قمة البشير وسلفا هل تحسم خلافاتهما؟
استبعد خبراء ومحللون سياسيون أن يحسم لقاء الرئيسين السوداني عمر البشير والجنوب سوداني سلفاكير ميارديت المقرر له الأحد كل الملفات العالقة بين البلدين والتي تجري المفاوضات بشأنها في العاصمة الإثيوبية مع توقعهم أن يدفع باتجاه تقدم جزئي.
واعتبروا أن الملفات العالقة بين البلدين لا تزال عصية على الحل، مشيرين إلى أن تعقيدات المشهد السوداني والجنوبي ستهزم السقف الزمني الذي حدده مجلس الأمن الدولي للدولتين للتوصل إلى حل، وربما رغبة الرئيسين للوصول إلى حل شامل ونهائي لكافة القضايا العالقة بين بلديهما.
وتوقعوا أن يتمخض اللقاء عن توقيع اتفاق جزئي يتعلق بملف النفط الأكثر أهمية محليا ودوليا أو اتفاق أوسع نطاقا يسهم في فتح الطريق أمام مفاوضات أخرى ذات طبيعة فنية وتنفيذية.
ورأوا أن المفاوضات الجارية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تبدو متعثرة "لأن ما أعلن من نتائج حتى الآن يتسم بالتواضع والتضارب في كثير من الأحيان".
لقاء تتويجي
فأستاذ الفلسفة السياسية بجامعة النيلين محمد مجذوب وعلى الرغم من افتراضه إمكانية أن يكون اللقاء تتويجا لمفاوضات ناجحة بين الطرفين، إلا أنه أشار إلى عدم وجود نتائج حقيقية متفق عليها.
ويقول إنه وبالرغم من رغبة المجتمع الدولي -ممثلا بمجلس الأمن الدولي- في التوصل إلى حل يساهم في معالجة أزمات دولة جنوب السودان الجديدة "الأمر الذي يرتبط بتدفق النفط عبر أنابيب السودان"؛ إلا أن ذلك لن يكون محفزا للرئيسين لتجاوز الأزمة بكاملها.
ولم يستبعد في حديثه للجزيرة نت تفجر المشكلات مجددا بعد لقاء القمة بسبب غياب القناعة الحقيقية بحل شامل ونهائي للمشكلات بين البلدين.
محاولة اختراق
واعتبر حاوي أن اللقاء "ربما يكون محاولة لإحداث اختراق في المفاوضات التي تبدو معقدة وتحتاج إلى دفع سياسي كبير"، متوقعا أن يتمخض اللقاء عن اتفاق إطاري حول بعض القضايا "وليس اتفاقا نهائيا لأن المفاوضات ستستمر تحت غطاء آخر يمكن أن يكون لجانا فنية بين البلدين".
الباقر العفيف: الملفات العالقة كبيرة ومعقدة وليس من السهل الوصول إلى حل بشأنها في الوقت الراهن |
ورفض فكرة أن يمثل اللقاء نهاية حقيقية لمشكلات البلدين "فهو محاولة لإرضاء المجتمع الدولي ويعطي المبرر لمجلس الأمن لتمديد للمفاوضات مرة أخرى".
أما الباحث في مجال الدراسات السياسية الباقر العفيف فيستبعد أن ينقل اللقاء الطرفين لاتفاق سلام دائم "لأن الملفات العالقة بينهما كبيرة ومعقدة وليس من السهل الوصول إلى حل في الوقت الراهن".
ويقول إنه ليس هناك مفاوضات ناجحة حتى يكون هناك لقاء قمة ناجح، مشيرا إلى أن اللقاء ربما يكون لأجل المجاملة واسترضاء المجتمع الدولي.