صحيفة: دور أردوغان القيادي يتعزز

Turkey's Prime Minister Recep Tayyip Erdogan, speaks during the opening ceremony of the 13th session of the United Nations Conference on Trade and Development (UNCTAD13) in the Qatari capital Doha, on April 21, 2012. AFP PHOTO/FAISAL AL-TAMIMI
undefined

خالد شمت-برلين

اعتبرت صحيفة دير شبيغل الألمانية أن رد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على الفيلم المسيء للإسلام بدعوة دول العالم لتقنين إجراءات فعالة لمواجهة انتشار مظاهر العداء للإسلام والخوف المرضي منه (الإسلاموفوبيا) يعد تكريسا للدور القيادي لرئيس الحكومة التركية في العالم الإسلامي.

ورأت الصحيفة أن عزم أردوغان الحديث باسم العالم الإسلامي أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الجاري يعكس تنامي مكانة تركيا في محيطها العربي والإسلامي وفي الساحة الدولية.

ونقلت الصحيفة عن أردوغان دعوته -خلال حديث مع صحفيين رافقوه في رحلة عودته من البوسنة والهرسك- المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فعالة لإيقاف انتشار مظاهر العداء للإسلام والخوف المرضي منه (الإسلاموفوبيا) على غرار ما فعلت تركيا في مواجهة العداء للسامية.

واتهم رئيس الوزراء التركي -حسب الصحيفة- الدول الغربية ومن بينها ألمانيا بعدم التصدي للعداء للإسلام وتشجيع انتشار الخوف المرضي منه.

وقالت الصحيفة الألمانية إن عزم أنقرة تعديل قوانينها لتغليظ عقوبة الإساءة للأديان ورفض اعتبارها حرية رأي قابله إعلان أردوغان عزمه الدعوة في الأمم المتحدة للاتفاق على إصدار معايير دولية ملزمة تضع حدودا فاصلة بين حرية الرأي وإهانة الأديان.

إصرار
وأشارت الصحيفة إلى أن إدراك رئيس الوزراء التركي لرفض الولايات المتحدة ودول أخرى القبول بتدخل الأمم المتحدة في قوانينها، لم يثنه عن المضي في مبادرته والدعوة لمؤتمر دولي حولها في إطار مبادرة تحالف الحضارات التي تقودها تركيا مع إسبانيا.

ورأت دير شبيغل أن رئيس الوزراء التركي تعامل بتوازن مع أزمة الفيلم المسيء وأصدر بيانا أدان فيه هذا الفيلم واعتبره إهانة للإسلام لا علاقة لها بحرية الرأي.

ولفتت إلى أنه استنكر في المقابل أعمال العنف التي صاحبت الاحتجاجات المنددة بالفيلم، ودعا المسلمين لعدم الانسياق وراء استفزاز صناع هذا الفيلم.

وفي سياق ذي صلة أوضحت الصحيفة أن وصف أردوغان للهجوم الدامي على القنصلية الأميركية في بنغازي بأنه عمل إرهابي لا يتفق مع تعاليم الإسلام، وجد صدى إيجابيا في البيت الأبيض.

كما لاحظت الصحيفة أن تعاطي أردوغان مع أزمة الفيلم المسيء للإسلام لقي تجاوبا شعبيا داخليا في بلاده.

وقالت إن موقفه عزز مكانته كمحامي للمسلمين وحافظ على علاقة أنقرة مع الولايات المتحدة شريكتها في التعامل مع الأزمة السورية ورسخ مكانة تركيا كشريك دولي يمكن الوثوق به.

واعتبرت الصحيفة أن تعاطي حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم مع أزمة الفيلم المسيء للإسلام يتفق مع توجهها لمعالجة التشدد الإسلامي بإصلاحات تصب في صالح المسلمين المعتدلين.

المصدر : الجزيرة