السياحة العلاجية في العالم.. آمال ومخاوف

صورة عامة من قاعة المؤتمر
undefined

طارق أشقر-كوالالمبور

وصف المواطن الأفغاني عبد المنان محمد حيدر، المقيم في إحدى دول الخليج العربية، رحلته للاستشفاء من مشكلات عدم انتظام دقات القلب بـ"الطويلة والشاقة" نظرا لما عاناه من حيرة بشأن تشخيص حالته حتى انتهى به المطاف إلى ماليزيا على أمل الحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب وبتكاليف مالية معقولة.

وتعبّر فتاة يمنية بماليزيا رفضت ذكر اسمها عن مخاوفها من أن يؤدي شغف دول الاستشفاء الآسيوية بتفعيل السياحة العلاجية بها "إلى تراجع أخلاق المهن الطبية بسبب استهداف الربحية عبر إطالة مدة الإقامة بالمستشفيات الخاصة والإكثار من التحاليل والفحوصات مما قد يرهق المريض مالياً".

وقد استندت في ذلك على تجربة شخصية لها بإحدى الدول الآسيوية سبق أن تعرضت فيها إلى حادث سير أرسلها مرافقوها على أثره إلى مستشفى خاص فخرجت بموجب تلك التجربة بانطباعاتها ومخاوفها من خطورة الترويج التجاري للاستشفاء بالخارج.

هاتان التجربتان التقت الجزيرة نت بصاحبيهما على هامش الملتقى العالمي الثاني للسياحة العلاجية في ماليزيا الذي اختتم أعماله أمس الأربعاء في كوالالمبور والذي كشفت أوراق العمل فيه عن نمو نسبة الطلب على الاستشفاء بالخارج على مستوى العالم بنسبة تتراوح ما بين 20% و30% سنوياً.

‪عبد الرحيم عبد الواحد توقع تنامي حجم السياحة العلاجية‬ (الجزيرة)
‪عبد الرحيم عبد الواحد توقع تنامي حجم السياحة العلاجية‬ (الجزيرة)

توقعات
وتفيد التوقعات الصادرة عن المؤتمر ببلوغ حجم العائد من السياحة العلاجية لدول الاستشفاء 130 بليون دولار بحلول عام 2015 موزعة على عدد من وجهات السياحة الطبية وهي البرازيل وكوستاريكا والهند وكوريا وماليزيا والمكسيك وسنغافورة وتايلند وتايوان وتركيا والولايات المتحدة الأميركية.

كما أشارت الإحصائيات إلى أن حوالي 10 ملايين شخص في العالم تلقوا العلاج خارج بلدانهم خلال عام 2010، في حين يبلغ حجم قطاع السياحة العلاجية بالعالم حوالي مائة مليار دولار أميركي سنوياً، في ظل ازدياد عدد السكان غير المؤمن عليهم عالميا وزيادة عدد المسنين وتفاوت مستوى تطور الخدمات الطبية.

وفي ورقة بعنوان الحكومات العربية والسياحة العلاجية، أرجع رئيس مجموعة "ميديا هب أنترناشونال" الإماراتية الدكتور عبد الرحيم عبد الواحد دوافع اختيار العرب لمحطات السياحة العلاجية بالخارج لعدة أسباب بينها سيادة فكرة الطبيب الأجنبي أفضل من الطبيب العربي، ونقص بعض تقنيات معالجة الأمراض الصعبة بالمنطقة العربية.

وتوقع عبد الواحد أن يبلغ حجم صناعة السياحة الطبية في الشرق الأوسط ملياري دولار أميركي بحلول 2016 وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية وزيادة فترات الانتظار خاصة في أميركا وأوروبا مع انخفاض تكاليف العلاج الطبي في دول الشرق الأوسط مثل ماليزيا وغيرها.

وقال إن دول مجلس التعاون تنفق على كل مريض بين 100 و500 ألف دولار أميركي في بعض الحالات، في وقت يبلغ إجمالي نفقات دول المجلس على العلاج بالخارج 91.8 مليار درهم إماراتي (نحو 25 مليار دولار).

فجوة
وفي رده على سؤال للجزيرة نت عن مدى إمكانية تضييق الفجوة بين استهداف الربحية والإيفاء بقسم اليمين الطبي الهادف للحفاظ على أخلاق الممارسة الطبية، أكد عبد الواحد أن الحرص على مبدأ الشفافية والمتابعة الدقيقة من الجهات الصحية والطبية المختصة هو الفيصل في هذا الجانب.

وحذر عبد الواحد من لجوء بعض المستشفيات في بعض دول الاستشفاء الخارجي إلى استغلال تسهيلات التأمين الطبي والصحي في تحقيق المزيد من المكاسب المالية مما قد يضر بالسياحة العلاجية على المدى البعيد، داعيا للحرص على الشفافية في المجال الطبي على وجه الخصوص.

المصدر : الجزيرة