رافضو الانقلاب يستعدون لجمعة جديدة بمصر

Supporters of the Muslim Brotherhood and Egypt's ousted president Mohamed Morsi chant slogans as they demonstrate in Egypt's northern coastal city of Alexandria on August 14, 2013, against security forces clearing two pro-Morsi protest camps in Cairo. The clearance operation began shortly after dawn when security forces surrounded the sprawling Rabaa al-Adawiya camp in east Cairo and a similar one at Al-Nahda square, in the centre of the capital. AFP PHOTO / STR
undefined

ما إن انتهت فعاليات ومظاهرات "جمعة الحسم" في مصر والتي دعا لها "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" حتى بدأت حملات الحشد للجمعة المقبلة الـ 6 من سبتمبر/أيلول الجاري، مع تواصل المظاهرات والمسيرات الرافضة للانقلاب في عدد من مدن ومحافظات الجمهورية.

وحفلت المواقع الإلكترونية المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين والرافضة للانقلاب، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، بدعوات للمشاركة في مظاهرات ومسيرات الجمعة المقبلة.

وكان التحالف الذي تقوده جماعة الإخوان ويضم مختلف القوى الرافضة للانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي، قد دعا الشعب للاحتشاد من أجل الدفاع عن "ثورته المسروقة وحريته المسلوبة" مؤكدا أن المصريين سيواصلون احتجاجاتهم "بكل أشكالها المتصاعدة والسلمية حتى استرداد ثورة 25 يناير المجيدة بكل مكتسباتها".

وشهدت جمعة الحسم مظاهرات حاشدة بالقاهرة وعدد من المدن الرئيسية شارك فيها مئات الآلاف، وواجهتها قوات الأمن بحشد مكثف وإغلاق عدد من الطرق والميادين فضلا عن إطلاق قنابل الغاز والتهديد باستخدام الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين الذين ظلوا في شوارع وميادين مصر بعد بدء سريان حظر التجوال.

‪دبابات الجيش تغلق الطريق المؤدي لقصر الاتحادية الرئاسي‬ (الفرنسية)
‪دبابات الجيش تغلق الطريق المؤدي لقصر الاتحادية الرئاسي‬ (الفرنسية)

تعتيم إعلامي
وفي الوقت الذي امتلأ فيه الفضاء الإعلامي المصري بشقيه الرسمي والخاص بتحليلات ولقاءات تحدثت عن "فشل" مظاهرات جمعة الحسم، أظهرت صور ولقطات فيديو حجم الجموع التي شاركت بمسيرات ذلك اليوم، لعل أبرزها تلك اللقطات التي أظهرت مسيرات حاشدة على طول كورنيش الاسكندرية الذي يمتد لعدة كيلومترات، فضلا عن تلك التي شهدتها محافظات الغربية وبني سويف والدقهلية والشرقية وغيرها.

وأصدر تحالف دعم الشرعية بيانا مساء الجمعة، قال فيه إن ملايين المصريين خرجوا بمختلف المحافظات وسطروا "ملحمة ثورية جديدة" أثبتوا فيها للعالم كله أنهم لن يقبلوا بالعودة مرة أخرى إلى نظام المخلوع حسني مبارك، ولن يسمحوا بكسر إرادتهم أو قبول التراجع إلى منحنيات الظلم والفساد والقهر التي عانوا منها على مدار عقود طويلة.

ودعا التحالف الشعب إلى البدء في تفعيل عصيان مدني سلمي واستمرار التظاهر طوال أيام الأسبوع تحت عنوان "الشعب يستكمل ثورته" مؤكدا أن اعتقال "القيادات الوطنية وآلاف الشرفاء لم يوقف شلالات المتظاهرين الحاشدة عن النزول في جميع ربوع مصر، حتى أفرزت المظاهرات المتتالية قيادات ميدانية جديدة، وصنعت أبطالاً حقيقيين يقودون المشهد الآن".

ومن جانبها، أصدرت جماعة الإخوان بيانا أشادت فيه بخروج "الشعب المصري في كل محافظات مصر بأعداد غير مسبوقة حتى أثناء ثورة 25 يناير ليعلنوا للجميع رفضهم القاطع لهذا الانقلاب الدموي المجرم".

وأكدت الجماعة في البيان الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه أن "هذا الشعب الثائر لن يهدأ له بال حتى يسقط هذا النظام العسكري الانقلابي، ومن ثم فالمصريون لن يخلدوا إلى راحة بعد 30/8 وإنما سيملؤون الميادين والشوارع يوميا ويصعدون من فعالياتهم السلمية وسيبتدعون وسائل سلمية جديدة حتى يتم استرداد الثورة". 

‪عبد العزيز توقع انضمام مزيد من غير الإسلاميين لجبهة رفض الانقلاب‬ (الجزيرة)
‪عبد العزيز توقع انضمام مزيد من غير الإسلاميين لجبهة رفض الانقلاب‬ (الجزيرة)

رسائل وتوقعات
حول جمعة الحسم والاستعداد للجمعة المقبلة، يرى الناشط السياسي حسام عبد العزيز أن الجمعة الماضية قدمت رسالة إعلامية مفادها أنه من الخطأ حصر رافضي الانقلاب في جماعة الإخوان، كما أنها أحدثت ارتباكا بحسابات الانقلابيين الذي اعتقدوا أن اعتقال قيادات الجماعة سيؤدي لإخماد الثورة.

ويشير عبد العزيز، في حديث للجزيرة نت، إلى أن المظاهرات كسرت حاجز الخوف رغم القمع والاعتقالات، إضافة إلى أن انضمام حركة أحرار وسقوط عدد من القتلى في صفوفها أضاف قوة شبابية جديدة لرافضي الانقلاب.

ولا يتوقع الناشط السياسي مفاجآت كبيرة في الجمعة القادمة، باستثناء انضمام المزيد مما يسمى بـ"حزب الكنبة" إلى رافضي الانقلاب بعد أن رأوا أن الأحوال المعيشية لم تتحسن عما كان في عهد مرسي بل ساءت أكثر.

وأوضح أن حظر التجوال تسبب في شل حركة الاقتصاد والسياحة وجعل المشهد أشبه بعصيان مدني مجاني يفرضه النظام على نفسه وعلى اقتصاده، واضطر سلطات الانقلاب لذلك إلى تقليل ساعات الحظر، ومع الوقت سيكونون في حاجة إلى ضربة أمنية جديدة كمحاولة أخيرة ويائسة للإجهاز على رافضي الانقلاب.

ويضيف أنه في ظل الانهيار الاقتصادي وما أظهرته جمعة الحسم من تزايد أعداد رافضي الانقلاب فإن ثمن القمع هذه المرة قد يكون غاليا ويهدد بانشقاق داخل الجيش نفسه، فالقضاء على كل هذه الأعداد ليس منطقيا ولن يستطيع النظام إقناع الناس بأن كل هذه الأعداد من العناصر "إرهابية" فضلا عن التعاطف الذي تخلقه الدماء تجاه المتظاهرين، وهذا بالطبع ليس في صالح سلطات الانقلاب.

وفي المقابل، اعتبر حزب النور السلفي أن مظاهرت "جمعة الحسم" كانت أضعف من "الظهير الشعبي الرافض لها" ودعا جماعة الإخوان إلى السعي للمصالحة التي "لا بديل عنها" حتى لا تخسر الوجود السياسي في الشارع.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحزب شريف طه في تصريحات لصحيفة "المصري اليوم" إن "استمرار تظاهرات الإخوان سيضيع الفرص.. الأزمة لن تحل بالحشود أو التظاهرات في الميادين".

المصدر : الجزيرة