عراقيون يقاتلون مع نظام الأسد
علاء يوسف-بغداد
كشف تشييع جنازة مقاتلين عراقيين قضوا في القتال الدائر بسوريا عن وجود عناصر عراقية مسلحة تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري ضد الثوار في ذلك البلد.
فقد شيع أهالي مدينة البصرة جنوب العراق الجمعة الماضي جثماني شخصين قتلا أثناء "دفاعهما عن مقام السيدة زينب" قرب دمشق، حسب تأكيد ذويهما، وقد وصل جثمانا محمد عبود المالكي (27 عاما) وحسن علي فرهود (32) عاما إلى البصرة على متن سيارة قادمة من إيران.
فتاوى فقهية
وحسب المحلل السياسي المستقل أحمد الأبيض فإن عدد العراقيين المسلحين الذين قضوا بالصراع الدائر بسوريا بلغ نحو 15 قتيلا، مشيرا إلى أن جثامين هؤلاء شيعت علنا، ورفعت لافتات أثناء تشييعهم بمناطقهم تؤكد مقتلهم "دفاعا عن مقام السيدة زينب بدمشق"، منوها ببيانات صدرت عن بعض الجهات السياسية مثل عصائب أهل الحق وحزب الله العراقي تؤكد أن بعض عناصرهم قتلوا في معارك بسوريا.
ويرى أن مشاركة مقاتلين عراقيين إلى جانب النظام السوري هي مشاركة طوعية تحت غطاء شرعي فقهي، ويؤكد للجزيرة نت أن هذا الغطاء لا يشمل جميع المراجع الشيعية بالعراق، بل يقتصر على المراجع الفقهية التي تستمد مرجعيتها من مراجع إيران تحديدا.
ويقول الأبيض إن غطاء هذه الفتاوى من تلك المرجعيات هو الدفاع عن المقدسات لغرض الفصل بين الدفاع عن النظام والوقوف ضد الشعب السوري، والدفاع عن المقدسات بدمشق والوقوف بوجه من يصفونها بالمجاميع التكفيرية.
ويرى المحلل السياسي أن هذه المسألة أوقعت الحكومة العراقية في دائرة الحرج السياسي، بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، "فهي لا تستطيع منع العراقيين من الذهاب لسوريا باعتبار أنهم زوار عاديون يغادرون غير مسلحين"، موضحا أنهم يذهبون لسوريا عن طريق طهران أو عبر جنوب لبنان، خاصة أن التظاهرات والاعتصامات بالأنبار قطعت الطريق أمام سفر هؤلاء المقاتلين لسوريا.
رفض قاطع
من جانبه عبر النائب عن القائمة العراقية الدكتور أحمد المساري عن رفضه القاطع لمشاركة أي عراقي أو أجنبي بالصراع الدائر بسوريا، واعتبر في تصريحات للجزيرة نت أن ذلك يعد تدخلا بالشأن السوري الداخلي.
وأكد المساري على قناعته بأن ما يحدث بسوريا هو ثورة شعبية ضد الظلم والديكتاتورية "المتمثلة بنظام بشار الأسد، الذي استخدم السلاح لقمع شعبه، مما دفع الثوار للكفاح المسلح من أجل التخلص من النظام الحالي".
وقال إن مشاركة مليشيات عراقية ومقاتلي حزب الله اللبناني والمجاميع الإيرانية التابعة لفيلق القدس إلى جانب النظام السوري ستجر المنطقة لساحة الاقتتال الطائفي.
الحكومة عاجزة
من جهة أخرى قال المحلل السياسي الأبيض إنه لا يعول على الحكومة العراقية في اتخاذ موقف من مشاركة بعض العناصر الشيعية العراقية بالصراع بسوريا، وذلك لانشغالها بما تتعرض له من خروقات وضربات أمنية.
وقد رفض كل المسؤولين في الحكومة أو ائتلاف دولة القانون أو التحالف الوطني التحدث مع مراسل الجزيرة نت الذي حاول التواصل معهم.