قرطبة.. مدرسة تعلم لغة الضاد في برلين

االأنشطة الفنية ضمن الوسائل المستخدمة بالمدرسة لربط تلاميذها بلغة الضاد . الجزيرة نت
undefined

خالد شمت–برلين

تقدم مدرسة قرطبة التي أسست عام 1995 ضمن ما يطلق عليه مدارس نهاية الأسبوع بالعاصمة الألمانية برلين, تجربة فريدة في تدريس اللغة العربية للعرب والأتراك والألمانيين والأطفال من أسر ذات أصول مختلطة.

وتقول مديرة المدرسة نهلة تيليخ إن نجاح مدرستها يعكسه تطورها خلال ثمانية عشر عاما مضت من مجرد حلقات تدريس بسيطة تضم أعدادا محدودة من التلاميذ, إلى مدرسة لها أربعة فروع تتوزع على أحياء كرويتسبيرغ وودينغ وشبانداو بجنوبي ووسط وشمالي برلين.

وتقدر إحصائيات رسمية أن عدد الناطقين بلغة الضاد في ألمانيا يتجاوز 800 ألف شخص, وتمثل مدرسة قرطبة واحدة من مشروعات عديدة أسست لتعليم العربية في العاصمة الألمانية التي يزيد عدد العرب فيها عن 150 ألف نسمة من بين إجمالي عدد سكانها البالغ 3.5 ملايين نسمة.

وأشارت مديرة مدرسة قرطبة إلى أن المدرسة تعد أكبر مؤسسة متخصصة في تدريس اللغة العربية بألمانيا, وفي تأهيل معلمي مدارس نهاية الأسبوع للغة الضاد.

ولفتت تيليخ -في مقابلة مع الجزيرة نت خلال المهرجان الثقافي السنوي للمدرسة- إلى أن أكثر من 1500 تلميذ يدرسون بمدرستها يعكسون التنوع الثقافي الموجود بالعاصمة الألمانية، عبر تعدد أصولهم بين العربية والتركية والألمانية, وانتماء كثير منهم لأسر مختلطة الجنسيات.

المدرسة تلتقي بأولياء الأمور مرتين سنويا(الجزيرة نت)
المدرسة تلتقي بأولياء الأمور مرتين سنويا(الجزيرة نت)

مضمون إسلامي
وأوضحت أن المناهج التي تدرس لهؤلاء التلاميذ أعدها خبراء تربويون خصيصا للناشئة ببلاد غير ناطقة بالعربية، ولفتت إلى أن هذه المناهج تماثل مناهج العربية التي تدرس كلغة غير أساسية بالمدارس الرسمية الألمانية، وذكرت تيليخ أن ثلاثة أرباع وقت التدريس الأسبوعي البالغ أربع ساعات بمدرسة قرطبة يركز على اللغة العربية بالدرجة الأولى ويوظف المضمون الإسلامي الموجود بمناهجه  لخدمة اللغة العربية.

وتمول مدرسة قرطبة أنشطتها بشكل ذاتي عبر رسوم شهرية يسددها أولياء أمور تلاميذها، ويشير خميس كرت -أحد المشرفين على المدرسة- إلى أن المهرجان السنوي الثقافي الذي تقيمه المدرسة مرة كل عامين يتم تمويله من تبرعات مؤسسات تجارية وخدمية عربية في برلين.

وقال كرت إن المدرسة طلبت دعمها من ممثلية الجامعة العربية في برلين باعتبار أن دعم تدريس اللغة العربية خارج بلادها يقع ضمن مسؤوليات الجامعة العربية. وأشار إلى أن هذا الطلب لم يجد أي صدى لأن ممثلية الجامعة العربية لديها أجندة اهتمامات أخرى بالعاصمة الألمانية.

وحددت مديرة مدرسة قرطبة هدف عملية التدريس فيها وهو الموازنة بين تعليم التلاميذ للغة العربية وإعدادهم ليكونوا مندمجين وفاعلين بالمجتمع الألماني، وأوضحت أن هذا يتم من خلال استحداث أنشطة غير تقليدية تمزج بين الرحلات والمسابقات والفعاليات الثقافية والفنية، وأشارت إلى أن هذا يتم أيضا بواسطة دورات تقام مرتين سنويا لتطوير القدرات التربوية والتعليمية للمعلمين.

ويهدف المهرجان الذي تقيمه المدرسة مرة كل عامين لتأصيل القيم الدينية في نفوس ألف تلميذ يشاركون فيه، من خلال تعريفهم بسيرة الرسول محمد -صلي الله عليه وسلم- وما تضمنته من قيم تحث على التسامح والتعاون والرحمة والانفتاح على جيرانهم وزملائهم بالمجتمع الذي يعيشون فيه.

وأشارت تيليخ إلى حرص المدرسة على التواصل مع أولياء أمور تلاميذها ودمجهم بأنشطتها, من خلال لقاءين يعقد الأول ببداية العام الدراسي ويعرفون فيه بالمناهج، ويجرى الثاني بنهاية العام الدراسي ويطلعون خلاله على مستوى أبنائهم.

المصدر : الجزيرة