ربع اللاجئين السوريين يعيشون في الأردن

صورة عامة للشارع التجاري في الزعتري
undefined

محمد النجار-عمان

قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين بالخارج بلغ مليوني لاجئ، في وقت يستعد الأردن -الذي يستضيف أكثر من نصف مليون لاجئ- لموجات جديدة من اللاجئين في حال توجيه ضربة أميركية لنظام بشار الأسد.

ووصف رئيس المفوضية أنطونيو جوتيريس المحنة في سوريا بأنها "محنة هذا القرن الكبرى"، وتحدث عن "كارثة إنسانية مشينة تسببت في معاناة وتشريد لا مثيل لهما في التاريخ الحديث".

وبحسب تقرير للمفوضية فإن نحو خمسة آلاف شخص يلجؤون إلى جيران سوريا كل يوم، في حين وصل عدد المهجرين داخل سوريا إلى نحو 4 ملايين و250 ألفا تقريبا.

وفي هذه الأثناء كشفت الحكومة الأردنية أن عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا للبلاد منذ تاريخ منتصف مارس/آذار 2011 وحتى الأول من الشهر الجاري بلغ نحو 545 ألفا، منهم 515 ألفا مسجلون لدى المفوضية السامية بصفة "طالبي لجوء".

كما بلغ عدد اللاجئين الحاصلين على بطاقات الخدمة الخاصة -بطاقات تصدرها وزارة الداخلية الأردنية- نحو 462 ألف سوري.
 
ويضاف إلى هؤلاء نحو 750 ألف سوري يقيمون في الأردن قبل مارس/آذار 2011، وهو الشهر الذي شهد بدء الثورة على نظام الرئيس بشار الأسد.
 
668 سوريا دخلوا للأردن رسميا من معابر اللجوء الأحد الماضي (الجزيرة-أرشيف)
668 سوريا دخلوا للأردن رسميا من معابر اللجوء الأحد الماضي (الجزيرة-أرشيف)
عودة لافتة
وكشفت وثيقة صادرة عن وزارة الداخلية الأردنية ونشرتها صحيفة المقر الإلكترونية المحلية عن عدم وجود تدفق كبير في أعداد اللاجئين السوريين إلى الأردن رغم التهديدات الغربية بتوجيه ضربة للنظام السوري.

وسُجل يوم الأحد الماضي دخول نحو 668 سوريا للأردن سواء عبر الحدود الرسمية أو عبر المعابر المخصصة للاجئين التي تشرف عليها القوات المسلحة الأردنية.

لكن اللافت هو أن ما يزيد عن 86 ألف سوري عادوا لبلادهم بعد الحضور للأردن ضمن ما تمسه السلطات الأردنية "العودة طواعية".

وكانت الجزيرة نت قد رصدت قبل أشهر إعادة السلطات الأردنية نحو 300 لاجئ سوري يوميا إلى بلادهم عبر المنافذ غير الرسمية، حيث تجمّعهم في مدخل مخيم الزعتري للاجئين قبل أن تعيدهم إلى بلادهم بعد أن يوقعوا على أوراق تؤكد رغبتهم في العودة لسوريا.

وفي الإطار ذاته كشفت الوثيقة أن عدد السوريين المقيمين داخل المخيمات المخصصة للاجئين السوريين الخمسة في الأردن بلغ أكثر من 129 ألف لاجئ، منهم نحو 122 ألفا يقيمون بمخيم الزعتري على الحدود الأردنية السورية، الذي يعد أكبر تجمع للاجئين السوريين بالمملكة.

في حين بلغ عدد اللاجئين في مخيم مريجيب الفهود قرب مدينة الزرقاء أكثر من 3400 لاجئ، والحديقة بمدينة الرمثا نحو 820 لاجئا، ومخيم السايبر ستي بالرمثا أيضا نحو 450 لاجئا.

كما تكشف وثيقة الداخلية أن عدد العسكريين السوريين الذين لجؤوا للأردن يبلغ أكثر من ألفي عسكري تم إعداد مخيم خاص لهم، لكن غالبيتهم سمح لهم بالمغادرة في "إجازات" قبل أن يعودوا مجددا للمخيم.

الأردن يستعد لاستقبال 130 ألف لاجئ في حال توجيه ضربة للنظام (الجزيرة-أرشيف)
الأردن يستعد لاستقبال 130 ألف لاجئ في حال توجيه ضربة للنظام (الجزيرة-أرشيف)

وسجلت الإحصائيات وفاة نحو 50 لاجئا سوريا خلال إقامتهم بالمخيمات في الأردن، عوضا عن فرار 54 ألف لاجئ من مخيم الزعتري، و31 لاجئا من بقية المخيمات.

الحكومة تستعد
وفي هذه الأثناء تستعد الحكومة الأردنية لاستقبال نحو 130 ألف لاجئ جديد في حال توجيه ضربة عسكرية للنظام في دمشق.

وقالت مساعدة مسؤول العلاقات الخارجية في المفوضية العليا للاجئين تالا طوقان إن المفوضية لديها خطط لاستقبال مزيد من اللاجئين إذا ارتفع حجم تدفقهم من سوريا للدول المجاورة.

وأكدت في حديث للجزيرة نت أن المساعدات الدولية لم تغط إلا نحو 47% من موازنة المفوضية الخاصة باللاجئين السوريين.

وتحدثت طوقان عن مركز افتتح في عمان تابع للمفوضية لتسجيل اللاجئين السوريين، وقالت إن هذا المركز يعد أكبر مركز لتسجيل اللاجئين في العالم تابع للمفوضية.

وأشارت إلى أن المركز يستقبل ما بين 4 و6 آلاف لاجئ سوري يتم تسجيلهم يوميا، بعضهم لأول مرة والباقي لغايات تجديد بطاقات المعونة، حيث يشترط على اللاجئين إعادة التسجيل كل ستة أشهر.

وكان الناطق باسم الحكومة الأردنية الوزير محمد المومني قال في مؤتمر صحفي قبل يومين إن المملكة لديها خطط لاستقبال نحو 130 ألف لاجئ، وكشف عن تجهيز مخيم جديد بمنطقة الأزرق (شرق الأردن) يتسع لنحو 55 ألف لاجئ.

المصدر : الجزيرة