علاقة جوبالاند ومقديشو إلى مزيد من التأزم

زعماء عشائر مشاركون في المؤتمر في مطار كيسمايو
undefined

عبد الرحمن سهل- كيسمايو

تتجه العلاقة بين الحكومة المركزية في الصومال وإقليم جوبالاند الذي أنشأ حديثا في جنوب شرقي البلاد بمعزل عن إرادتها, إلى مزيد من التأزم بعد تحميل مهندس مشروع الإقليم الجديد محمد عبدي غاندي، مقديشو، مسؤولية اشتباكات كيسمايو الأخيرة والتي أوقعت 77 قتيلا.

وعقد أمس السبت, أي بعد أيام من انتهاء الاشتباكات الدامية بمطار كيسمايو (عاصمة الإقليم الجديد) مؤتمر ضم قادة العشائر بالإقليم وعبدي غاندي, وهو الشخصية المحورية في تسويق جوبالاند لدى الغرب, والمدعوم من كينيا المجاورة, التي تشارك وحداتها بقوة حفظ السلام الأفريقية وتتمركز بالإقليم الجديد.

ففي كلمة ألقاها غاندي بالمؤتمر، قال إن المعارك الأخيرة في كيسمايو، وما أسماه "نتائجها الكارثية" لن تمر دون عقاب. ودعا لمحاسبة "الشخصيات المتورطة في الاشتباكات وأولهم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء عبدي فارح شيرودن، ووزير الدفاع عبد الحكيم  محمود فقيه.

‪محمد غاندي دعا لإحالة قادة الصومال إلى المحاكم الدولية‬ (الجزيرة)
‪محمد غاندي دعا لإحالة قادة الصومال إلى المحاكم الدولية‬ (الجزيرة)

وقال غاندي -وهو وزير دفاع صومالي سابق- إن "اشتباكات الأسبوع الماضي في كيسمايو أسفرت عن مقتل أكثر من 77 شخصا، وإصابة أكثر من مائة آخرين". وأكد على البدء بخطوات عملية لملاحقة المسؤولين الثلاثة أمام المحاكم الدولية.

ويتوقع صدور تعليق من الحكومة الصومالية ردا على الإاهامات الصادرة من غاندي والموجهة إليها.

ثلاث نقاط
وكشف غاندي بالمناسبة عن نتائج حواراته مع رؤساء العشائر والتي استمرت خلال الأيام الثلاثة الماضية بالتنسيق مع القوات الكينية، بغية تشخيص أزمة كيسمايو، ولخصها بثلاثة نقاط وهي:
توحيد الجهود المحلية لتحقيق الأمن والاستقرار بمناطق جوبا، ثم مواصلة المشاورات، والحوارات المتصلة باستكمال المؤسسات المتبقية لدولة جوبالاند بطريقة عادلة.

وتتحدد الثالثة في تشكيل لجنة تقوم على إجراء تحقيقات موسعة حول الاشتباكات المسلحة الأخيرة، وأسبابها، وتحديد الجهات، والمسؤولين المتورطين بالقتال، وإعداد ملف شامل عنهم، ورفعه إلى المنظمات الحقوقية الدولية، والمجتمع الدولي، بغية محاكمتهم دوليا.

وألقى عدد من رؤساء العشائرالصومالية في كيسمايو كلمات خلال اللقاء أكدوا فيها ضرورة المحافظة على السلام والأمن، كما قدموا تعازيهم إلى الأسر التي فقدت أبناءها جراء الاشتباكات.

لم تخل المناسبة من إدانة صريحة وجهت لمسؤولي دولة جوبالاند باستخدام قواتها أسلحة ثقيلة ضد خصومها الذين تحصنوا بأحياء مكتظة بالسكان، وهو ما أدى لإحداث أضرار بشرية ومادية

وتعهد المشاركون في اللقاء بالتصدي لكل المحاولات الرامية إلى إثارة القلاقل والفتن بين سكان مدينة كيسمايو. وشدد رؤساء العشائر على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي جوبالاند وفق الدستور الفدرالي الصومالي، وضرورة اللجوء إلى الحوار لحل الأزمة.

إدانات لجوبالاند
ولم تخل المناسبة من إدانة صريحة وجهت إلى مسؤولي دولة جوبالاند الصومالية باستخدام قواتها أسلحة ثقيلة ضد خصومها الذين تحصنوا في أحياء مكتظة بالسكان، وهو ما أدى إلى إحداث أضرار بشرية ومادية في صفوف المدنيين وفق رأي أغاس حسين هافو.

وطلب هافو من مسؤولي كيسمايو نقل المصابين جراء الاشتباكات إلى الخارج لإسعافهم، كما وجه انتقادات لاذعة إلى مسؤولي الحكومة الصومالية المركزية الذين قال إنهم كرسوا جهودهم في إحداث شروخ بين القوات الصومالية المتمركزة بمدينة كيسمايو مما أدى إلى اندلاع المواجهات بينها بطريقة وصفها بالكارثية.

ويرقد حاليا حوالي 32 جريحا بمستشفى كيسمايو العام الذي يعاني هو الآخر نقصا حادا بالأطباء والأدوية والمعدات الطبية، وهو ما ساهم بمضاعفة معاناة هؤلاء المدنيين وفق روايات رؤساء العشائر.

ورغم إجماع الصوماليين على ضرورة إنهاء حالة الإحتراب في كيسمايو فإن المعطيات الراهنة تؤكد استمرار الاحتقان السياسي، والتوتر العسكري بين الفرقاء الصوماليين وفق مراقبين محليين.

المصدر : الجزيرة