الحوثيون يتغولون بالمؤسسات ويحكمون قبضتهم على صنعاء
الجزيرة نت-صنعاء
ويشاهد الواصل إلى صنعاء نقاط الحوثيين المنتشرة في كل مفرق تقريبا، كما تتمركز معداتهم العسكرية في المرتفعات الإستراتيجية للعاصمة وحول مقرات الحكومة وفي أغلب المنشآت الحكومية والأهلية.
ففي مطار صنعاء الدولي، ينتشر المسلحون -الذين تميزهم العين بسهولة من لباسهم التقليدي ووجوههم الشاحبة وأسلحتهم المليئة بملصقات وشعارات الجماعة- في مدرج المطار يرافقون موظفي الجمارك والفرق الفنية.
كما أنهم موجودون في صالتي الوصول والمغادرة، حيث تشاهد بجانب كل موظف أمني أو مدني أحد المسلحين الحوثيين يتابع عمله ويراقب كل ما يجري، فهم يقفون بجانب ضباط الجوازات وضباط الأمن القومي (المخابرات) وأيضا بجانب مفتشي الحقائب والأمتعة وموظفي الملاحة.
وعلى طول خط المطار مرورا بشارع الستين الذي يربط شمال العاصمة بجنوبها، ترى نقاط الحوثيين التي غالبا ما يتغير مكانها كل يوم، فتجد نقاطا مستحدثة ونقاط تفتيش أخرى تم هجرها، وفي بعض جنبات الطريق ثمة متاريس وسواتر ترابية نصبها الحوثيون استعدادا على ما يبدو لأي طارئ أو مواجهات قادمة.
سيطرة كاملة
أما عن تغولهم في الوزارات والمؤسسات الحكومية فقد قام ممثلو الحوثي بتعيين مندوب تابع لهم في كل منها، وغالبا ما يكون من الموظفين العاملين فيها، بالإضافة إلى مسؤول أمني من أنصار الجماعة، ولا يسمح بصدور أي قرار إلا بموافقتهما.
وشوهدت مصفحات وعربات استولى عليها الحوثيون من المعسكرات تقف أمام بعض المقرات السيادية كالبنك المركزي والقيادة العامة للجيش ومبنى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، بحيث يتم تفتيش الضباط والجنود الداخلين إلى معسكراتهم، وكذلك الموظفين المدنيين الداخلين إلى مقرات عملهم، بل وصل الأمر إلى أن مسلحي الحوثي فتشوا الوحدات التي أدت عروضا عسكرية بمناسبة ذكرى الثورة اليمنية يوم 26 سبتمبر/أيلول.
كما يواصل مسلحو الحوثي اقتحام بعض المساجد في صنعاء خاصة الكبيرة منها، ورصدت منظمات مدنية اقتحام ما لا يقل عن 25 مسجدا منها مسجد "ذو النورين" أحد أكبر مساجد العاصمة حيث تم فرض إمام وخطيب للمسجد من جماعة الحوثيين، إضافة لاقتحام عدد من مراكز تحفيظ القرآن الكريم ونهب محتوياتها بحجة البحث عن أسلحة وأنها تتبع "التكفيريين".
ولم تسلم منظمات المجتمع المدني التي تقدم خدماتها للشرائح الأفقر في المجتمع من اقتحامات مسلحي جماعة الحوثيين، حيث تم اقتحام ما لا يقل عن 15 مؤسسة وجمعية خيرية مع استمرار حصار جمعية التضامن التي تعتصم فيها مجموعة من النساء حتى اليوم.
غياب للدولة
وأصبح من النادر في العاصمة رؤية الجنود، بل إن مسلحي "أنصار الله" ينتشرون في التقاطعات الرئيسية ويحاولون تنظيم المرور تارة والتفتيش تارة أخرى مع نقص واضح في الخبرة مما يسبب ازدحاما شديدا في الشوارع الرئيسية للعاصمة.
ومما يؤكد غياب الدولة المتمثل في غياب المنتسبين للمؤسسات الأمنية التي تضبط الإيقاع اليومي للمدن، قيام مسلحي الحوثي باستحداث غرفة عمليات وتوزيع أرقام للطوارئ على المواطنين للاتصال بهم.
وعلى الصعيد الميداني كذلك، فإن عصابات مسلحة تدّعي أنها تابعة لجماعة الحوثيين تقوم بسرقة ونهب المنازل وبعض المؤسسات، فضلا عن قطع الطرق خصوصا في أوقات متأخرة من الليل غير أن "أنصار الله" ينفون صلتهم بها ويصفونها في خطاباتهم الإعلامية بعصابات الطرف الثالث.
ولمواجهة ذلك لجأ التجار ورجال الأعمال إلى الاتصال بمن يعرفون من قيادات "أنصار الله" وتقديم بعض المكافئات المادية لهم مقابل ضمان عدم الاعتداء على مقراتهم بعد غياب تام للدولة.