أتراك بألمانيا: أردوغان محق بما فعل
خالد شمت-برلين
تحت عنوان "وهل كانت أوضاع الديمقراطية في تركيا أفضل قبل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان"، استطلعت صحيفة الغماينه سايتونغ الألمانية الصادرة اليوم الخميس آراء خمسة أكاديميين أتراك مقيمين في مدينتي ماينز وفيسبادن الألمانيتين، حول الاحتجاجات الأخيرة التي شهدها ميدان تقسيم في إسطنبول.
واستهلت الصحيفة تقريرها قائلة إن الأكاديمين الخمسة: غل وإيبرو ونوراي واليف وإلياس، يعبّرون عن شرائح واسعة من مواطنيهم المقيمين في ألمانيا، ممّن لديهم نظرة مختلفة للاحتجاجات التي شهدها بلدهم، ويعتبرون تظاهر عشرات الآلاف في الشوارع التركية، لا يعني بأي حال أنهم الأغلبية الساحقة من الأتراك.
المسموح بالمظاهرات
وبدأت الصحيفة استطلاعها بإيبرو التي قالت إن لكل إنسان الحق في التظاهر، غير أن السؤال المطروح هو كيف يتم هذا التظاهر؟ ولا توجد دولة في العالم خاصة ألمانيا تسمح للمتظاهرين بإخفاء وجوههم بأقنعة، أو بتحطيم الممتلكات العامة والخاصة، مثلما جرى ويجري في تركيا، واستدعى التدخل القاسي للشرطة.
الأكاديمية غل رأت أن التشديد على بيع وشرب الخمور في تركيا، الذي يتكرر ذكره في الإعلام الألماني هو إجراء يتشابه مع إجراءات أخرى مطبقة في ولاية بافاريا، ولا علاقة له بالأسلمة |
وعبرت نوراي عن رأيها متسائلة: هل كان تعامل الشرطة مع المظاهرات وأوضاع الديمقراطية في تركيا أفضل قبل مجيء أردوغان؟ وتجيب هي على سؤالها قائلة: "بالتأكيد لا، والعكس هو الذي كان قائما في السابق، وأردوغان هو أفضل سياسي بكل تاريخ بلدي".
وذكرت الغماينه تسايتونغ أن الأكاديميين الأتراك الخمسة عددوا لها ما تحقق ببلدهم من إيجابيات منذ انتخاب حكومة حزب العدالة والتنمية المحافظة، واعتبروا أن أبرز هذه الإنجازات نزع السلطات الواسعة التي كانت مخولة للجيش التركي، وإبعاده عن السياسة، وزيادة الحريات الممنوحة للأقليات، وتحقيق طفرة اقتصادية هائلة وغير مسبوقة.
بدوره قال إلياس ذو الأصل التركي "إذا نجح أردوغان في حل المشكلة الكردية، وهو ما يبدو حتى الآن أنه سينجح فيه، فإن طريق تركيا سيكون معبدا بلا عوائق أمام الديمقراطية".
وأشارت الصحيفة إلى أن الأكاديمية التركية أليف ردت على أسئلتها بالتساؤل عن عدم تظاهر أحد قبل سنوات، عندما قيدت حريات الطالبات المحجبات ومنعن من حقهن في التعليم، وتم التعدي عليهن عند محاولتهن دخول الجامعات التركية.
الإعلام الألماني
وأشارت الغماينه تسايتونغ إلى أن الأكاديميين الأتراك الخمسة الذين استطلعت آراءهم قد اتفقوا على وصف متابعة الإعلام الألماني لاحتجاجات أنقرة بعدم الحيادية. واستغربوا تشبيه الوسائل الإعلامية الألمانية ما يجري في تركيا بالربيع العربي، ووصف أردوغان بالمستبد.
واستغربت غل من عدم تسليط الإعلام الألماني أضواءه على إجراءات قاسية اتخذتها الشرطة ضد آلاف المحتجين على إزالة محطة القطارات التاريخية بمدينة شتوتغارت قبل عامين، وتجاه المعارضين للرأسمالية في فرانكفورت مطلع الشهر الجاري.