فوبيا تفجيرات لبنان تستهدف الملتحين

اعقال شرف الدين التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي
undefined

علي سعد-بيروت

لم يقترف حسين شرف الدين ذنبا سوى أنه دخل إلى الضاحية الجنوبية لبيروت ملتحيا ويرتدي سروالا أبيض.. هكذا تحول مغني الراب المعروف بـ"أبو علي" إلى انتحاري دخل حارة حريك ليفجر نفسه، فانقضت القوى الأمنية عليه في إنجاز قلّ نظيره.

 وتناقلت صوره وسائل التواصل الاجتماعي ثم وسائل الإعلام مع فيديو يظهر لحظة القبض عليه، قبل أن تتحول القضية إلى السخرية بعدما تبينت هويته الحقيقية، فكتب أحدهم ساخرا "هيدا نحنا هيدا جونا.. مسخرة".

متشبه بالسلفيين
وتؤكد مصادر القوى الأمنية أن من حق أي مواطن ارتداء الزي الذي يريده، مشيرة إلى أن لا اعتقالات تتم في لبنان على أساس الزي أو المظهر أو اللحية، ولكن في حالة شرف الدين فتشبهه بالسلفيين في منطقة عانت قبل يوم واحد من تفجير فرض هذا الإجراء الوقائي الذي قد يكون أيضا لمصلحته.

وقالت المصادر للجزيرة نت إن الشكل الذي ظهر به شرف الدين في الضاحية الجنوبية كان من الممكن أن يؤذيه لولا تدخل القوى الأمنية، لأن الكثير من الناس قد لا يدركون أو لا يصدقون أنه مغني راب أو أن مغني الراب يظهرون بهذه الطريقة، مؤكدة تقديرها لجميع أنواع الفنون ومن ضمنها غناء الراب.

حسين شرف الدين أثناء غنائه الراب (الجزيرة
حسين شرف الدين أثناء غنائه الراب (الجزيرة

من جهته، قرر شرف الدين بعد هذه الحادثة بدء حياته السياسية لمواجهة قوى الأمن الداخلي وإيجاد الحلول معها لأنها حسب رأيه هي المشكلة الحقيقية في البلد. وقال للجزيرة نت إنه تعرض للضرب والإهانة من قبل عنصرين من القوى الأمنية بسبب شكله، ثم لاعتقال تعسفي دون التحقق حتى من هويته أو سبب وجوده في المنطقة، كما تعرضت سيارته التي كان متوجها لإصلاحها في حارة حريك للتكسير.

لكن هذه الحادثة لن تمنع حسين من التوجه مجددا إلى الضاحية ومتابعة حياته كما هي دون أي تغيير في أفكاره أو في شكله، رغم تفهمه لحالة الخوف التي تصيب أهالي الضاحية من جراء التفجيرات.

فوبيا مبررة
وفتحت قضية شرف الدين الباب على ما بات يعرف بـ"فوبيا التفجيرات" عند اللبنانيين، خاصة لدى سكان المناطق المستهدفة، وهو خوف مبرر بحسب الاختصاصي في علم النفس العيادي الدكتور نبيل خوري.

ويرى خوري في حديث للجزيرة نت أن "ظاهرة اضطراب ما بعد الصدمة" غالبا ما تأتي بشكل مهيمن على الانسان وتخيفه من تداعيات ما يمكن أن يحصل أو تكرار ما حصل، وبالتالي يشعر بحالة معينة من عدم الأمان وعدم الاستقرار النفسي. ويضيف أن روحنة التحدي في هذا الإطار قد تساعد على المجابهة وتحفز الإنسان باتجاه قد يساعده على إلغاء عوامل الخوف.

ويشير إلى أن حالة الرهاب من التفجيرات لدى سكان الضاحية -والتي تنعكس رهابا من الملتحين أو السلفيين- لها ما يبررها، لا سيما أن المنطقة مكتظة بالسكان ولا يمكن لأي عدد من الحواجز حمايتها من الحالة الانتحارية، وهذا أمر يدركه سكان الضاحية ويثير خوفهم.

وبالنسبة لحالة شرف الدين والطريقة التي تصرفت معه فيها القوى الأمنية، قال خوري إنها تدل على حالة الهلع الواسعة النطاق والتي تشبه "البارانويا" التي تصيب الأجهزة الأمنية في ظل ملامة من الشعب بأنها مقصرة، فيصبح بالتالي كل ملتحٍ وحليق للشارب بالنسبة إليها مشبوها، معتبرا أن هذا خطأ على مستوى التصرف، ولكن له ما يبرره.

المصدر : الجزيرة