أردوغان بألمانيا.. عضوية أوروبية أم مصلحة شخصية؟

أجواء ودية عكسها المؤتمر الصحفي بين ميركيل وأردوغان. الجزيرة نت
undefined

خالد شمت-برلين

حظيت زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للعاصمة الألمانية برلين الثلاثاء الماضي باهتمام إعلامي ألماني بالغ، وتركت وراءها تباينا في قراءة أهدافها وتقييم نتائجها.

وتصدرت الأزمة السورية وعضوية تركيا في الاتحاد لأوروبي مباحثات أردوغان مع مضيفته المستشارة أنجيلا ميركل، إضافة إلى أوضاع نحو ثلاثة ملايين تركي مقيمين بألمانيا، والعلاقات الثنائية خصوصا الاقتصادية بين برلين وأنقرة.

لكن اللافت كان إشارة بعض المراقبين الألمان والأتراك، الذين استطلعت آراءهم الجزيرة نت، إلى اعتبار الزيارة جزءا من مسعى أردوغان لتقديم نفسه للأتراك بألمانيا كمرشح محتمل لمنصب الرئاسة في انتخاباتها المقررة في أغسطس/آب المقبل.

كارداغ: من أهداف زيارة أردوغان تقديم نفسه لأتراك ألمانيا كمرشح قادم لمنصب رئيس تركيا (الجزيرة)
كارداغ: من أهداف زيارة أردوغان تقديم نفسه لأتراك ألمانيا كمرشح قادم لمنصب رئيس تركيا (الجزيرة)

نجاحان مهمان
ورأى مدير مكتب وكالة أنباء الأناضول في برلين جنيد كارداغ أن رئيس الوزراء التركي حقق خلال مباحثاته ببرلين نجاحين مهمين، أولهما الحصول على موافقة حكومة ميركل على السماح لنحو 1.5 مليون تركي بالإدلاء بأصواتهم داخل ألمانيا في الانتخابات المحلية والرئاسية المقرر إجراؤهما نهاية الشهر وأغسطس/آب القادمين على التوالي.

وأوضح كارداغ للجزيرة نت أن السماح للأتراك بالتصويت في 13 لجنة انتخابية تتوزع على سبع مدن ألمانية بدلا من السفر إلى تركيا مثلما كان يحدث بالماضي، أنهى جدلا استمر مدة طويلة بين برلين وأنقرة حول هذا الموضوع.

ورأى أن النجاح الثاني لزيارة أردوغان للعاصمة الألمانية هو إعلان ميركل عن توجه وزيرة الدولة للاندماج إيدين أوزغوز -وهي من أصل تركي- خلال أيام بصحبة وزير التعاون الدولي غيرد موللر لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا، تمهيدا لزيارة يتوقع أن يقوم بها الرئيس الألماني يواخيم غاوك لهذه المخيمات خلال زيارته تركيا في أبريل/نيسان المقبل لافتتاح الجامعة الألمانية التركية هناك.

واعتبر مدير مكتب وكالة أنباء الأناضول ببرلين أن الإعلان عن هذه الزيارات يمثل رسالة مهمة باتجاه أوروبا لدعم جهود تركيا بهذا المجال.

ويتفق رئيس تحرير موقع المجلة التركية الألمانية سليمان باغ مع رأي كارداغ بشأن موضوع اللاجئين السوريين بتركيا، ورأى -في تصريح للجزيرة نت- أن تصريحات ميركل خلال مؤتمرها الصحفي مع أردوغان بهذا الصدد تعكس تقديرا ألمانيا للدور الكبير الذي تضطلع به تركيا في احتضان أكثر من 700 ألف لاجئ سوري.

سليمان باغ: أردوغان لم يفلح في تغيير الموقف الألماني تجاه انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي

مرشح للرئاسة
ولفت باغ إلى أن المؤتمر الصحفي لميركل وأردوغان عكس أجواء ودية بينهما لم تكن موجودة في مؤتمرات سابقة، ولفت إلى أن رئيس الوزراء التركي كرر شكره لمضيفته الألمانية مرات عدة، وتمنى لها الشفاء من إصابتها جراء سقوطها خلال تزلجها على الجليد.

وختم أن أردوغان لم يفلح في تغيير الموقف الألماني تجاه انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي، وأشار إلى أن هذا ظهر في تشكيك ميركل الشخصي تجاه حصول تركيا على العضوية الكاملة بالاتحاد.

الخبير الألماني بقضايا العالمين العربي والإسلامي أودو شتاينباخ أشار للجزيرة نت إلى أن الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه ميركل، شدد في برنامجه لانتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في مايو/أيار القادم على اعترافه بالأهمية الإستراتيجية والاقتصادية لتركيا، ورفضه في الوقت نفسه حصولها على العضوية الأوروبية الكاملة.

ويختلف الصحفي جنيد كارداغ مع الرأيين السابقين لباغ وشتاينباخ مشيرا إلى أن موافقة ألمانيا على السماح بفتح فصل جديد للمفاوضات بين أوروبا وتركيا يمثل نجاحا لحكومة أردوغان.

ويرى جنيد كارداغ أن من بين أهداف زيارة أردوغان تقديم نفسه لأتراك ألمانيا كمرشح قادم لمنصب رئيس تركيا، وأرجع كارداغ توقعه بترشح رئيس الوزراء التركي بانتخابات الرئاسة القادمة لوعد أردوغان بعدم رئاسة الحكومة التركية لأكثر من ثلاث فترات مثلما نص عليه دستور حزب العدالة والتنمية.

أما سليمان باغ فربط ترشح أردوغان لمنصب الرئيس التركي بما ستسفر عنه الانتخابات المحلية نهاية الشهر القادم.

المصدر : الجزيرة