أولى المناظرات لمرشحي الانتخابات بإيران

متابعين للمناظرات ( موضوع المناظرة الاولى كان الوضع الاقتصادي، وهو ما يشكل اكبر هموم المواطن الايراني، لذا لقيت المناظرة نسبة مشاهدات عالية)
undefined

فرح الزمان أبو شعير–طهران

تباينت ردود الفعل على أولى المناظرات التلفزيونية التي جرت بين المرشحين الثمانية للانتخابات الرئاسية الإيرانية أمس الجمعة، والمتعلقة بالوضع الاقتصادي في البلاد والخطط التي سيقدمها المرشحون لمعالجة أبرز المشاكل الاقتصادية.

ونال البرنامجان الاقتصاديان للمرشحيْن المحافظ محمد باقر قاليباف، والمستقل محسن رضائي استحساناً كبيراً لدى الأوساط الشعبية وحتى أوساط خبراء الشأن الاقتصادي.

ولكن معظم المرشحين انتقدوا المناظرة، واعتبروا أنها حملت طابع برنامج حواري، بسبب تغيير الطريقة التي تجرى فيها، كما اعتبروا أنهم لم يمنحوا الوقت الكافي لتوضيح تفاصيل برامجهم الانتخابية.

ملاحظات المرشحين
وغيرت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في الجمهورية الإسلامية خطة برامج المناظرات، منعاً  لحدوث تصادم حاد بين المرشحين، كما حدث في انتخابات عام 2009 في مناظرات الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد ومنافسه الإصلاحي آنذاك مير حسين موسوي.

أنصاري فرد: الوقت لم يساعد عددا من المرشحين لتوضيح برامجهم الانتخابية كاملةً(الجزيرة)
أنصاري فرد: الوقت لم يساعد عددا من المرشحين لتوضيح برامجهم الانتخابية كاملةً(الجزيرة)

فقسم البرنامج إلى مرحلتين، الأولى عبارة عن أسئلة توجه لواحد من المرشحين، عليه أن يجيب عليها خلال ثلاث دقائق، ومن ثم يطرح بقية المرشحين وجهة نظرهم بما قاله خلال تسعين ثانية، ويستمر الأمر حتى يجيب كل مرشح عن سؤال واحد ويبدي الآخرون وجهة نظرهم بالإجابة.

أما المرحلة الثانية فتضم أسئلة تجب الإجابة عليها بنعم أو لا، وهي التي نالت انتقادا كبيرا من قبل المرشحين، حتى إن المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف رفض الإجابة عنها.

وفي هذا الخصوص، قال المرشح المحافظ غلام علي حداد عادل إنه يجب على المرشحين نقل وجهة نظرهم إلى المعنيين، كي يتم تجاوز هذه الأمور خلال مناظرة الأربعاء القادم وموضوعها برامج المرشحين الثقافية والاجتماعية، ومناظرة يوم الجمعة والتي تتعلق بالسياسة الخارجية.

ومع كل هذا، حاول المرشحون إيضاح برامجهم الاقتصادية، فكانت أبرز المحاور ترتبط بمعالجة نسبة التضخم، فضلاً عن البطالة وتأمين السكن للمواطنين.

وتواجه إيران مشاكل كثيرة على هذه الصعد، سببتها العقوبات الغربية المفروضة على البلاد بسبب برنامجها النووي من جهة، وعدم تطبيق خطط حكومية مجدية في الداخل لتحصين الاقتصاد من جهة أخرى.

واتفق المرشحون الثمانية في مناظرتهم الأولى على أنه يجب أولاً ضبط نسبة التضخم التي ارتفعت بشدة خلال الأعوام القليلة الفائتة، ومن ثم تقديم حلول للمشاكل الأخرى، كزيادة الإنتاج المحلي وتأمين فرص عمل للتقليل من العاطلين الذين يبلغون ثلاثة ملايين إيراني.

ولكنهم اختلفوا في طريقة تقديم الحلول، وخطط التطبيق، فاعتبر خبراء الاقتصاد والمواطنون بأن منهم من قدم خططاً عملية وواضحة كقاليباف ورضائي.

محمد بير علي: المناظرات تؤثر بالفعل في رأي الناخب الإيراني، ومن الممكن أن تبدل رأيه(الجزيرة)
محمد بير علي: المناظرات تؤثر بالفعل في رأي الناخب الإيراني، ومن الممكن أن تبدل رأيه(الجزيرة)

خبراء الاقتصاد
ويرى المختصون بالشأن الاقتصادي، أن المرحلة الحالية تحتاج إلى برامج دقيقة لمعالجة أبرز المشكلات المعيشية للمواطنين الإيرانيين، وهو ما أكد عليه مستشار وزير الاقتصاد السابق و الخبير في الاقتصاد الدولي حسين أنصاري فرد.

وقال أنصاري فرد للجزيرة نت إنها ليست المرة الأولى التي تمر فيها إيران بوضع حساس اقتصادياً، ولكن ما يختلف هذه المرة هو ضرورة وضع خطط مجدية وبرنامج تطبيق عملي لها، وهو ما سيشد الناخبين أكثر لصالح مرشح دون آخر.

واعتبر أن الوقت لم يساعد عددا من المرشحين لتوضيح برنامجهم الانتخابي كاملاً، وهو ما بدا كضعف لدى بعضهم.

ردود شعبية
أما بالنسبة للمواطنين الإيرانيين، فالأهم بالنسبة لهم هو تخفيف الأعباء المعيشية عن كاهلهم، ولذا كان لمناظرة الأمس نصيب كبير من المشاهدات.

وتشير استطلاعات الرأي على موقع المناظرات الخاص بهيئة الإذاعة والتلفزيون إلى أن معظم المواطنين يفضلون مشاهدة المناظرات على حضور جلسة لأحد المرشحين يتحدث فيها عن صفاته الإيجابية، ويرونها أكثر تأثيراً من الإعلانات والملصقات المتعلقة بحملاتهم.

من جانبه، يرى رئيس تحرير صحيفة "سياست روز" محمد بير علي أن المناظرات تؤثر بالفعل في رأي الناخب الإيراني، ومن الممكن أن تبدل رأيه.

ويضيف بير علي أنه ليس من المهم بالنسبة للمواطن انتماء المرشح السياسي، وإنما ما يقدم له من حلول لمشاكله المعيشية.

المصدر : الجزيرة