هل يعود الفلول للساحة السياسية بمصر؟

الآلاف في مليونية عزل الفلول بالإسكندرية
undefined

 

أنس زكي-القاهرة

مع حلول الذكرى الثانية لثورة 25 يناير/كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، ورغم النص في الدستور الجديد على العزل السياسي لبعض رموز النظام السابق، يؤكد الواقع المصري أن فلول النظام السابق ما زالوا موجودين وأقوياء ويستطيعون التسلل إلى صدارة المشهد مستظلين بقوى سياسية مختلفة.

لكن الجديد في الأيام الماضية كان التصريح الذي أدلى به عمرو موسى القيادي بجبهة الإنقاذ الذي كان وزيرا للخارجية في عهد الرئيس المخلوع مبارك وحل خامسا في أول انتخابات رئاسية تقام في مصر بعد الثورة، حيث اعتبر أنه لا يوجد شيء اسمه فلول، مدللا على ذلك بأن نحو نصف الناخبين صوتوا للفريق أحمد شفيق الذي كان رئيسا لآخر حكومات عهد مبارك وخاض جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لكنه خسرها بفارق ضئيل أمام الرئيس الحالي محمد مرسي.

كما اعتبر قيادي آخر بجبهة الإنقاذ هو محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي أن مصطلح الفلول قد انتهى، وأن المقياس الوحيد هو عدم ترشح أي فرد تحيط به شبهة فساد، سواء في الانتخابات البرلمانية المقبلة أو أي انتخابات.

وبالتزامن مع ذلك ظهر شفيق نفسه في حوار تلفزيوني مع قناة محلية مصرية ليوجه انتقادات حادة للرئيس مرسي ولجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها، ووصل به الأمر إلى التقليل من شأن كونه جاء إلى السلطة عبر الانتخاب، قبل أن يتوقع ثورة جديدة تدفع به إلى مصير يماثل مصير الرئيس السابق مبارك.

ثورة مضادة
ولقيت تصريحات شفيق الذي يقيم في الإمارات بينما تلاحقه اتهامات بالفساد من جانب القضاء المصري استغراب الكثيرين، ومن بينهم الناشط الحقوقي نجاد البرعي الذي قال على حسابه بأحد مواقع التواصل الاجتماعي إنه يختلف مع سياسات الإخوان، لكن هذا لا يمنع من أن ظهور شفيق على أنه منقذ للثورة هو أمر لا يتحمله إنسان عاقل.

‪أحمد شفيق توقع ثورة جديدة تطيح بالرئيس مرسي‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪أحمد شفيق توقع ثورة جديدة تطيح بالرئيس مرسي‬ (الجزيرة-أرشيف)

وبدوره حمل الكاتب والمحلل السياسي وائل قنديل على تصريحات شفيق، واعتبر أن "الجنرال الهارب" يطل بوجهه مرة أخرى ليتحدث هذه المرة باعتباره الراعي الرسمي لما وصفه بأنه الثورة على ثورة يناير وليس استكمالها، متجاهلا أنه كان من توعد بسحق الميدان إذا انتفض ضد فرضه رئيسا لمصر.

وأضاف قنديل أن الأخطاء التي وقع فيها تيار الإسلام السياسي لا تعني فتح ميدان الثورة لاستقبال عناصر الثورة المضادة لمجرد أنها تحمل مشاعر الكراهية للإسلام السياسي ولرئيس الجمهورية المنتخب.

أما القيادي بحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، خالد الشريف فيستغرب عودة الفلول للظهور بقوة مع الذكرى الثانية للثورة، ويرى أن التحالف معهم يعد خيانة صريحة للثورة، مؤكدا أن الثورة أمامها طريقان إما النصر واستكمال مؤسسات الدولة أو الانكسار وعودة النظام السابق.

نتيجة عكسية
ويرى الباحث السياسي أشرف العطار أن جبهة الإنقاذ التي تشكلت منذ أشهر قليلة لتضم أبرز الأسماء المعارضة للرئيس ستتحمل مسؤولية كبيرة أمام التاريخ عندما فتحت الباب أمام عودة الفلول لمجرد النكاية في النظام الجديد، مع أن رموز المعارضة كمحمد البرادعي وحمدين صباحي كانوا شركاء في الثورة مع جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من التيارات الإسلامية.

‪أشرف العطار: جبهة الإنقاذ تتحمل مسؤولية فتح الباب لعودة الفلول‬ (الجزيرة نت)
‪أشرف العطار: جبهة الإنقاذ تتحمل مسؤولية فتح الباب لعودة الفلول‬ (الجزيرة نت)

وأضاف العطار للجزيرة نت أن جبهة الإنقاذ التي تدرك أنها لا تستطيع التغلب على القوى الإسلامية في الانتخابات البرلمانية المقبلة أرادت الاستفادة مما يحظى به بعض فلول النظام السابق من شعبية وقدرة مالية لعلها تفيد في الاستعداد لهذه الانتخابات متجاهلين التناقض الجوهري الذي كان قائما بين المشاركين في الثورة وفلول النظام الذي ثار عليه المصريون.

وأشار العطار إلى أن الاستعانة بالفلول جاءت بنتيجة عكسية لجبهة الإنقاذ إذ تسببت في إضعافها لا تقويتها، والدليل هو رفض بعض التيارات المهمة الانضمام لها فضلا عن انفضاض الرافضين للفلول عن الجبهة.

وكان حزب مصر القوية الذي يرأسه عبد المنعم أبو الفتوح الذي حل رابعا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة قد أعلن أنه رفض الانضمام إلى جبهة الإنقاذ بسبب ضمها لفلول النظام السابق، ولعدم رغبة الحزب في المشاركة بتحالف يقوم على استقطاب إسلامي مدني.

كما اعتبرت حركة الاشتراكيين الثوريين أن جبهة الإنقاذ أخطأت بضم الفلول إلى صفوفها، رغم ما هو معروف عنهم من خطر على الثورة وانحياز سياسي واجتماعي ضدها، ولامت الحركة أيضا النظام الحاكم وقالت إنه استعان ببعض فلول النظام السابق وأبقاهم في مناصب قيادية فضلا عن توجهه للتصالح مع رجال الأعمال الذين أفسدوا طويلا خلال العهد السابق.

المصدر : الجزيرة