جائزة الدوحة.. رسالة تعزيز لحوار الأديان

صورة عامة - مؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان
undefined

أشرف أصلان-الدوحة

خطفت "جائزة الدوحة" الأضواء في اليوم الأول من فعاليات المؤتمر العاشر لحوار الأديان الذي تستضيفه العاصمة القطرية خلال الفترة من 23 حتى 25 من أبريل/نيسان الجاري.

وخلال الجلسة الافتتاحية أُعلن عن فوز الدكتور محمد السماك بالجائزة إلى جانب مؤسسات وشخصيات أخرى أسهمت في مجال حوار الأديان وعرضت تجربتها خلال المؤتمر.

واستهل السماك عرض تجربته بحوار الأديان بالتأكيد على أن الحوار هو فن البحث عن الحقيقة لدى الطرف الآخر, مشيرا إلى أن تغييرات كبيرة حدثت في الجغرافيا السكانية على مدى القرنين الماضيين تجسدت في انتقال أكثر من ثلثي المسيحيين للعيش في الجنوب ذي الأغلبية المسلمة, بينما انتقل ثلثا المسلمين تقريبا للعيش في الشمال.

واعتبر السماك أن هذا التغيير يعني صراعا لا نهاية له أو تعايشا ضروريا لبناء المستقبل. في هذا السياق أيضا اعتبر السماك أن العولمة تحولت "إما إلى عود ثقاب لإثارة التوترات أو جسر تفاهم للعيش المشترك".

ووجه السماك حديثه للعالم الإسلامي قائلا "لا يمكن أن نطلب الشيء وعكسه فلا أستطيع كمسلم أن أطالب الغرب باحترام حقوق الأقليات بينما لا أحترم حقوق الأقليات المسيحية في الدول الإسلامية".

وتحدث الفائز بجائزة الدوحة لحوار الأديان عن الإسلاموفوبيا والهجرة المسيحية من الشرق وقال إن كلاهما يغذي الآخر, معتبرا أن احترام حقوق المسيحيين في المجتمعات الإسلامية أصبح ضرورة للدفاع عن صورة الإسلام.

وفي هذا السياق عرض السماك تجربته في تحقيق التقارب والتواصل بين الأديان في لبنان, مشيرا إلى لجان إسلامية مسيحية للحوار عبر مجلس كنائس الشرق الأوسط.

الدكتور محمد السماك يتسلم الجائزة من وزير العدل القطري عبد الله الغنَّام (الجزيرة نت)
الدكتور محمد السماك يتسلم الجائزة من وزير العدل القطري عبد الله الغنَّام (الجزيرة نت)

المسلمون من أجل السلام
من جهة ثانية, عرضت أزرا إبراهيموفيتش تجربة "مبادرة المسلمين من أجل السلام" وهي مبادرة أسست في جنوب أوروبا عام 2005 على خلفية التوترات التي فجرت الحرب في البلقان وما تبعها من عنف وقتل وتشريد لمئات الآلاف من الأشخاص.

وتحدثت إبراهيموفيتش عن إطلاق مشاريع تربوية وتكثيف العمل عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت للحشد من أجل ثقافة السلام والتعايش.

وكان للمعهد الملكي للدراسات الدينية في الأردن نصيب من الجائزة, حيث ناب عنه كامل أبو جابر بعرض تجربته في حوار الأديان, واستهل حديثه بمطالبات لإطلاق سراح مسيحيين قال إنهم خُطِفوا مؤخرا في ريف حلب بسوريا.

وتحدث عن ما سماها "ورطة" للدول الإسلامية في التعامل مع الغرب, قائلا "غابت البوصلة والمؤشر". وخلص إلى التأكيد على إشاعة ثقافة المحبة والسلام انطلاقا من الأصل الواحد لكل بني البشر.

ولم تقف الجائزة عند ذلك الحد بل نال مؤتمر قادة الأديان الكندي أيضا نصيبه وتحدثت عنه كارن هاميلتون وأشارت إلى جهود مكثفة يبذلها مجلس الكنائس الكندي للحوار مع أطراف مختلفة. وكررت هاميلتون في حديثها الدعوة لانضمام المزيد لجمعيتها لتكريس ثقافة الحوار بين الأديان.

كما شارك بالجائزة أيضا فتح الله جولن من تركيا وكذلك كريم آيت أحمد من المغرب حيث عرضا تجاربهما الذاتية لتكريس ثقافة الحوار.

كارن هاميلتون تدعو لتكريس ثقافة الحوار بين الأديان (الجزيرة نت)
كارن هاميلتون تدعو لتكريس ثقافة الحوار بين الأديان (الجزيرة نت)

يشار إلى أن رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة لحوار الأديان، إبراهيم النعيمي، أوضح أن الجائزة تمنح لأفضل مؤسسة أو شخصية لها مساهمات فعالة أو مشاريع متميزة في مجال حوار الأديان.

ويشرف على الجائزة لجنة أمناء متخصصة مؤلفة من علماء دين (مسلمين ومسيحيين ويهود) بالإضافة إلى مسؤولين من المركز، يساعدهم محكمون من أتباع الديانات السماوية الثلاث من أنحاء العالم. وتبلغ قيمة الجائزة مائة ألف دولار أميركي بالإضافة لميدالية ذهبية.

وتسعى الجائزة لتوسيع مضمون الحوار ليشمل جميع جوانب الحياة المتفاعلة مع الدين، وتوسيع دائرة الحوار لتشمل الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالعلاقة بين القيم الدينية والقضايا الحياتية، بالإضافة إلى توفير وتبادل المعلومات والتجارب الناجحة في التخصصات المتصلة بحوار الأديان وتكريم الشخصيات الأكثر عطاءً وإبداعاً ونشاطاً في هذا المجال.

المصدر : الجزيرة