طلبة جامعة البعث.. رحلة موت بين حماة وحمص

صورة للباب الرئيسي لجامعة البعث ويظهر الحاجز الذي أمامه - الجزيرة نت
undefined

يزن شهداوي-حماة

كان يكفي زين -أحد طلاب جامعة البعث بحمص– أن تعتقله القوات النظامية، لتقلب حياته رأسا على عقب وتحوله من طالب بكلية الهندسة ينتظره مستقبل واعد, إلى عاطل عن العمل. واعتقل زين -وهو من أهالي مدينة حماة– من جامعته على خلفية نشاطه في المظاهرات الجامعية مع بدايات الثورة السورية.

لم يعد باستطاعة زين -كما يقول- إكمال مراحله الدراسية بسبب "الفيشة" (ملف أمني)، والتي تعني بأنه بات من أصحاب السوابق السياسية واسمه موجود على حواجز النظام، وتخوف زين لم يأت من فراغ فهو اعتقل وضرب لدى مروره على أحد حواجز النظام بسبب هذه "الفيشة".

ولرصد واقع معاناة الطلبة من حماة إلى جامعة البعث في حمص، رافقت الجزيرة نت عددا من الطلاب برحلة محفوفة بالمخاطر من حماة إلى حمص لرصد "طريق الموت" كما يصفها الطلبة.

عبرنا حاجز دوار النسر على طريق مدينة سلمية في طريقنا إلى حمص، ليستوقفنا حاجز الأمن العسكري ويطلب الهويات وبيانات الاسم، للتأكد من وضعنا الأمني عبر لاسلكي كان يحمله مع سلاحه الموجه للسيارة التي كنا فيها، وبعدها ضرب السيارة بقدمه بطريقة فظّة، ما يعني أنه باستطاعتنا إكمال الطريق بسلام.

وتقول طالبتان كانتا معنا في السيارة إن بعض الحواجز يطلب عناصرها منهما الهويات الشخصية, في حين أن عناصر حواجز أخرى وخاصة عند مداخل حمص كانوا يتعمدون التدقيق بصور الطالبات في الهويات، ومضايقتهن ببعض "نظرات التحرش"، حسب وصفهما.

حركات طلاب حماة مراقبة بدقة في جامعة البعث بحمص (الجزيرة)
حركات طلاب حماة مراقبة بدقة في جامعة البعث بحمص (الجزيرة)

السرقات والمُخبرات
ومن خلال حديثنا مع الطلبة في طريقنا إلى جامعة البعث قالوا لنا إن عناصر أحد الحواجز عند مدخل حمص، قاموا  بإنزال الطلاب مع سائق السيارة عدة مرات وضربهم وشتمهم دون سبب أو سابق إنذار، كما قام العناصر بسرقة هواتفهم الخليوية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.

والأنكى من ذلك ما رواه أحمد -أحد الطلاب- من أن عناصر الحاجز قاموا بسرقة طعامه الذي كان من المفترض أن يكفيه مدة إقامة دراسته الأسبوعية في حمص، لحين عودته لأهله في حماة.

وأفاد أحد الطلبة الناشطين في جامعة البعث، بأن أكثر من 50% من طلبة حماة توقفوا عن دراستهم بسبب هذه الحواجز وتصرفات عناصرها وممارساتهم ضد الطلبة، وأيضا بسبب مخاطر الطريق واحتمالات الاعتقال أو القتل من قبل اللجان الشعبية وشبيحة النظام على الطريق.

وتحدث الناشط أن معاناة طلبة حماة تبدأ في التدقيق بالهويات، ولا تنتهي مع مراقبة لصيقة لكل حركة يقوم بها طلاب حماة، المحافظة المعروفة بمعارضتها للنظام.

وختم الناشط حديثه بالإشارة إلى وجود طالبات "مُخبرات" مؤيدات للنظام يعملن لصالح الأفرع الأمنية عبر الوشاية بالطلبة وتقديم معلومات عن نشاطاتهم في الثورة، مما تسبب باعتقال مئات منهم وخصوصا من حماة.

المصدر : الجزيرة