الوصول للتحرير ورابعة: إنجاز لمعارضي الانقلاب

Supporters of ousted Egyptian president Mohamed Morsi flash a four finger symbol, known as "Rabaa", which means four in Arabic, to remember those killed in the crackdown on the Rabaa al-Adawiya protest camp in Cairo earlier in the
undefined
أنس زكي
 
رغم أن المظاهرات المعارضة للانقلاب لم تتوقف منذ حدوثه في 3 يوليو/تموز الماضي، حيث تتواصل في العاصمة القاهرة والعديد من المدن بل والقرى بشكل شبه يومي، فإن نجاح المتظاهرين في الوصول أو حتى الاقتراب من ميدان التحرير وسط القاهرة وميدان رابعة العدوية ومحيط وزارة الدفاع في شرقها يمثل تطورا لافتا وإنجازا معنويا بالنسبة لمعارضي الانقلاب.
 
فعلى مدى ثلاثة أشهر لم يتوقف مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي عن التظاهر تمسكا بشرعيته ورفضا للانقلاب الذي قام به قائد الجيش عبد الفتاح السيسي بدعم من قوى سياسية ودينية، واستمرت التظاهرات حتى بعد التدخل العنيف لقوات الجيش والشرطة من أجل فض اعتصام مؤيدي مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقوة، مما أدى إلى مقتل المئات وإصابة واعتقال الآلاف.

ومنذ الأيام الأخيرة قبل عزل مرسي كان ميدان التحرير قد أصبح مركزا لتظاهرات معارضيه، فيما استقر المؤيدون في رابعة العدوية والنهضة بشكل أساسي، ولذلك حرصت السلطة الجديدة على تأمين الميدان الواقع في قلب القاهرة والحيلولة دون قدوم مؤيدي مرسي إليه، خصوصا أنه يتمتع برمزية هائلة تتمثل في أنه كان القلب النابض لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي نجحت في خلع الرئيس حسني مبارك بعد ثلاثة عقود قضاها في السلطة.

وتكرر الأمر مع ميدان رابعة، فبعد فض الاعتصام في 14 أغسطس/آب الماضي، أصبح الميدان على غرار التحرير، أشبه بثكنة عسكرية، لا يسمح لأنصار مرسي بالاقتراب منها مجددا ناهيك عن الاعتصام بها، وشهد ميدان النهضة إجراءات مماثلة وإن بشكل مخفف نتج عن كون الميدان يقع أمام جامعة القاهرة التي شهدت في الأيام الماضية بدء الدراسة ومعها بدء التظاهرات الطلابية.

بدا إصرار السلطة الحالية على منع مؤيدي مرسي من بلوغ هذه الأماكن واضحا، حيث أطلقت آليات عسكرية الرصاص وقنابل الغاز على مسيرات كانت قادمة إلى ميدان التحرير
رغم الصعاب
وبالنظر إلى هذه المعطيات، يتضح الإنجاز الذي نجح مؤيدو مرسي في تحقيقه هذا الأسبوع عندما وصلوا أو اقتربوا من ميداني التحرير ورابعة العدوية فضلا عن محيط وزارة الدفاع الثلاثاء الماضي، ثم كرروا الأمر بنجاح أكبر وأعداد أكثر اليوم الجمعة، وذلك رغم مواجهتهم سواء بقوات الأمن التي أطلقت عليهم الرصاص الحي عند ميدان التحرير أو بمواطنين "مجهولين" بالقرب من وزارة الدفاع.

وبدا إصرار السلطة الحالية على منع مؤيدي مرسي من بلوغ هذه الأماكن واضحا، حيث أطلقت آليات عسكرية الرصاص الحي إضافة إلى الغاز المسيل للدموع على مسيرات كانت قادمة إلى ميدان التحرير عبر الكورنيش وميدان عبد المنعم رياض وجسر الجلاء، في حين انتشرت أعداد كبيرة من عناصر الجيش والشرطة حول مسجد رابعة العدوية، وتكفل بحماية وزارة الدفاع مجهولون يصفهم معارضو الانقلاب بالبلطجية بينما يصفهم مؤيدوه بالمواطنين الشرفاء.

ويؤكد المحلل السياسي أحمد حسن الشرقاوي أن نجاح معارضي الانقلاب في الوصول إلى ميدان رابعة يمثل دلالة رمزية مهمة، لأن الميدان كان المقر الرئيسي لاعتصامهم على مدى عدة أسابيع كما أنه شهد مقتل المئات وإصابة الآلاف منهم في عملية فضه على يد الجيش ولذلك تمثل عودتهم للتظاهر فيه رسالة قوية للسلطة الحالية بأنهم مصرون على كسر الانقلاب واستعادة الشرعية مهما حدث.

رئيس حزب الأصالة إيهاب شيحة اعتبر أن وصول المتظاهرين إلى هذه الميادين يؤكد مجددا كسر حاجز الخوف لدى المصريين 
إرباك الانقلاب
وأضاف الشرقاوي وهو منسق حركة صحفيون ضد الانقلاب، أن وصول المتظاهرين إلى محيط وزارة الدفاع يشير لرمزية أخرى مهمة، في إشارة إلى أن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي هو من قام بالانقلاب على رئيسه الشرعي، وهو من يفترض أنه يدير البلاد الآن رغم تعيينه رئيس المحكمة الدستورية رئيسا مؤقتا.

وبدوره، قال المحلل السياسي سليم عزوز للجزيرة إن محاولة دخول التحرير ورابعة والاقتراب من وزارة الدفاع أربك سلطات الانقلاب كثيرا، خصوصا أن أعداد المتظاهرين اليوم كانت كبيرة "وليس مجرد مئات مثلما يردد إعلام الانقلاب"، وأضاف أن تطورات اليوم تصب في توقع مظاهرات ساخنة الأحد المقبل في ذكرى انتصار السادس من أكتوبر.

أما رئيس حزب الأصالة إيهاب شيحة فاعتبر أن وصول المتظاهرين إلى هذه الميادين يؤكد مجددا كسر حاجز الخوف لدى المصريين واستمرار المسيرة التي بدؤوها في ثورة يناير/كانون الثاني 2011، مضيفا للجزيرة أن التظاهرات المتواصلة تؤكد أن المصريين شبابا وشيوخا مصرون على كسر الانقلاب.

ويبقى أن وصول معارضي الانقلاب إلى هذه الميادين الرئيسية سبب إزعاجا حقيقيا للسلطة الحالية، كان من بين مظاهره قرارها بإغلاق ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية الرئاسي أمام حركة السيارات حتى الاثنين المقبل، وهي خطوة بررها مصدر عسكري بـ"الاحتفالات المقرر إقامتها بالميادين في ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر" في حين يعتقد معارضو الانقلاب غير ذلك.

المصدر : الجزيرة