وضع مأساوي لمشردي الفيضانات في جوبا

الفيضانات تشرد 3 مليون شخص بجنوب السودان
undefined

مثيانق شريلو-جوبا

أدت الفيضانات التي شردت نحو ثلاثة ملايين شخص في جنوب السودان إلى كارثة وصفت بأنها مفجعة لتأثيرها في كافة قطاعات الحياة، وذلك في ظل افتقاد المتضررين للدعم الحكومي المناسب لكارثة بهذا الحجم.

ويفتقر المواطنون الذين شردوا واضطروا إلى النزوح بسبب موجة الفيضانات التي اجتاحت أجزاء متفرقة من جنوب السودان، إلى المسكن والغذاء والملبس والعناية الطبية.

ويقدر عدد المشردين بأكثر من ربع سكان الدولة الجديدة التي يبلغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة في أحدث تعداد رسمي قبل الانفصال عن السودان.

كارثة إنسانية
وعن الخسائر المادية تقول سابينا داريو نائبة وزير الشؤون الإنسانية في جنوب السودان إن وزارتها استلمت تقارير تفيد بأن نحو مليوني منزل تضرر في أقاليم بحر الغزال وأعالي النيل.

وأضافت سابينا داريو للجزيرة نت أن وزارتها بادرت إلى حث المنظمات الإنسانية على الإسراع في تقديم المساعدات الملحة لهؤلاء المتضررين، وطلبت تدخلها العاجل لتوفير المواد الغذائية وما يحتاجه المتضررون.

بيوت القش والطين لا تستطيع مقاومة الفيضانات وهو ما يزيد معاناة السكان (الجزيرة)
بيوت القش والطين لا تستطيع مقاومة الفيضانات وهو ما يزيد معاناة السكان (الجزيرة)

وقد عبر المدير العام لوزارة الصحة بجوبا الدكتور ريك لول في حديثه للجزيرة نت عن خوفه من أن يكون المتضررون عرضة للإصابة بأمراض كالإسهال والملاريا وحمى التيفويد.

وأضاف لول أن وزارة الصحة كونت لجنة فنية تضم بعضا من الشركاء في المنظمات الإنسانية الدولية لتفقد أوضاع المتأثرين وأن هنالك ترتيبات لمجابهة الكوارث الصحية المحتملة عبر توزيع مواد لمكافحة البعوض بالإضافة إلى مواد عينية لاحتواء تلك الأمراض.

تقصير حكومي
ويتهم المتضررون الحكومة بالتقصير في تجنب تلك الكارثة قبل وقعوها. إذ بات معلوما أن موجات فيضان تجتاح مناطق عدة سنويا في جنوب السودان وأصبح تأثيرها يمتد ليدمر الغطاء الزراعي هناك.

ويقول ناشطون مدنيون إن الحكومة تتحمل الجزء الأكبر من الكارثة لكونها لم تطلق نداءات تحذيرية للمتضررين.

ويضيف الناشط المدني إيزك جون للجزيرة نت أن موجة الفيضانات تتكرر سنويا إلا أن الحكومة لا تتحرك إلا بعد فوات الأوان.

ويردف جيمس أني وهو مواطن تضرر من الفيضانات بولاية جونقلي للجزيرة نت بقوله إنه فقد كل ما يملكه إذ انهار منزله وتبعثرت محتوياته التي جرفتها السيول.

ويضيف غاضبا أن هذا يحدث في كل عام فأغلب المواطنين فقراء ويسكنون في أكواخ وبيوت من الطين والقش، مبديا قلقه من انتشار الأمراض المعدية مع غياب مصارف للمياه الملوثة.

المصدر : الجزيرة