مشاركة فردية "للألتراس" في تأييد مرسي

الألتراس يشعلون الشماريخ داخل رابعة العدوية
undefined

أسامة عبد المقصود-القاهرة

يرفض الشاب صاحب البشرة السمراء المنتمي إلى إحدى مجموعات تشجيع الأندية الرياضية في مصر المعروفة باسم الألتراس، التصوير الفوتغرافي أو مجرد ذكر اسمه الحقيقي لوسائل الإعلام، لكنه يواصل بحماس الحديث عن مشاركته في اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في محيط مسجد رابعة العدوية.

"محمود" الذي اختار هذا الاسم المستعار للحديث مع الجزيرة نت، يقول إنه يشارك في الاعتصام بصفة شخصية بحتة، ولا دخل لمجموعته في ذلك مطلقا، مضيفا أن روابط التشجيع لا تهتم إلا بالنشاط الرياضي فقط.

وبعدما قاد فقرة هتافات حماسية ألهبت الأجواء داخل محيط الاعتصام، أكد الشاب العشريني -الذي ارتدى ملابس رياضية وكان يظهر من أحد جيوبه شمروخ (نوع من الألعاب النارية)، أنه لا يمكن لأي قائد مجموعة أن يشارك في أي فاعلية سياسية، لأن ذلك سيسبب انشقاقات بسبب اختلاف التوجهات السياسية داخل هذه المجموعات.

وأشار إلى أن الرابط الوحيد الذي يجمع هذه المجموعات هو تشجيع ناد رياضي وليس تبني مواقف سياسية، لكنه لفت إلى أنه هو والعشرات مثله يشاركون في اعتصامي أنصار مرسي بمحيط رابعة العدوية وفي ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة بشكل شخصي، انطلاقا من مبدأ رافض لخطوة القيادة العامة للقوات المسلحة بعزل مرسي معتبرين ما جرى "انقلابا عسكريا كاملا".

مواقف
وحول تباين الرؤى داخل مجموعات "الألتراس" بشأن الانقسام السياسي، قال محمود -الذي ينتمي إلى رابطة مشجعي نادي الزمالك- إن عددا من الشباب الذين شاركوا في ثورة 25 يناير يرفضون التعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين بسبب موقفها من أحداث محمد محمود التي سقط فيها عشرات القتلى والمصابين في اشتباكات مع الشرطة، وكذلك اعتراضا على طبيعة العلاقة بين الجماعة والمجلس العسكري خلال المرحلة الانتقالية التي أعقبت إزاحة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.

‪محمود قدم فقرة من الهتافات الحماسية‬ (الجزيرة)
‪محمود قدم فقرة من الهتافات الحماسية‬ (الجزيرة)

وكانت مجموعات "الألتراس" قد لعبت دورا واضحا في الأحداث التي اندلعت ابتداء من 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 وعرفت باشتباكات شارع محمد محمود -المؤدي من ميدان التحرير إلى مقر وزارة الداخلية- بين الثوار والشرطة وساند الألتراس حينها الثوار، ثم توالت بعدها صداماتهم مع الأمن.

وفي المقابل -يفيد محمود- بوجود أفراد داخل هذه الروابط ينتمون إلى التيارات الإسلامية، وبالتالي هم يشاركون بشكل شخصي في الاعتصامات والمسيرات المستمرة منذ عزل مرسي يوم 3 يوليو/تموز الماضي، لكنه أشار إلى وجود مجموعة أخرى تنتمي إلى التيارات الإسلامية "تلزم بيوتها" معتبرة أن ما يحدث حاليا "فتنة" ينبغي عدم المشاركة فيها.

حركة أحرار
ونوه محمود بوجود جزء من شباب الروابط الرياضية ينتمي إلى حركة "أحرار" التي أنشأت فكرة الميدان الثالث ضد العسكر والفلول والإخوان، بهدف إحياء ثورة 25 يناير التي يعتبرونها أخمدت.

ويعتبر أن مجزرة دار الحرس الجمهوري التي راح ضحيتها أكثر من خمسين شخصا وأصيب خلالها المئات، كانت نقطة تحول في تعامل بعض شباب "الألتراس" مع الاعتصامات، بل إنها كانت لحظة لنزول العشرات من أفراد الروابط للوقوف إلى جانب المعتصمين ضد "بطش القوات المسلحة والشرطة".

ويؤكد أن مجموعات "الألتراس" المختلفة باختلاف الأندية التي تشجعها تتعامل مع وزارة الداخلية بشكل منفصل عن نظام الحكم أيا كان، معتبرا أنها ستبقى العدو الأول لجميع روابط المشجعين بسبب تعاملها القمعي معهم.

الجدير بالذكر أن روابط المشجعين التي أطلق عليها اسم "الألتراس" انطلقت عام 2007 لتبدأ رحلة شملت في طياتها متناقضات عديدة بين ابتكار أساليب مبهرة للتشجيع والدخول في اشتباكات مع الشرطة وروابط الفرق المنافسة، ثم الانخراط في بعض المسائل التي تحمل بعدا سياسيا.

المصدر : الجزيرة