أسيوط.. ساحة رئيسية لتأييد مرسي و"الشرعية"

أعضاء هيئة التدريس بجامعة أسيوط يتظاهرون تأييدا لمرسي (1)
undefined

أنس زكي-أسيوط

من بين المدن الرئيسية في مصر تأتي أسيوط لتلفت الأنظار بحجم المظاهرات والفعاليات التي تشهدها تعبيرا عن التأييد للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وكأنها تريد منافسة القاهرة الكبرى التي يشهد شرقها مقر الاعتصام الرئيسي لأنصار مرسي في ميدان رابعة العدوية ويشهد غربها المقر الثاني بميدان النهضة أمام جامعة القاهرة. 

ولا يبدو غريبا أن تشهد أسيوط -الواقعة في وسط صعيد مصر- تأييدا كثيفا لمرسي، حيث سبق لها أن صوتت له بنسبة كبيرة في انتخابات الرئاسة التي جرت قبل نحو عام، وكانت أول انتخابات تشهدها مصر بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك بعد ثلاثين عاما في السلطة، كما أنها تعد معقلا رئيسيا للجماعة الإسلامية التي تعتبر من أبرز مؤيدي مرسي والمتمسكين بشرعيته.

ومنذ عزل مرسي على يد وزير دفاعه عبد الفتاح السيسي في الثالث من الشهر الماضي وأسيوط تشهد مظاهرات مؤيدة له بالتوازي مع ما يتم الدعوة له من مظاهرات في القاهرة، وتجلى ذلك في مليونية "مصر ضد الانقلاب" التي جرى تنفيذها يوم الجمعة، حيث انطلقت عدة مسيرات من أمام المساجد الرئيسية وفي مقدمتها مسجد ناصر لتجوب شوارع المدينة قبل أن تلتقي في ساحة مسجد عمر مكرم ويتناول المتظاهرون طعام الإفطار بشكل جماعي. 

‪مظاهرة نسائية في أسيوط‬ (الجزيرة نت)
‪مظاهرة نسائية في أسيوط‬ (الجزيرة نت)

تحت الشمس
ولا يأبه المتظاهرون بحرارة الشمس الحارقة التي تتجاوز أربعين درجة مئوية في أسيوط، ويؤكد لنا الشاب محمد حسن أن الكثيرين يخرجون بحماس كبير للتظاهر من أجل الشرعية، ويقول إنه وكثيرين ممن يعرفهم لم يكونوا راضين تماما عن أداء مرسي في الحكم لكنهم يعترضون على عزله ويعتقدون أن الرئيس الذي جاء إلى منصبه عبر صندوق الاقتراع كان يجب أن يبقى ولا يرحل إلا بنفس الطريقة. 

ويضيف حسن سببا ثانيا لخروجه وهو ما يصفه بالقلق الشديد على مستقبل مصر بعد ما حدث في الثالث من يوليو/تموز الجاري، ويصفه صراحة بأنه سرقة متعمدة لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011. ويقول إن الطريقة التي تم بها عزل مرسي فضلا عن التطورات التي جرت لاحقا والوجوه التي قفزت لصدارة المشهد، تؤكد رؤيته بأن مصر تسير حاليا في الاتجاه الخاطئ. 

وعن احتمالات فض اعتصامات مؤيدي مرسي في القاهرة بالقوة بعدما فوضت حكومة حازم الببلاوي وزير الداخلية محمد إبراهيم بذلك، قال حسن بشكل تلقائي "الناس لم تعد تخاف" والحديث عن فض الاعتصام بالقوة يزيد عدد المعتصمين ويزيد من حماسهم، وهذا ما أثبتته التجربة في الأيام الماضية، مؤكدا أنهم في أسيوط لا يهتمون إلا بتحقيق مطالبهم بشأن عودة الشرعية. 

‪محمد حسن: الناس لم تعد تخاف‬ (الجزيرة نت)
‪محمد حسن: الناس لم تعد تخاف‬ (الجزيرة نت)

قوة وصلابة
وختم حسن بأن المظاهرة التي نظمها أعضاء هيئة التدريس والعاملون بجامعتي أسيوط والأزهر بعد صلاة الظهر وتحت الشمس الحارقة، توضح قوة وصلابة المتظاهرين الذين اختاروا الرد على تكليف الداخلية بفض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة بالتوجه إلى مقر أمن الدولة والهتاف ضده في طريقهم إلى مقر الاعتصام الرئيسي بأسيوط الذي يقع أمام مسجد عمر مكرم. 

وشارك المئات من العاملين بالجامعتين في المسيرة الحاشدة ورددوا هتافات تؤيد مرسي وترفض عودة الحكم العسكري سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، كما تؤكد التمسك بالشرعية وتنادي بضرورة القصاص لدماء من سقطوا من المتظاهرين في رابعة العدوية والنهضة على يد قوات الجيش والشرطة. 

وبحسب مواطن أسيوطي آخر يدعى أحمد عبد اللطيف فإن على السلطة الحالية أن تدرك أن مؤيدي مرسي ليسوا في القاهرة فقط وإنما في كل المحافظات وخصوصا في الصعيد، مشيرا إلى أن المظاهرات التي تشهدها أسيوط على سبيل المثال بشكل يومي لا تقتصر على الرجال وإنما تشارك بها السيدات، وهو أمر لم يكن مألوفا لهذا المجتمع.

في الوقت نفسه، يؤكد عبد اللطيف للجزيرة نت أن على من في السلطة حاليا التوقف عن نغمة اتهام مؤيدي مرسي والمنتمين للتيارات الإسلامية عموما بالإرهاب، مؤكدا أن مثل هذه الاتهامات عفا عليها الزمن، وأن على الجميع أن يدرك أن مصر لكل أبنائها وأن الإقصاء لن يكون في صالح أحد وأن زمن الظلم قد ولى ولن يسمح أحد بعودته.

المصدر : الجزيرة