مستودعات مهين بيد الثوار وجيش الأسد ينكر


الجزيرة نت-ريف حمص

شكلت سيطرة الجيش السوري الحر على مستودعات الذخيرة ببلدة مهين بريف حمص الشرقي، والتي تعد ثاني أكبر مستودعات إستراتيجية يملكها الجيش النظامي، ضربة موجعة -على ما يبدو- للنظام ، وخصوصا أن الأخير سارع بنفي هذا الموضوع مؤكدا استعادته لمستودعات الذخيرة.

وبث ناشطون صورا على موقع التواصل الاجتماعي (يوتيوب) تظهر المستودعات وهي فارغة كليا من الذخيرة والسلاح، تلاها مشاهد لتفجير المباني.

ولاستقصاء حقيقة الموضوع وما حصل فعلا على الأرض وسبر أغوار معركة استمرت نحو أسبوعين وانتهت بسيطرة الجيش الحر على مستودعات الذخيرة والسلاح، تحدثت الجزيرة نت مع أحد القادة الذين شاركوا بالمعارك، فأوضح أن جميع المستودعات تم إخلاؤها من الذخيرة بشكل كامل.

وأضاف أن الصور التي يبثها جيش النظام للمستودعات هي تصوير لصناديق فارغة، أو لصناديق معبأة أتوا بها إلى المنطقة لأنه لم يبق بالمستودعات سوى خشب الصناديق، فجرت لاحقا.

خداع النظام
أما أبو عبد الرحمن الحمصي، عضو المكتب الإعلامي للواء أنصار حمص أحد الفصائل العسكرية المشاركة بالمعركة، فرأى أن سبب نجاح العملية تمثل بسريّتها ودقة تنفيذ المناورات التي أجرتها الفصائل العسكرية المختلفة لخداع جنود النظام.

صناديق الذخيرة بمستودعات مهين بعد إفراغها من محتواها (الجزيرة)
صناديق الذخيرة بمستودعات مهين بعد إفراغها من محتواها (الجزيرة)

فقد استطاع الجيش الحر السيطرة على قرية "حوارين" ثم "صدد" المتاخمتين لبلدة مهين، الأمر الذي أدى لمحاصرة المستودعات، وبعد يومين من الحصار استهدف الحر  بالدبابات والمدفعية المستودعات حتى دمرها بشكل كامل، فأصبح التحرك لاقتحامها سهلا، وفق ما يكشف الحمصي للجزيرة نت تفاصيل الاقتحام.

ويتابع أنه في هذه الأثناء دمرت مجموعة من مقاتلي حركة أحرار الشام حاجز "البصيرة" والذي يعد بعيدا نسبيا عن مهين، ما أدى إلى إرباك الجيش النظامي.

ارتباك النظام
ويشرح الارتباك الذي حل بصفوف قوات النظام، بالقول إن "جيش الأسد لم يستطع معرفة الهدف الحقيقي من العملية، هل هو المستودعات بحد ذاتها؟ أم ضرب القريتين بغرض فتح طريق للغوطة الشرقية؟".

واستغل الثوار هذا "التشتت والارتباك الواضحينْ" لدى قوات الأسد، فتقدموا نحو المستودعات واستطاعوا الوصول إلى مسافة قريبة جدا من جهة الشرق وساعدهم على ذلك الضباب الكثيف الذي كان يخيم على المنطقة ذلك اليوم، حيث تم تدمير آخر نقطتي تمركز لجيش النظام. وفق الحمصي.

أما عن رد فعل النظام حول هذا الهجوم المباغت للثوار على المستودعات، فيشير الحمصي إلى أن النظام "جن جنونه" وحاول التقدم  إلى المنطقة بأكثر من رتل ومعظمها من جهة صدد، التي كان قد سيطر عليها وجعلها محورا لعملياته وتجمعاته.

مراسل شبكة شام بمنطقة القلمون تيم القلموني: عدد قتلى جنود النظام بمعركة السيطرة على مستودعات الذخيرة بمهين تجاوز الخمسمائة

في هذه الأثناء -يواصل الحمصي- لم يتوقف الطيران الحربي عن الإغارة على المنطقة ليلا أو نهارا، حيث استخدم الطيارون الصواريخ الموجهة بكثافة لاستهداف أي شيء يتحرك، كما أن طبيعة المنطقة الجغرافية ساعدت جيش الأسد على قطع الطرقات.

500 قتيل
مراسل شبكة شام بمنطقة القلمون المجاورة، يؤكد أن عدد قتلى جنود النظام في المعركة تجاوز خمسمائة مقاتل.

ويضيف تيم القلموني للجزيرة نت أنه منذ سيطرة الثوار على مهين بدأ النظام بإرسال تعزيزات لاستعادتها، فأرسل تعزيزات من طريق "الفرقلس" وطريق صدد، إلا أن الكتائب المقاتلة كانت تستهدف الأرتال قبل وصولها. وعمد النظام أيضا إلى قصف المنطقة بكثافة حتى أنه استخدم صواريخ أرض أرض.

وبالنسبة لتوقيت اقتحام المستودعات، يقول القلموني إن توقيت العملية أسهم في نجاحها حيث إنه ترافق مع المعارك العنيفة لحزب الله بجنوب دمشق والمعارك الدائرة مع قوات النظام بحلب، فبذلك تعذر على النظام سحب جنوده من تلك الجبهات إلى مهين. إضافة إلى عامل المفاجأة، فكانت عملية محاصرة المستودعات واقتحامها مباغتة للنظام.

ويختم القلموني بالقول إن معركة مهين انتهت، ولا فائدة من بقاء الثوار في المنطقة بعدما أخرجوا الذخائر ووزعوها على أهم الجبهات في سوريا.

المصدر : الجزيرة