قرار الخرطوم وقف تصدير النفط يربك جوبا

برنابا مريال الناطق الرسمي باسم الحكومة والعقيد فيليب أقوير الناطق الرسمي باسم الجيش
undefined

مثيانق شريلو-جوبا

يخيم نوع من الارتباك الواضح على الموقف الرسمي لحكومة جوبا بسبب قرار الرئيس السوداني عمر البشير وتوجيه وزير النفط بالبدء الفوري في إغلاق أنابيب النفط ووقف تصدير بترول جنوب السودان عبر الأراضي السودانية، في حين أرجأ مجلس وزراء جنوب السودان أمس اتخاذ موقفه إلى اليوم الاثنين بعد مداولات مطولة.

وأمر الرئيس السوداني عمر البشير السبت بوقف مرور نفط جنوب السودان عبر أراضي السودان ابتداء من الأحد، بحسب ما أعلنت الإذاعة الرسمية. وجدد البشير اتهامه لجوبا بدعم قوات الحركة الشعبية قطاع الشمال وحركات دارفور المسلحة اللتين تقاتلان الخرطوم في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، وهي اتهامات ترفضها جوبا بشدة.

وقال الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان برنابا مريال بنجامين إن جوبا ملتزمة بتنفيذ اتفاقيات التعاون الموقعة مع الخرطوم رغم قرار الرئيس السوداني إغلاق أنابيب البترول.

وجدد مريال في مؤتمر صحفي عقب انتهاء اجتماع طارئ لمجلس وزراء الحكومة في جوبا أمس الأحد استمرار الاجتماع للمزيد من التشاور، مشيرا إلى أن الرئيس سلفاكير ميارديت سيعقد مؤتمرا صحفيا الاثنين للإعلان عن موقف الحكومة، واستبعد نية بلاده خوض أي حرب محتملة مع الخرطوم.

ويرى العديد من المهتمين بشأن البلدين أن مثل تلك الخطوات قد تعيد المشاحنات على المناطق الحدودية، وتنذر بتجدد المنازعات المسلحة في المناطق المتنازع عليها بين جوبا والخرطوم.

جوبا أعلنت عن اتفاق بتشييد خطوط أنابيب من جنوب السودان إلى ميناء لامو الكينية (الجزيرة-أرشيف)
جوبا أعلنت عن اتفاق بتشييد خطوط أنابيب من جنوب السودان إلى ميناء لامو الكينية (الجزيرة-أرشيف)

جوبا مرتبكة
وكشف مصدر مطلع في جوبا للجزيرة نت فضل حجب هويته، أن جوبا أرجأت الإعلان عن موقفها الرسمي بسبب اتصالات تمت بينها وبين دول كبرى بالإضافة إلى شركائها الدوليين والإقليميين، وأشار المصدر إلى أن جوبا أيضا تريد توسيع نطاق اتصالاتها لتشمل دولا خليجية قال إنها مهمة بالنسبة لها.

وكانت جوبا قد أعلنت الأسبوع الماضي عن توصلها لاتفاق مع شركة تويوتا اليابانية لتشييد خطوط أنابيب من جنوب السودان حتى ميناء لامو الكينية، ولكن وزير خارجية جوبا  نيال دينق قال في تصريحات صحفية إن الانتهاء من المشروع سيحتاج إلى نحو خمس سنوات على الأقل وبتكلفة تصل نحو ملياري دولار.

وقال سبت مقوك وهو محلل سياسي بجوبا إن قرار الخرطوم قد أربك حسابات جنوب السودان على الصعيد الاقتصادي، وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن جوبا لم تكن تتوقع الأمر في هذا التوقيت الذي وصفه بالصادم جدا، ونوه إلى أن الانتعاش الاقتصادي الذي تنشده جوبا لن يتحقق في ظل غياب النفط في معادلات تسيير الدولة.

وفي سياق آخر اتهم الناطق الرسمي باسم جيش جنوب السودان العقيد فيليب أقوير الجيش السوداني بخرق اتفاقية الترتيبات الأمنية بتوغله في منطقة كويك بولاية أعالي النيل أول أمس السبت.

المصدر : الجزيرة