فرص ضئيلة لاستقبال لاجئي سوريا بألمانيا
كثير من السوريين يتكبدون الكثير من المخاطر بينها ركوب البحر للوصول إلى ألمانيا، لكن الأبواب تبدو مؤصدة أمام غالبيتهم، حيث تضع الحكومة معايير وشروطا لقبول اللاجئين، بينما يقتصر حق الإقامة الإنسانية على من لديهم أقارب يعيشون في البلاد.
وقد ناقشت وزارة الداخلية الألمانية معايير اختيار هؤلاء مع المفوضية الدولية للاجئين. ويقول المتحدث باسم المفوضية شتيفان تيلويكن إنه تم اختيار ثلاث فئات يحصل من يندرج تحتها على حق الإقامة في ألمانيا.
ويضيف "إذا أردنا أن نخفف عن دول الجوار السوري، يجب أن تستوعب ألمانيا وبقية أوروبا أضعاف العدد الحالي"، خاصة وأن ألمانيا استوعبت أكثر من عشرين ألف لاجئ من كوسوفو و300 ألف من البوسنة خلال الحرب الأهلية في يوغسلافيا سابقاً".
كما انتقد نائبه بيرند ميسوفيتش آلية اختيار اللاجئين، لأنها تقتصر على أولئك المسجلين لدى مفوضية اللاجئين الدولية في لبنان، ما يعني استثناء الكثير من السوريين المحتاجين للحماية.
وتحكي السيدة وعد جانبا من يوميات اللاجئين السوريين في ألمانيا بعد أن خطفت الحرب زوجها ودفعها الخوف للهجرة حيث حصلت على الإقامة في مدينة بريمن.
وتقول إنها تقيم مع ابنتها الوحيدة ذات الأربعة أعوام في غرفة ضيقة لكنها آمنة، والتحقت الصغيرة بروضة أطفال.
إقامة وتعقيدات
ويقيم اللاجئون عادة في مجمعات سكنية يتعلمون فيها مبادئ اللغة وأساسيات عن النظام الإداري وطبيعة المجتمع، على أن يغادروا هذه المجمعات بعد ثلاثة أشهر حيث تتولى هيئات اللجوء توزيعهم على مختلف الولايات الألمانية.
فرانشيسكو روكا: " |
لكن الإقامة لا تخلو من تعقيدات، لأنه لا يحق لطالبي اللجوء العمل إلا في حدود معينة ووفق شروط خاصة، وعليهم الانتظار أربع سنوات قبل منحهم حرية العمل الكاملة.
وبعد نقاشات داخلية مطولة، صدر مؤخراً قرار جديد يسمح للمواطنين الألمان والسوريين المقيمين في ألمانيا بالتقدم للحصول على إقامة لأقاربهم لمدة عامين قابلة للتجديد.
لكن القادمين لألمانيا من خلال هذا الإجراء لن يتمتعوا بحق اللجوء، وإنما تحق لهم الإقامة لأسباب إنسانية.
ويتجلى الفرق بين الوضعين في أن من يتمتع بحق اللجوء تتكفل الحكومة الألمانية بجميع مصروفاته، بينما في الحالة الثانية يجب على من يرغب باستضافة قريبه السوري أن يتعهد بتحمل مصروفاته.
وأمام استعداد ألمانيا ودول أوروبية لاستقبال أعداد محدودة من السوريين، يضطر كثير من اللاجئين للبحث عن "مهربين" لنقلهم إلى "جنة أوروبا" مقابل مبالغ مالية ضخمة.
ومؤخرا ازدادت الهجرة عبر البحر باستخدام مراكب بدائية تسببت بكوارث إنسانية كان أبرزها غرق المئات بينهم سوريون قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
وحث رئيس الصليب الأحمر الإيطالي فرانشيسكو روكا الاتحاد الأوروبي على فتح "ممرات إنسانية" تسمح للاجئين بالوصول إلى أوروبا بشكل آمن وقانوني دون وضع مصيرهم في أيدي المهربين.