العنف الجسدي المنزلي يؤرق المجتمع التشيكي

كتاب تشيكي يقدم نصائح لتفادي العنف الجسدي

undefined

أسامة عباس-براغ

أصبحت ظاهرة العنف الجسدي المنزلي خاصة ضد النساء وحتى الأطفال ظاهرة تؤرق المجتمع وتكلف الدولة مصاريف علاجية، في حين يرى المختصون أنها تحتاج إلى العلاج وتقديم البرامج من الخبراء.

فقد أكد بحث جديد أن حوالي 1.4 مليون امرأة تشيكية من أصل 10.5 ملايين تعداد سكان البلاد، تعرضت للعنف المنزلي، وأن أكثر أشكال ذلك العنف تمثل في الضرب والإهانة والإذلال, بحسب منظمة بروفام التي أجرت البحث.

كما بين البحث أن حوالي 400 ألف امرأة في البلاد عرضة للتهديد سنويا بمواجهة العنف المنزلي، رغم تطبيق قانون تم تخصيصه للحد من العنف يسمح بموجبه طرد المعتدي سواء الزوج أو الزوجة من المنزل لمدة عشرة أيام، وفي حال تكرر الطرد يوضع المعتدي في السجن.

وأكدت استطلاعات أخرى أن ذلك العنف يكلف الدولة سنويا 1.3 مليار كورون (نحو 65 مليون دولار)، يصرف الجزء الأكبر من هذا المبلغ على الرعاية الصحية لضحايا ذلك العنف.

وبينت الدراسة التشيكية أيضا، أن الأزواج الأغنياء هم الأقل شجارا، وتعود مشاكلهم لأسباب وقضايا ثانوية، في حين أن نسبة 38% من المشاركين قد اعترفوا أن المشاكل الأساسية التي ينتج عنها لاحقا العنف تكون نتيجة عدم التوافق على الإنفاق المالي. أما الأسباب التي تتعلق بالعمل المنزلي فيتشاجر من أجلها حوالي 18.6%، و14% يتشاجرون بشأن تربية الأطفال.

400 ألف امرأة تشيكية عرضة للعنف المنزلي سنويا (الجزيرة نت)
400 ألف امرأة تشيكية عرضة للعنف المنزلي سنويا (الجزيرة نت)

وحسب الطبيبة النفسية الاجتماعية مارتا بوتشكوفا فإن المشجارات رغم سلبيتها إلا أنها "تلطف الأجواء في الأسرة، وتقرب وجهات النظر بين الزوجين، وتزيد الحالة العاطفية، لكن دون أن تتجاوز الحدود وتصل إلى العنف الذي يحتاج الأمر معه إلى تدخل الطب النفسي للكشف عن الخلل ووضع برنامج لعلاجه".

النساء
الطبيب النفساني الشهير في براغ يرجي تيل قال إن أكثر مراجعيه هن من النساء المعتدى عليهن ويكونن بصحبة أزواجهن أو أطفالهن، وهذا ناتج عادة عن أمر من المحاكم لتقديم النصائح بشكل جماعي بعد أن يتم الاستماع إلى مجمل الحالة.

ويضيف تيل للجزيرة نت، أن أغلب حالات بدء العنف المنزلي تكون مع توجيه الزوج -وفي حالات نادرة الزوجة- صفعة على الوجه، وعند هذه الحالة ينتظر المعتدي رد الفعل، ففي حال سكت المعتدى عليه واعتبر الأمر عابرا، فإن هذه الحالة تتكرر بشكل أعنف مستقبلا، وتصبح عادة لحل الإشكال بالعنف بدل الحوار والطرق الأخرى الأكثر نفعا.

ويلفت تيل إلى أن أسباب في مقدمتها إدمان الكحول والمشاكل الاجتماعية المتراكمة دون حل، تدفع بالشخص إلى العدوانية واستخدام العنف، "وعند هذه الحالة يتوجب على المعتدى عليه عدم ترك الأمر يمر مرور الكرام، بل الدفاع عن حقه حتى ولو كان يقول في نفسه سألزم الصمت حفاظا على الأسرة من الضياع، لأن مثل هذا الأمر إن لم يعالج من البداية فإن النهاية ربما ستحمل نتائج كارثية، مثل القتل عبر استخدام السلاح في مرحلة متقدمة".

وينصح تيل رب الأسرة بتجنب حل مشاكل العلاقة الزوجية -التي تتسم بالعنف- أمام الأطفال، ذلك لأن هذا الانطباع يولد لديهم شعورا يضعف الثقة بالنفس، مع اضطرابات في التركيز يؤثر على استيعابهم في المدرسة، ويجعلهم أكثر عدوانية، وفي بعض الحالات يصابون بالاكتئاب، وقد يدفعهم ذلك إلى الانتحار.

المصدر : الجزيرة