل عديدة منذ عام 2003 بسبب الدستور الجاهز والمنقول إلى العراق والذي لم يكتب بيد أبناء البلد وتم التصويت عليه جزافا تحت الاحتلال ليصبح أمرا واقعا.

وأشار إلى أنه "لا أحد ينكر تدخل إيران في جميع أصعدة الملفات العراقية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأنها تحاول أن تجذر مفهوم الطائفية تحت عنوان المظلومية الأمر الذي مزق النسيج العراقي".

وعبر البياتي عن أسفه لإهمال كثير من البلدان العربية الشأن العراقي والاكتفاء بدور سلبي ومتفرج فيما يجري به، خصوصا أن العراق منذ تأسيسه كان مدافعا بشراسة عن القضايا العربية الساخنة.

‪الموسوي: العراق يرفض التدخلات الخارجية من أي دولة كانت في الشأن الداخلي‬  (الجزيرة)
‪الموسوي: العراق يرفض التدخلات الخارجية من أي دولة كانت في الشأن الداخلي‬  (الجزيرة)

رفض التدخلات
من جهته، قال عضو ائتلاف "دولة القانون" سلمان الموسوي إن العراق يرفض التدخلات الخارجية من أي دولة كانت في الشأن الداخلي، لأن الحكومة العراقية تحترم البلدان الأخرى ولا تتدخل في شؤونها الداخلية.

وأضاف الموسوي للجزيرة نت أن العراق يسعى إلى تكوين علاقات ثنائية مع جميع البلدان قائمة على الاحترام وتعزيز التعاون الاقتصادي من أجل تطوير قدرات البلد، مؤكداً أن بعض البلدان تدعم بعض المجاميع الإرهابية في الداخل من أجل ضرب العملية السياسية، على حد قوله.

في الإطار ذاته، قال الباحث المتخصص بالشؤون السياسية والإستراتيجية أمير جبار الساعدي إن الولايات المتحدة كان لها تأثير بالغ في إدارة دفة الحكم مع تأسيس العملية السياسية وحتى انسحابها منه عام 2011، ثم سارعت إيران إلى استغلال الفوضى وعلاقاتها الجيدة مع المسؤولين العراقيين لبناء قاعدة مصالح.

وأضاف للجزيرة نت أن إيران هي الدولة المجاورة الأكثر استفادة من أوضاع العراق، وتفوقت على تركيا والسعودية وأصبحت فاعلا رئيسيا في القضية العراقية، وبالخصوص عندما أكد المسؤولون العراقيون أنها وقفت بالضد من سحب الثقة عن رئيس الحكومة نوري المالكي بعد اجتماعي أربيل والنجف.

ويرى الساعدي أن دول مجلس التعاون الخليجي لديها تأثير واضح أيضا في الساحة العراقية من أجل تحقيق مصالحها.

المصدر : الجزيرة