استفتاء القرم.. خطوات يعرقلها عدم الاعتراف
وقبل الإعلان عن نتائج الاستفتاء الرسمية، أعلن رئيس الحكومة القرمية الجديد سيرغي أكسينوف "النصر" من على منصة نصبت للاحتفال في ساحة لينين وسط العاصمة سيمفروبل، واصفا الاستفتاء بأنه "عودة إلى روسيا الوطن".
نهاية النجاحات
ويرى مراقبون أن نجاحات إقدام السلطات القرمية الموالية لروسيا ستتوقف بعد الإعلان عن نتيجة الاستفتاء والانفصال عن أوكرانيا، وأنها قد تصطدم قريبا جدا بواقع جديد صعب.
الجزيرة نت تحدثت إلى النائب القرمي فلاديمير كازارين الذي أشار إلى أن مجلس الدوما قد يرفض ضم الإقليم إلى روسيا حتى لا يزيد من الغضب العالمي عليها، وإن كان ذلك مستبعدا، "فالروس حققوا ما يريدونه حتى الآن بجعل القرم منطقة نفوذ لهم بالكامل، دون ضمه وتحمل أعبائه"، على حد قوله.
ويضيف كازارين أنه حتى لو انضم القرم إلى روسيا، فإن سلطاته ستواجه حقيقة أن القرم مرتبط ارتباطا وثيقا بأوكرانيا في جميع نواحي الحياة والخدمات كإمدادات الماء والكهرباء والغاز، إضافة إلى شبكات الاتصالات والبنوك والأرصدة، وبالتالي فلن يستطيع وقف الاعتماد عليها سريعا، وإلا انهار تماما.
عدم الاعتراف
ولعل أبرز تحد أمام السلطات القرمية الجديدة هو مواجهة شبح عدم اعتراف معظم دول العالم بالاستفتاء ونتائجه وبالقرم كجزء من الأراضي الروسية.
فالولايات المتحدة أكدت أنها لن تعترف وحلفاؤها بنتائج الاستفتاء، وذلك ما أكد الاتحاد الأوروبي، مما دفع رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسنيوك للقول إن "القرم يسير على الخطى الأبخازية، فلن تعترف به إلا بضع دول، وقد تضاف إليها سوريا وكوريا الشمالية".
وبالفعل، أعلنت أميركا ودول أوروبية عديدة عدم الاعتراف باستفتاء القرم، وانضمت إليها سريعا الاثنين اليابان وكندا، في حين لم تعلن أي دولة اعترافها.
عدم الاعتراف بالقرم يعني دخوله في عزلة دولية تشكل ضربة قوية لاقتصاده وحركة أبنائه، لكن السلطات فيها لا تعير ذلك أي اهتمام على ما يبدو، في ظل وعود روسية بدعم اقتصاده وتعويضه، ليبقى الجدل وتزداد حدته بشأن هذه القضية.
وحول هذا الجدل قال مدير مركز الرائد الإعلامي في أوكرانيا وائل العلامي إن روسيا معنية باستقرار القرم ودعمه لأنه بات قاعدة كبيرة لها في المنطقة عمليا، وبالتالي قد لا يحذو حذو "أبخازيا المعدمة".
وأضاف "روسيا هي الرابحة حتى لو تحوّل القرم إلى دولة معزولة فقيرة ومتوترة وفق سيناريو آخر، لأنها ستظل باقية فيه آنذاك بحجة حماية رعاياها".