الموت جوعا في مخيم اليرموك بدمشق

أسواق مخيم اليرموك فارغة ولا يجد الناس ما يأكلون
undefined
 
سلافة جبور-دمشق
 
أحدث أساليب القتل التي يمارسها النظام السوري هي القتل بالحصار والجوع على سكان مخيم اليرموك لهؤلاء اللاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق، حيث قتل 18 من سكان المخيم جوعا، وكان آخرهم الشاب قاسم المغربي (15 عاما) الذي لم يحتمل قسوة الحصار والجوع فأسلم روحه إلى بارئها.

وتشير إحصائيات الناشطين في ريف دمشق، إلى أن ما يزيد عن 50 ألف مدني محاصرين في المخيم من قوات النظام وعناصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل، ومهددون بأن يلقوا نفس مصير قاسم ومن سبقوه، وسط صمت المجتمع الدولي وعجز منظمات الإغاثة عن الوصول للمخيم وتقديم المساعدة.

ومع مساع للهدنة لم تتكلل حتى الآن بالنجاح، تنطلق صرخات أهالي المخيم من نساء وأطفال وشباب ورجال، مطالبة العالم بأن يتحرك وينهي مأساتهم المستمرة منذ حوالي ستة أشهر.

‪‬ في مخيم اليرموك من لم يمت بالقصف مات جوعا تحت الحصار(دويتشه فيلله-أرشيف)
‪‬ في مخيم اليرموك من لم يمت بالقصف مات جوعا تحت الحصار(دويتشه فيلله-أرشيف)

توفي المغربي الأربعاء الماضي بعد أن حرم من الطعام لأسبوعين، رغم محاولات حثيثة من الأطباء في مشفى فلسطين في مخيم اليرموك لإنقاذه، دون جدوى، وذلك وفق المسؤول الإعلامي في مجلس قيادة الثورة في دمشق محمد أبو شام.

ويقول أبو شام للجزيرة نت، إن "قاسم بقي لمدة يومين في مشفى فلسطين، وحاول الكادر الطبي هناك إنقاذه بالوسائل البسيطة المتوافرة بين أيديهم، لكن دون طائل، فجسد قاسم لم يستجب لمحاولات الأطباء، وفارق الحياة".

وعن الوضع داخل المخيم يحدثنا أبو شام فيقول، إن انعدام المواد الغذائية والطبية الأساسية يزيد الوضع سوءاً يوماً بعد يوم، ويضيف "كان من الممكن تجنب الكثير من حالات الوفاة التي حدثت بسبب الجوع والمرض لو توافرت بعض المواد الأساسية، لكن انعدام أبسط مقومات الحياة أودى وسيودي بحياة الكثيرين".

فعاليات
إلا أن معاناة المدنيين المحاصرين في المخيم لم تدفع بهم إلى اليأس رغم خذلان دول العالم والمنظمات الإنسانية لهم، فهم ما زالوا يطالبون وبشكل يومي بأبسط حقوقهم، وهي الطعام والشراب والدواء والدفء.

فقد خرج الثلاثاء الماضي عشرات الأطفال من روضة الأمل داخل المخيم في مظاهرة هتفوا فيها "جوعانين. بدنا ناكل". ويقول أبو شام إن تلك المظاهرة نظمها نشطاء بالتعاون مع بعض الجمعيات الأهلية في المخيم كنوع من كسر القالب التقليدي في مطالبة الأهالي لفك الحصار.

‪‬ نقص حاد بالمواد الغذائية والطبية لدي المحاصرين بمخيم اليرموك(الجزيرة-أرشيف)
‪‬ نقص حاد بالمواد الغذائية والطبية لدي المحاصرين بمخيم اليرموك(الجزيرة-أرشيف)

وفي حركة مشابهة، نظم ناشطون من المخيم مطلع الشهر الحالي اعتصاماً أطلقوا عليه "معركة الأمعاء الخاوية" أعلنوا فيه إضرابهم عن الطعام وحملوا أطباقا وأوعية طعام فارغة تعبيراً عن نفاد الغذاء، أسوة بالمعارك التي تحمل الاسم ذاته ويخوضها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، للضغط على إدارات السجون لتحقيق مطالبهم.

ويقول المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في دمشق وريفها فاروق الرفاعي للجزيرة نت، إن الفائدة من معركة الأمعاء الخاوية هي إيصال فكرة للعالم أن الشعب المحاصر في المخيم يستحق الحياة، وبالرغم من كل ما يقاسيه المحاصرون من قصف وقنص وأوضاع معيشية سيئة، إلا أنهم قادرون على تنظيم الاعتصامات والمظاهرات، ويضيف "إنها ببساطة رسالة تحد للخارج".

لكن، لا يبدو أن كل ذلك يجد آذانا صاغية، فجميع المحاولات لإدخال المساعدات الإنسانية لمخيم اليرموك والمنطقة الجنوبية باءت بالفشل، ويقول أبو شام "نقل بعض النشطاء عن رئيس قافلة حملة الوفاء الأوروبية أن مساعدات غذائية ستدخل إلى المخيم اليوم الجمعة، لكننا ما عدنا نصدق أياً من تلك الوعود".

ووفق أبو شام، حصل سكان المنطقة الجنوبية على الكثير من الوعود مسبقاً من تلك الحملة وغيرها، لكن تلك المساعدات مُنعت من الدخول من قبل النظام والميلشيات التابعة له.

المصدر : الجزيرة