هل يحسم الإعلام الجديد انتخابات ماليزيا؟

مستخدموا انترنت
undefined

محمود العدم-كوالالمبور

تجمع القوى والأحزاب السياسية بماليزيا على أن مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة الدولية وما بات يعرف بالإعلام الجديد ستكون له الكلمة الفصل في الانتخابات القادمة المقرر إجراؤها في الخامس من مايو/أيار القادم.

ووفقا لإحصاءات حكومية فقد بلغ عدد المسجلين الجدد في سجلات الناخبين لهذه الانتخابات أكثر من ثلاثة ملايين ناخب، يشكلون ربع عدد الناخبين، وهم في غالبيتهم العظمى من الشباب.

إزاء هذه المعطيات أدركت القوى السياسية المتنافسة في الانتخابات أهمية الوصول إلى هذه الشرائح، إذ أكد رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق أن هذه الانتخابات ستكون أولى "انتخابات التواصل الاجتماعي".

وشوهد رئيس الحكومة وعدد من وزرائه وهم ينقلون لمتابعيهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أخبار فعالياتهم ونشاطاتهم في حملاتهم الانتخابية أول بأول.

على الطرف المقابل وفي محاولة لتجاوز عقبة سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام التقليدي، كثفت قوى المعارضة من وجودها على شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات ومواقع الإنترنت، وحاز زعيمها أنور إبراهيم أكبر عدد من المتابعين على صفحته في موقع توتير.

‪يوجانغ: الاهتمام‬ (الجزيرة)
‪يوجانغ: الاهتمام‬ (الجزيرة)

جيل جديد
ووفقا لرئيس التحرير السابق لوكالة الأنباء الوطنية (برناما) أزمان يوجانغ فإن التحالفين المتنافسين في استقطاب الخريطة العرقية للسكان وإدارة الأزمات وخاصة ما يتعلق بالبنية التحتية في البلاد، قد اتفقا في خطابهما الموجه للشعب رغم التباين الجذري في برامجهما الانتخابية، وخاصة خطابهما الموجه لفئة الشباب بالتحديد لأنها تشكل أكثر من ربع عدد الناخبين.

ويضيف يوجانغ في حديث للجزيرة نت أن الاهتمام بالجيل الجديد بدا واضحا من خلال الخطاب الموجه له عبر وسائل الإعلام الجديد، وعبر توجيه رسائل مباشرة من قبل مرشحي التحالفين للشباب بأنهم على تواصل مباشر معهم من خلال المتابعة الحثيثة لمواقع التواصل الاجتماعي.

وتابع أن البرامج الانتخابية للتحالفين المتنافسين ركزت على قضايا تهم الشباب، منها ما يتعلق بتطوير تكنولوجيا المعلومات ورفع مستوى الحياة والأجور والتعليم ومنح فرص للجيل الجديد.

بدوره يرى الصحفي عبد الله بوقس أن عالم الإنترنت يشهد حملة انتخابية حقيقة كما هو الحال على الأرض، وهي حملة تتفق مع متطلبات الجيل الجديد، "إذ تنقل الفعاليات الانتخابية مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب، ويتواصل المرشحون ومديرو الحملات الانتخابية مع الناخبين عبر صفحات خصصت للانتخابات".

ويضيف بوقس في حديثه للجزيرة نت "أن الأمر لم يتوقف على هذا فقط، بل كان انعكاس ذلك أن قائمة مرشحي الحكومة والمعارضة ضمت ما نسبته 30 إلى 40% من الشباب الذين يتم ترشيحهم لأول مرة، في إشارة من كلا الجانبين إلى الاهتمام الذي تحوزه هذه الفئة".

‪بوقس: عالم الإنترنت يشهد حملة انتخابية حقيقة كما هو الحال على الأرض‬ (الجزيرة)
‪بوقس: عالم الإنترنت يشهد حملة انتخابية حقيقة كما هو الحال على الأرض‬ (الجزيرة)

متابعة مباشرة
وعبر عدد من طلاب الجامعات في حديث للجزيرة نت عن اهتمامهم الكبير بأخبار الانتخابات، خصوصا مع سهولة الحصول عليها مع تقنيات ووسائل الاتصال الحديثة، وأوضحوا "أن بإمكانهم التواصل مع المرشحين وانتقاد برامجهم الانتخابية مباشرة، دون الحاجة للقاء بهم عبر الطرق التقليدية".

كما أبدى بعضهم انزعاجا "من وجود كم كبير من الاختلاقات الإعلامية والمعلومات غير الصحيحة التي يتم تناقلها عبر هذه المواقع، مما يدفعهم للبحث بجدٍ عن الحقيقة".

ووفقا لدراسة أعدتها شركات محلية بناء على بيانات حكومية نهاية العام الماضي، فإن عدد مستخدمي الإنترنت في ماليزيا زاد عن 65%، وتتوقع الدراسة أن يرتفع عدد مستخدمي الهواتف الذكية إلى نحو 73% في هذا العام، أما مستخدمو الحواسيب اللوحية فمن المتوقع أن يبلغ عددهم نحو 29% من عدد السكان البالغ نحو 29 مليونا.

المصدر : الجزيرة