كنديان يرويان ظروف اعتقالهما بمصر

صور اشتباكات ميدان رمسيس اليوم (1)
undefined

قال جون جريسون وطارق لوباني الكنديان المحتجزان في مصر منذ أكثر من ستة أسابيع إنهما شاهدا أكثر من خمسين قتيلا في أحداث رمسيس يوم 16 أغسطس/ آب الماضي، قبل أن يتم اعتقالهما وتعرضهما للضرب، وفقا لبيان مشترك أوردته صحيفة "جلوب أند ميل" الكندية.

وأوضح الطبيب لوباني والمخرج جريسون، الذين تم اعتقالهما -وفق البيان- يوم 16 أغسطس/ آب الماضي خلال فض قوات الأمن المصرية مظاهرة لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بميدان رمسيس وسط القاهرة- أنهما وصلا القاهرة يوم 15 من الشهر الماضي وكانا في نيتهما البقاء ليلة واحدة، قبل التوجه إلى قطاع غزة في مهام عمل، إلا أن إغلاق معبر رفح الحدودي جعلهما يمكثان في القاهرة.

وقال الكنديان في البيان المشترك الذي سلماه لمحاميهما بالقاهرة، وفق صحيفة "جلوب أند ميل" الكندية، إنه "عند مغادرتهما للفندق القريب من رمسيس وقت وقوع الاحتجاجات ذلك اليوم سمعا شخص ما يصرخ يريد طبيبا ويحمل شابا ينزف إثر تعرضه لطلق ناري".

وتابع البيان "في هذه اللحظة، حاول الطبيب (لوباني) القيام بدوره في تقديم الإسعافات اللازمة للمصابين، حيث تزايد عدد الجرحى والقتلى" بينما بدأ المخرج في تصوير ما يحدث حيث كان يسير دائما بكاميرته.

ومضى الكنديان في البيان قائلين "شاهدنا نحو خمسين مصريا يموتون من طلاب وعمال ومهنيين ومن كل الأعمار والأشكال، وهم غير مسلحين، عرفنا بعد ذلك أن عدد القتلى تزايد في ذلك اليوم".

وبعد انتهاء الأحداث أوضح البيان أنهما طلبا من نقطة تفتيش مساعدتهما في الوصول مجددا إلى الفندق، إلا أن أفراد الأمن احتجزوهما وقاموا بتفتيشهما وضربهما ثم اعتقلوهما ليواجها اتهامات "بالتخابر والتآمر والإرهاب وحيازة أسلحة ومتفجرات ومهاجمة قسم شرطة".

‪صحيفة
‪صحيفة "جلوب أند ميل" الكندية تنقل عن كنديين ظروف اعتقالهما بمصر‬ (موقع الصحيفة)

ظروف صعبة
وقال الكنديان "نحن موجودون هنا في ظروف مثيرة للسخرية" مشيرين إلى تعرضهما للضرب وحلق رأسيهما وتجريدهما من ملابسهما، وتم تصويرهما مع أحد السوريين، كما تم منعهما من المكالمات الهاتفية، واتهما بأنهما من "المرتزقة الأجانب".

وتابعا أنه تم احتجازهما في البداية في زنزانة مساحتها ثلاثة أمتار في عشرة أمتار، وأنهما ينامان على الأرض مع الحشرات، ويتشاركان في صنبور ماء واحد، ثم انتقلا إلى زنزانة أخرى وكان معهما ستة محتجزين آخرين".

وطبقا للبيان فإنه تم احتجاز لوباني وجريسون، اللذين دخلا في إضراب عن الطعام يوم 16 سبتمبر/ أيلول الجاري احتجاجا على ظروف احتجازهما غير الإنسانية، في سجن طرة. ولم تعلن السلطات المصرية رسميا عن اعتقال الكنديين.

من جانبه، قال وزير الشؤون الخارجية الكندية جون بيرد، في تصريحات صحفية، أمس، إنه التقى نظيره المصري نبيل فهمي الجمعة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لإثارة قضية احتجاز الكنديين، مشيرا إلى أنهما بحثا الأمر نفسه في اجتماع آخر وأنه يتطلع لمعرفة آخر التطورات في القريب العاجل.

حادث سابق
وقبل نحو عشرة أيام، قتل فرنسي بعد تعرضه للضرب على أيدي محتجزين معه في قسم للشرطة، وذلك بعد إلقاء القبض عليه لخرقه حظر التجول.

وأوضح مصدر أمني أن شجارا وقع بينه وبين ستة محتجزين آخرين عندما أراد أن يضيء المصباح وهم يريدون إطفاءه لكي يخلدوا إلى النوم, فهاجموه بالضرب مما أدى إلى إصابته بنزف في المخ فارق على إثره الحياة. وأكد أن الرجل قبض عليه بالقاهرة لانتهاكه حظر التجول، مع أنه لم يكن معه تصريح إقامة ساري المفعول.

وأكدت الخارجية الفرنسية حينها نبأ مقتل مواطنها المذكور، وقالت إنها طالبت السلطات المصرية بالتحقيق.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأناضول