مشفى سلمى بريف اللاذقية.. العلاج تحت الأرض

غرفة التصوير بأجهزة بسيطة
مشفى سلمى يقدم خدماته في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة رغم تواضع إمكاناته (الجزيرة نت)

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

بين الركام وحطام المباني التي أسقطتها قذائف قوات النظام السوري، يقع مشفى سلمى الميداني تحت الأرض في ملجأ إحدى البنايات، لعله يوفر أمنا تفتقده الأماكن الأخرى في مصيف سلمى.

يتحدث الإداري في المشفى مصطفى للجزيرة نت عن سبب اختيار هذا المكان مقرا للمشفى قائلا إنه "لا يوجد مكان آمن تماما في سلمى، إنها خط جبهة يقصفها النظام على مدار الساعة بالمدافع والصواريخ، كان لا بد لنا -وحرصا على كادر المشفى والمرضى- من اختيار مكان تحت الأرض يوفر بعض الأمان".

مشفى سلمى الميداني أقدم النقاط الطبية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة في ريف اللاذقية، قصده أبو محمد من قرية القنية في ريف إدلب الغربي طلبا لعلاج ابنه رغم أنه يبعد نحو 45 كلم عن قريته، ورغم المخاطر التي قد يتعرض لها في طريقه، إلا أنه قطعها لإدراكه أنه المكان المناسب لعلاج ابنه.

يقول أبو محمد "أحضرت ابني الصغير الذي يعاني من خلع ولادي من قرية القنية إلى هنا لعلي أجد الشفاء على يد الدكتور رامي أخصائي طب الأطفال".

‪طبيب الأطفال يعاين الطفل محمد‬  (الجزيرة نت)
‪طبيب الأطفال يعاين الطفل محمد‬ (الجزيرة نت)

إسعاف الجرحى
يقدم المشفى الميداني الخدمات العلاجية لعدد كبير من سكان القرى المجاورة، لكن عمله الأهم يتمثل في إسعاف جرحى الاشتباكات من الثوار، وإجراء العمليات المتوسطة لهم في أغلب الاختصاصات.

مدير المشفى الدكتور رامي حبيب أشار في حديث للجزيرة نت إلى أن أعداد المرضى الذين يراجعون المشفى تتجاوز الألف شهريا في الحالة العادية، ولكن مع اشتداد وتيرة القصف والمواجهات تزداد أعداد المراجعين، مما يضطرهم لزيادة الكادر وتشغيل عدة ورديات على مدار الساعة.

وعن الاختصاصات المتوفرة في المشفى والأجهزة الموجودة فيه، يقول الدكتور رامي "يعمل في المشفى أطباء في أغلب الاختصاصات، وتوجد في المشفى بعض أجهزة التصوير الشعاعي، ومعدات العمليات البسيطة والمتوسطة".

‪مدير المشفى اتهم مؤسسات المعارضة الخارجية بإهماله وعدم دعمه‬ (الجزيرة نت)
‪مدير المشفى اتهم مؤسسات المعارضة الخارجية بإهماله وعدم دعمه‬ (الجزيرة نت)

جهود شخصية
ويتهم مدير المشفى مؤسسات المعارضة الخارجية -لا سيما المجلس المحلي في المحافظة- بإهمال المشفى وعدم دعمه بالمستلزمات الضرورية لاستمرار عمله، ويؤكد أن أغلب احتياجات المشفى يتم توفيرها بجهود شخصية ومساندة من مؤسسات خيرية متخصصة.

ويتكون المشفى من بضع غرف صغيرة، تستخدم إحداها كصيدلية، وأخرى للمعاينة، وواحدة للأطباء، وهناك غرفة للمرضى الذين تقتضي حالتهم الصحية المبيت للإشراف والمعالجة، وهي أكبر قليلا من باقي الغرف، وخصص جزء منها ليكون غرفة عمليات.

وعن خطط المشفى المستقبلية، يقول الدكتور رامي "نعمل الآن على توسعة المشفى ليستوعب ضغط المرضى المتزايد عليه، حيث نجهز ثلاث غرف للعناية المشددة، واختصاص النسائية والتوليد، وطب الأطفال".

أما سكان المنطقة من أبناء جبل الأكراد والنازحين فيه، فيرون أن المشفى رغم تواضع إمكاناته "وفر الخدمات العلاجية لنا ولأسرنا ولجرحى المواجهات من الثوار، ولولاه لاضطررنا إلى السفر لمسافة طويلة طلبا للعلاج" حسب قول أبو سالم.

المصدر : الجزيرة