إخوان الأردن يعيدون تشكيل قيادتهم

من مسيرة للاخوان الاردنيين - تقرير/ علاقة الإخوان بالدولة
undefined

محمد النجار-عمان
 
كشفت مصادر قيادية بارزة في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن أن هناك توجها لإعادة تشكيل المكتب التنفيذي للجماعة الذي يسيطر عليه ما يعرف بـ "تيار الصقور" ليضم عددا من قيادات ما يعرف بـ"تيار الحمائم".

ووفق المصادر التي تحدثت للجزيرة نت فإن هناك توافقا أوليا بين قيادات التيارين على إعادة تشكيل المكتب بعد أقل من عام على انتخابه في مايو/ أيار الماضي، وهو المكتب الذي سيطرت عليه أغلبية من "تيار الصقور" بعد إعادة انتخاب الدكتور همام سعيد مراقبا عاما للجماعة لدورة ثانية وأخيرة العام الماضي.

وتحدثت المصادر عن أن اجتماعات مكثفة عقدت في الأسابيع الأخيرة بين قيادات من التيارين انتهت إلى التوافق على إعادة تشكيل المكتب التنفيذي مع بقاء الدكتور همام سعيد مراقبا عاما للجماعة، على أن يستقيل عدد من أعضاء المكتب الحاليين ويحل مكانهم أعضاء من "تيار الحمائم".

ووفق مصدر في قيادة الجماعة الحالية -فضل عدم ذكر اسمه- فإن الأمر سيتم من خلال طرح مبادرة من المراقب العام على اجتماع طارئ لمجلس الشورى -أعلى هيئة قيادية في الجماعة- يرجح أن تنعقد نهاية الأسبوع الجاري، ويقترح إعادة تشكيل المكتب التنفيذي والأسماء التي ستدخله.

المراقب العام للجماعة الدكتور همام سعيد أكد للجزيرة نت أن مبادرة إعادة تشكيل المكتب "ستطرح خلال أيام على مجلس الشورى، ونأمل الموافقة عليها".

وتابع "الهدف من المبادرة إشراك كافة الإخوان في قيادة الجماعة وأن يكونوا شركاء في القرار".

تأتي هذه المبادرة في وقت تمر فيه الجماعة بجدل داخلي منذ انتخاب القيادة الحالية العام الماضي والتي رفض (تيار الحمائم) الدخول فيها 

استقالات
وعلمت الجزيرة نت أن عددا من أعضاء المكتب التنفيذي أبدوا استعدادهم للاستقالة من المكتب لإنجاح المبادرة، بينما تحدث مصدر عن أن إعادة التشكيل قد لا تشمل موقع زكي بني ارشيد النائب الأول للمراقب العام، في حين لم تؤكد مصادر عدة اتصلت بها الجزيرة نت عدد أعضاء "تيار الحمائم" الذين سيمثلون في المكتب الجديد وسط معلومات ترجح دخول ثلاثة إلى أربعة أعضاء للمكتب الجديد.

وتأتي هذه المبادرة في وقت تمر فيه الجماعة بجدل داخلي منذ انتخاب القيادة الحالية العام الماضي والتي رفض "تيار الحمائم" الدخول فيها وقتها لاعتراضات منه على ما اعتبره استحواذ "الصقور" على مختلف المواقع القيادية في الجماعة.

كما تأتي بعد أشهر قليلة من جدل داخلي واسع إثر طرح عدد من قيادات "تيار الحمائم" مبادرة عرفت باسم "مبادرة زمزم" أعلنوا فيها رؤيتهم للإصلاح في الأردن نظرت إليها القيادة الحالية للجماعة على أنها غير شرعية وعممت على مختلف أطر الجماعة بعدم التعاطي معها وعملت على حصارها، لكنها رفضت أي طروحات من قيادات في "تيار الصقور" بمعاقبة قيادات "زمزم" بأي شكل وتركت الأمر للجدل الداخلي.

‪سالم الفلاحات: هناك اتفاق على إزالة الخلافات‬   سالم الفلاحات: هناك اتفاق على إزالة الخلافات (الجزيرة نت- أرشيف) 
‪سالم الفلاحات: هناك اتفاق على إزالة الخلافات‬   سالم الفلاحات: هناك اتفاق على إزالة الخلافات (الجزيرة نت- أرشيف) 

مبادرة
وأكد المراقب الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين سالم الفلاحات للجزيرة نت وجود مبادرة المراقب العام وقرب الإعلان عن إعادة تشكيل المكتب التنفيذي وانضمام قيادات من "تيار الحمائم" إليه.

ولفت إلى أن هناك توافقا بين مختلف مكونات الجماعة، ودعما من كافة أفراد الصف فيها لإزالة الخلافات بالتفاهم والذي سيتم قريبا عن طريق إعادة تشكيل المكتب التنفيذي بناء على تفاهمات ستتضح معالمها خلال أيام.

وأبدى الفلاحات أمله بأن تلقى مبادرة المراقب العام والتي تنص على بقائه في موقعه موافقة من غالبية أعضاء مجلس الشورى.

وذكر بحديث للمراقب العام الماضي عند انتخاب المكتب التنفيذي الحالي بأن المكتب مفتوح للجميع، وأن ما يحدث اليوم تنفيذ لما طرحه المراقب ورغبة من كل الأطراف بتوحيد الصف.

ولم يخف الفلاحات أهمية عامل التوقيت لإعادة تشكيل المبادرة الحالية وسط حالة من التوتر والخلاف بين الجماعة والنظام الملكي، على خلفية مقاطعة الجماعة للانتخابات البرلمانية التي أجريت قبل شهرين ورفضها لمسار الإصلاح الذي يتبناه الملك، وإصرارها على إجراء تعديلات على مواد في الدستور تطال صلاحيات الملك فيما يتعلق بتشكيل الحكومات وإقالتها وحل البرلمان.

وعن استمرار الخلافات مع تيار "مبادرة زمزم" وما تصفه قيادات إخوانية بوجود "تبن من الإعلام الرسمي لها" قال الفلاحات إنه ورغم معارضته للمبادرة وتوقيتها فإنه لا يشك بإخلاص القائمين عليها.

وذهب للقول إن الإعلام الرسمي وجهات رسمية تحارب الحركة الإسلامية و"مبادرة زمزم" على حد سواء "لأن النظام يعادي الإصلاح الحقيقي أيا كان مصدره"، وتابع "النظام وإعلامه يحاولان الاستثمار في المبادرة من خلال سعيه لشق الجماعة".

المصدر : الجزيرة