صفعة لنتنياهو بانتخابات الكنيست

A Druze woman casts her ballot for the parliamentary election at a polling station in the northern Druze-Arab village of Maghar January 22, 2013. Israelis voted on Tuesday in an election that is expected to see Prime Minister Benjamin Netanyahu win a third term in office, pushing the Jewish state further to the right, away from peace with the Palestinians and towards a showdown with Iran. REUTERS/Ammar Awad (ISRAEL - Tags: POLITICS ELECTIONS)

undefined

وديع عواودة- حيفا

سجلت نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) التي جرت أمس الثلاثاء، عقابا من الناخبين لـ بنيامين نتنياهو والذي يتجه لرئاسة الحكومة لولاية ثالثة رغم التراجع الكبير لقوة لائحته "ليكود-يسرائيل بيتنا" التي حازت 31 مقعدا مقابل 42 بالبرلمان المنتهية ولايته.

وتمخضت الانتخابات التي شارك بها نحو 66% من المقيدين بكشوف الناخبين، عن نجاح كبير لحزب "يش عتيد" (وسط) بقيادة الصحفي يئير لابيد وحصده لـ19 مقعدا. كما أسفرت عن تساوي حصة معسكري اليمين ويسار الوسط.

ويتوافق عدد كبير من المعلقين والمحليين على أن الإسرائيليين عاقبوا الائتلاف الحاكم لفشله في معالجة قضايا ملحّة، وأنهم صوتوا أكثر للمعنيين بالمواضيع الداخلية المدنية بالأساس.

وفي خطابه ليلة أمس قال رئيس الحزب الحاكم نتنياهو الذي حاز على 31 مقعدا من أصل 120، إنه يتجه نحو تشكيل حكومة موسعة محاولا الظهور بصورة المنتصر رغم النتائج التي اعتبرتها الصحف العبرية صفعة له.

نزع ثقة
فقد ذكرت صحيفة "هآرتس" بافتتاحيتها اليوم أن إسرائيل عبّرت بهذه النتائج عن عدم ثقتها بنتنياهو لـ"فشله في المجال الدبلوماسي والعلاقات الخارجية". كما أشارت لفشله أيضا بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية.

وتابعت الصحيفة "تدلل النتائج على أن الإسرائيليين تحفظوا على تطرف الليكود نحو اليمين ومن الاستفزاز المضر للمجتمع الدولي". وشددت على أن الإسرائيليين معنيون بعلاقات طيبة مع الولايات المتحدة بدلا من تسمين المستوطنات والتهديد بحرب على إيران.

غدعون ليفي: الليكود كان سيفقد موقعه لولا تحالفه مع يسرائيل بيتنا (الجزيرة)
غدعون ليفي: الليكود كان سيفقد موقعه لولا تحالفه مع يسرائيل بيتنا (الجزيرة)

سياسة عصرية
من جانبه اعتبر المعلق السياسي يوسي فيرطر أن النتائج مثلت "صفعة" لنتنياهو من مصوتي اليمين، مشيرا إلى أن فوز يئير لابيد مقابل خسارة جنرالات وسياسيين أمثال شاؤول موفاز، يعكس نجاح السياسة العصرية المعتمدة على التواصل مع الجمهور، مما مكنه من استقطاب الأصوات "الطائشة".

ورجح فيرطر -في تصريحات لإذاعة الجيش اليوم- أن لا يكتفي نتنياهو بائتلاف حكومي مكون من أحزاب اليمين والمتدينين، لأنه سيسقط عاجلا بسبب عزلة إسرائيل عن العالم.

وبدوره يقدم المحلل غدعون ليفي قراءة أكثر وضوحا لنتائج الانتخابات بتأكيده أن إسرائيل ولسان حالها يقول "دعونا نعيش بهدوء حياة جيدة وهانئة" لافتا إلى أن ذلك تجسد في نتائج حزب "غير سياسي (يش عتيد) بانتخابات غير سياسية" في إشارة للحزب الذي أنشأه الصحفي لابيد قبل عام.

وأوضح ليفي للجزيرة نت أن إسرائيل قالت لصحفي غير مجرب سياسيا، لكنه فصيح اللسان ووسيم الطلعة "نعم للشباب الجديد الذي تحاشى خوض قضايا خلافية وحقيقية".

وقال ليفي -الذي لا يرى أي بشارة جديدة- إن الليكود كان سيفقد لقبه كأكبر حزب في إسرائيل لولا تحالفه مع "يسرائيل بيتنا".

وأشار إلى أن حزب ميرتس ضاعف قوته من ثلاثة إلى ستة مقاعد بفضل عدم تردده في تعريف نفسه كحزب يساري بخلاف "العمل" الذي تهرب من هذه الصفة وغيب موضوع الاحتلال.

أحزاب الوسط
وهذا ما يؤكده أيضا المعلق البارز نحوم برنيع الذي يتفق مع ما يجمع عليه المحللون الإسرائيليون بأن الاحتجاجات الاقتصادية الاجتماعية انعكست في تزايد قوة أحزاب يسار الوسط خاصة حزب "يش عتيد". لكنه لفت في الوقت نفسه إلى أن الحدود بين معسكري اليمين واليسار في إسرائيل لم تعد واضحة وباتت متداخلة.

وفي ذات السياق قالت المحللة السياسية سيما كدمون إن الإسرائيليين عبروا عن عدم ثقتهم بنتنياهو وبالنظام السياسي. وأوضحت أن النتائج عكست عدم ثقة الإسرائيليين بنتانياهو شخصيا ورغبتهم برؤية وجوه جديدة بصرف النظر عن طروحاتها.

وأشارت إلى إمكانية الإطاحة بنتنياهو من خلال تحالف أحزاب الوسط واليسار مع المتدينين أو مع "البيت اليهودي" اليميني، لكنها رجحت أن يشكّل نتنياهو حكومة جديدة ستكون مختلفة عن توقعاته.

وعلى غرار مراقبين كثر، تؤكد كدمون أن النتائج -وبخلاف توقعات استطلاعات الرأي- جاءت مخيبة لحزب العمل (17 مقعدا) رغم تمثيله لـ"الثورة الاجتماعية" التي شهدتها إسرائيل عام 2011. وأكدت أن "من سيملي الشروط ويؤثر على طبيعة وأجندة الحكومة القادمة هو حزب يش عتيد".

المعلقة طال شنايدير: الإسرائيليون صوتوا لحزب ينشغل بالقضايا الداخلية (الجزيرة)
المعلقة طال شنايدير: الإسرائيليون صوتوا لحزب ينشغل بالقضايا الداخلية (الجزيرة)

الهرب للداخل
وفي سياق متصل أكدت المعلقة السياسية طال شنايدر للجزيرة نت، أن سر نجاح لبيد هو الابتعاد عن القضية السياسية والعلاقة مع الفلسطينيين، لافتة إلى أن الإسرائيليين هربوا بواسطة لبيد من القضايا الخارجية للداخلية.

من جانبه حذر الوزير العمالي السابق أوفير بينيس من انضمام يئير لابيد كورقة تين للحكومة الجديدة من خلال وزير خارجية لتجميل وجه إسرائيل.

ودعا بينيس في تصريح للإذاعة العبرية العامة اليوم لبيد لاستغلال حالة "التعادل السياسي المذهل" والتمسك بطروحاته الإصلاحية على مستوى القضايا الداخلية بدلا من إشغال حقيبة الخارجية.

كما دعا بينيس لبيد لاستغلال قوته لتقاسم رئاسة الحكومة بينما دعا مقربون من نتنياهو لحكومة وحدة وطنية.

المصدر : الجزيرة