هل الظروف مواتية للانتخابات الرئاسية في سوريا؟
كما تبرز أسئلة حول مدى مشروعية وأخلاقية مثل هذه الانتخابات -التي تصفها المعارضة إن تمت بالمهزلة- بعد أن دمرت قوات الأسد معظم المدن السورية وقصفتها بالطائرات والبراميل المتفجرة. واتهمت تلك القوات بارتكاب مذابح، حتى فاق عدد القتلى خلال ثلاثة أعوام 140 ألفا عدا عشرات آلاف المفقودين والمعتقلين.
ترشح الأسد
ولم يعلن الرئيس بشار الأسد رسميا بعد هل سيرشح نفسه لفترة رئاسة ثالثة في تحد للانتفاضة الشعبية ومقاتلي المعارضة والدول الغربية الذين يطالبونه بالرحيل، لكنه لم يستبعد في أكثر من مقابلة صحفية ترشحه للرئاسة مجددا، كما أن أعضاء في حكومته أكدوا حقه في الترشح للرئاسة مرات عدة.
وتكررت مؤخرا في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام مظاهرات نظمتها السلطات تأييدا للأسد وإن كانت ليست بأعداد حاشدة، ورفع فيها المشاركون صور الأسد ولوحوا بأعلام عليها وجهه.
ويبدو أن هذه التعبئة تهدف إلى تدعيم ما تؤكده الحكومة في دمشق من أن المواطنين يريدون أن يخوض الأسد الانتخابات.
وفي هذا السياق، يقول وزير الإعلام عمران الزعبي إن قرار الترشح قرار شخصي يرجع للأسد نفسه، لكنه يؤكد أن الشارع السوري سيضغط عليه لخوض الانتخابات.
وكان النظام السوري قد أجرى استفتاء على تعديلات دستورية قبل عامين تفتح الباب للمرة الأولى لخوض مرشحين منافسين الانتخابات أمام الأسد، بشرط الحصول على تأييد 35 عضوا من مجلس الشعب (البرلمان) المؤيد للأسد.
وأعقب الاستفتاء إجراء انتخابات برلمانية -وصفتها المعارضة بالمهزلة- في ظل استمرار قصف المدن السورية ونزوح الأهالي.
نسف السلام
وقد دفعت مؤشرات توجه النظام لإجراء انتخابات رئاسية المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في 13 مارس/آذار الجاري إلى التحذير من أن إجراء مثل هذه الانتخابات سينسف مفاوضات السلام الرامية لوضع حد للصراع، وذلك في كلمة أمام مجلس الأمن دعا فيها المجتمع الدولي للتدخل.
وفي نفس الإطار أرسل أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بيانا إلى مجلس الأمن بنفس اليوم حذر فيه من أن المفاوضات ستفقد هدفها "إذا استمر الأسد بخطته للترشح للانتخابات الرئاسية، وإن حدث ذلك فهذا يعني أن نظام الأسد ليست لديه الجدية في الموافقة على الانتقال السياسي وفق بيان جنيف".
وقد انتهت جولتان من المفاوضات في جنيف بين المعارضة والحكومة السوريتين لإيجاد منفذ سياسي للنزاع في 15 فبراير/شباط بالفشل. واختتم الإبراهيمي المباحثات التي أطلق عليها جنيف2 دون تحديد موعد لاستئنافها.
وتعثرت المفاوضات حينها بسبب جدول الأعمال، ذلك أن الحكومة السورية تشدد على الحديث عن "الإرهاب" بالدرجة الأولى، في حين تريد المعارضة التركيز على تشكيل هيئة حكم انتقالية في سوريا كاملة الصلاحيات تنهي حكم الأسد.