تجاهل سعودي لاتهامات المالكي
ياسر باعامر-جدة
بعد مرور أكثر من شهر على اتهام الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله السعودية بدعم "الإرهاب" على خلفية تفجير السفارة الإيرانية في بيروت، وجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اتهاما مماثلا للمملكة التي لم ترد عليه بعد.
وبينما سارعت الحكومة السعودية ووسائل الإعلام في المملكة بالرد على اتهامات نصر الله وشنت حملة إعلامية ودبلوماسية لتفنيد تلك الاتهامات، آثرت التروي في الرد على اتهامات المالكي الحكومة السعودية قبل يومين بدعم تنظيم القاعدة للقيام بعمليات تستهدف الأمن الوطني للعراق.
ولم تعلق وزارة الخارجية السعودية على تلك الاتهامات بعد ببيان رسمي، ولم تصدر أي إشارة من قريب أو بعيد في الصحف السعودية، التي تشكل دفاعاً في مجملها عن الرؤية السياسية الخارجية للمملكة، كذلك كان موقف بقية وسائل الإعلامية المحلية السعودية.
السكوت
وردا على سؤال للجزيرة نت بشأن الاتهامات الموجهة من المالكي، وصف رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي خضر القرشي اتهامات المالكي بأنها "سخيفة وغير عقلانية".
وأضاف القرشي "جهود حكومة بلادي في مكافحة الإرهاب الذي اكتوت بناره في بعض الفترات، ومحاولتها الفعلية الجادة في تعزيز الحوار والسلام الإقليمي والعالمي معروفة لدى الجميع".
واستشهد القرشي ببيت شعر للإمام الشافعي يقول فيه "إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت". معتبرا أنه "أفضل ما يمكن أن يرد به على المالكي"
وأضاف القرشي أن الحكومة السعودية "المعروفة بحكمتها وعدم تعاملها مع ردود الأفعال، لا تريد قطع خطوط التواصل مع الجميع".
مواجهة
أما الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي فكان تحليله مختلفاً عن رأي القرشي وتوقع أن يكون هناك رداً حكومياً سعودياً على اتهامات المالكي.
واعتبر خاشقجي أن الرد المتوقع "مسألة وقت لا أكثر، ومن المهم أن يكون هناك رد لأن الأمر صادر من رئيس حكومة إحدى الدول، وليس من حزب سياسي".
وتابع خاشقجي، الذي سبق أن عمل مستشارا إعلامياً بسفارة السعودية في واشنطن "اتهامات المالكي تدعو للقلق وهي جزء من المواجهة الشاملة بين المعسكر الإيراني وحلفائه حزب الله اللبناني، ونظام الأسد في سوريا، وحكومة نوري المالكي في العراقي من جهة، والسعودية، وأضع هذه الاتهامات في خانة تنفيذ الأدوار المطلوبة من الجانب الإيراني" .
وأضاف خاشقجي للجزيرة نت أن المالكي "يعلم جيداً أن الحكومة السعودية في حالة حرب مع القاعدة منذ أكثر من عشر سنوات، وكثير من أعضاء التنظيم الذين دخلوا العراق عقب الاحتلال الأميركي عام 2003، لليوم، لم يأتوا من الحدود السعودية بل دخلوا من جانب الحدود الإيرانية، وقدموا مدربين على درجة عالية من التدريب القتالي".
وغير بعيد عن تحليل خاشقجي أشار عدد من التدوينات السعودية على الإنترنت إلى أن المالكي "يحاول الخروج من أزمته الداخلية عبر فزاعة محاربة الإرهاب في العراق، وتسويق شخصه أمام المجتمع الدولي والقوى الكبرى على أنه مكافح للإرهاب"، وهو ما اعتبره أصحاب هذا الرأي "غير صحيح على الإطلاق".