إحصاءات.. حملة للتجنيد والاعتقالات بريف دمشق

ضاحية قدسيا في ريف دمشق
وحدات ومساكن عسكرية تابعة للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري تقع بالقرب من ضاحية قدسيا (الجزيرة)

سيلين أحمد-ريف دمشق

تحت عنوان "إحصاءات أمنية"، أطلقت قوات النظام السوري حملة جديدة على ضاحية قدسيا بريف دمشق، حيث فوجئ الأهالي الأسبوع الماضي بزيارة عناصر الفرقة الرابعة لمنازلهم بحجة الإحصاء والحفاظ على أمن البلدة، لكن مفاجأتهم الأكبر كانت الاعتقالات العشوائية التي رافقتها وسحب العديد من الشبان للالتحاق بالخدمة الإلزامية.

ويقول الأهالي إن الحملة لا تزال متواصلة. ويذكر عبد الله السيد -الذي نزح إلى ضاحية قدسيا العام الماضي من بلدة الهامة جراء قصف النظام- إن عناصر الفرقة الرابعة اقتادت ابنه محمد الذي لم يتجاوز 18 عاما إلى الخدمة العسكرية.

ويضيف "استنفرنا لدى رؤيتنا لهم منتشرين في حينا، وتحول الحي فجأة إلى ثكنة عسكرية، طرقوا أبواب المنازل واحدا تلو الآخر إلى أن جاء دورنا، فطلبوا هوياتنا الشخصية وعقد الإيجار، وتمعنوا في هوية محمد جيدا وصدموني بقولهم إنه حان وقت التحاقه بالخدمة".

‪ضاحية قدسيا في ريف دمشق‬ (الجزيرة)
‪ضاحية قدسيا في ريف دمشق‬ (الجزيرة)

ذعر
أصيب السيد بالهلع لدى سماعه كلام العنصرين المسلحين في منزله، فهو يدرك جيداً أن شيئا لن يردعهما عن سحب ابنه الذي لم يبلغ سن التكليف بعد، حاول إقناعهما وطلب منهما التدقيق مرة أخرى في بطاقته الشخصية، إلا أنهما طلبا منه الصمت وهدداه بالاعتقال في حال مخالفته الأوامر. 

ويتابع "علمت في اليوم التالي أن عناصر الفرقة قامت بسحب بعض الشبان من بينهم صديق لابني، كذلك قاموا بتمشيط الحي المجاور لنا أيضا. لقد رأيناهم يقومون ببعض الاعتقالات". ويقول إن ابنه لم يكمل الدراسة في مدرسته الكائنة في بلدة الهامة، واضطر للعمل معه في بيع الخضروات، وكان ينوي التسجيل في مدرسة جديدة إلا أن قوات النظام فضلت إلحاقه بالجيش.

أما عمر راجي (65 عاما)، فقد فوجئ هو الآخر يوم الجمعة الماضي بعناصر من الفرقة تطرق باب منزله وتطلب بياناته وزوجته، بالإضافة إلى "تفتيش كافة أرجاء وأثاث المنزل".

يقول راجي "شعرنا بالخوف الشديد بمجرد انتشارهم، كانوا مدججين بالأسلحة، رأيتهم يعتقلون أحد جيراني وهو شاب في الثلاثين من عمره بحجة وجود كسر في هويته، حمدت الله بمجرد ذهابهم وعدم تعرضهم لي ولعائلتي".

ويذكر الناطق باسم مركز توثيق الانتهاكات في سوريا بسام الأحمد أن حملات الإحصاء الأمني جرت في عدة مناطق من دمشق قبل وصولها إلى الريف، "حيث كانت معرفة وجمع المعلومات عن ساكني المنازل هي أحد أهداف النظام في الفترة الأولى، أما الآن فقد تغير".

ويضيف للجزيرة نت "إن ما يدفع النظام للقيام بمثل هذا الإحصاء هو إلحاق العديد من الشبان بخدمة العلم بسبب تفكك المنظومة العسكرية للنظام والتي باتت شبه منهارة ومسنودة من قوات حزب الله وإيران والمليشيا العراقية، والمعلومات التي لدينا تفيد بمقتل أكثر من ثلاثين ألف عسكري خلال هذا النزاع، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى".

ويرى الأحمد أن النظام "بات في حاجة ماسة لعناصر جديدة لا سيما بعد سقوط اللواء 93 ومطار الطبقة والفرقة 17 في مدينة الرقة، حيث قتل ما لا يقل عن ألف عنصر، ومن الممكن أن يكون للموضوع أيضا أبعاد خفية وغير معروفة بعد".

يذكر أن عدة وحدات ومساكن عسكرية تابعة للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، تقع بالقرب من ضاحية قدسيا التي تلاصق مدينة قدسيا الثائرة على النظام منذ بدايات الثورة.

المصدر : الجزيرة